يظل لمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة مكانة خاصة بين مهرجانات السينما المحلية والدولية، فهو يعتمد علي مايقدمه من تجارب سينمائية مختلفة من كافة أنحاء العالم لأفلام تسجيلية وروائية قصيرة ورسوم متحركة، وبرغم أن المهرجان لايحضره نجوم التمثيل الذين يتطلع الجمهور عادة لرؤيتهم، فانه يقبل علي مشاهدة أفلامه ولذا فقد استمد نجاحه أولا من جمهور الاسماعيلية، اذ استطاع علي مدي دوراته ال20 أن يستقطب الجمهور من مختلف فئاته وأعماره ليصبح شريكا به وداعما أساسيا لنجاحه، ذلك أنه منذ بدايات المهرجان الاولي وأفلامه تصل الي المقاهي والأندية وكافة التجمعات فارتبط به المشاهد وكان بعض سكان المحافظة يقطعون المسافة »رايح جاي» لمشاهدة الأفلام بالمقاهي والتجمعات، ومن المهم العمل علي عودة عروض المقاهي التي توقفت للظروف السياسية بعد ثورة يناير، والتي صار بالإمكان إعادتها مع استقرار الأوضاع في بلادنا، الي جانب عروضه التي تقام هذا العام بحديقة النافورة ونادي الشجرة وقصر ثقافة الاسماعيلية، ففي مهرجان قرطاج السينمائي بتونس تقام عروض سينمائية مفتوحة في أكبر شوارعها »الحبيب بورقيبة» وفي الأندية، بل وحتي في السجون لأن هدفهم الوصول للجمهور بكل فئاته من منطلق ايمانهم بدور الفن السينمائي وتأثيره الكبير علي المتلقي.. يحقق مهرجان الاسماعيلية حراكا مطلوبا بضيوفه الأجانب وأفلامه وندواته لمدينة تمتلك مقومات كبيرة تؤهلها لتكون مدينة سياحية جديرة بوضعها علي خريطة السياحة العالمية، وهو مايسعي اليه محافظ الاسماعيلية اللواء ياسين طاهر أيضا، الذي يحرص علي حضور المؤتمر الصحفي للمهرجان بالقاهرة، ما يعكس ايمان المحافظ بما يحققه هذا الحدث المهم لمدينته ويؤكد مساحة التفاهم بينه وبين ادارة المهرجان. وتأتي الدورة العشرين التي انطلقت قبل أيام برئاسة الناقد عصام زكريا لتراهن أيضا علي التميز والاختلاف حيث يعرض في احتفاله الذهبي 52 فيلما من الأفلام الفائزة بجائزته الذهبية،كما تضم لجنة التحكيم 7 من الفائزين بالجائزة الذهبية للمهرجان خلال دوراته الماضية، خلاف مسابقاته الرسمية التي تضم 62 فيلما، ويعد المهرجان فرصة كبيرة لعشاق السينما لأن أفلامه لايتاح مشاهدتها الا من خلاله، ورغم وجود قرار سابق بعرض الأفلام القصيرة والتسجيلية قبل عروض الأفلام الطويلة في السينما فإن هذا القرار لاينفذ،وهومانتمني أن يتم تفعيله لنشر ثقافة مشاهدة هذه الأفلام بين الجمهور.