الدعوة التي أطلقها د.خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما بعمل هيكل تنظيمي مستقل لمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، جديرة بالاهتمام وتساهم في استقرار المهرجان الذي تنطلق دورته ال19 اليوم من مدينة الاسماعيلية. هذا الهيكل التنظيمي لن يجعل المهرجان عرضة لتغييرات تعصف به مع كل تغيير يطول قيادات المركز القومي للسينما ،كما يحدد بقاء رئيسه بدورتين فقط ،ولاشك أن وجود رئيس للمهرجان محدد سلفا سيجعله يعمل طوال العام وليس قبل شهور قلائل من انطلاقه مما ينعكس علي فعالياته وبرامجه المختلفة ، وهو مابدأه الناقد عصام زكريا الذي يراهن علي دورة مختلفة وبرامج عديدة وأفلام مهمة يتاح لجمهورالاسماعيلية مشاهدتها لأول مرة ،وهو المستهدف من المهرجان بالدرجة الأولي ، دون حاجة لشعارات من قبيل »مهرجان الاسماعيلية لأهل الاسماعيلية» لأن هذا أمر طبيعي، فاقامة مهرجان في أي محافظة لابد وأن ينعكس ايجابيا علي أهلها وإلا لامعني لوجوده علي أرضها . وفي مهرجان الاسماعيلية يشارك شبابها في أنشطته المتعددة سواء في ورش صناعة الأفلام وورش السيناريو أو بمشاهدة الأفلام مع عودة عروض المقاهي حيث تذهب الأفلام الي تجمعات الجمهورلاستقطابه،وهذا أمر مهم للغاية،وفي مهرجان قرطاج السينمائي العريق بتونس تقام عروض سينمائية في أكبر شوارعها »الحبيب بورقيبة» وفي الأندية بل وحتي في السجون لأن هدفهم الوصول للجمهوربكل فئاته من منطلق ايمانهم بدورالفن السينمائي وتأثيره الكبيرعلي المتلقي . ولعل نجاح المهرجان وتفاعل الجمهور معه يتطلب تعاونا مشتركا مع المحافظة ومشاركة بعض شبابها في إدارة المهرجان وتنظيم عروضه خاصة في ظل الحماس الذي يبديه محافظها اللواء ياسين طاهرالذي تقود محافظته قاطرة التنمية وتقام علي أرضها أضخم المشروعات وتسعي لتحقيق تنمية سياحية تستحقها لما تتمتع به من مميزات فريدة لاعتدال جوها وهدوئها وشواطئها الممتدة وقربها من العاصمة ،وقد أصبح المهرجان علي الأجندة السياحية لها ويستعيد بريقه ليعيد الوجه الحضاري للمدينة ويعكس رسائل عديدة مهمة في هذا التوقيت .