يجيء معرض الفنان فاروق حسني وزير الثقافة، الذي يفتتح غداً بقاعة »أفق1« بمتحف محمد محمود خليل، ليعبر عن مرحلة جديدة في مسيرته التي تتميز بالتشبث بالفن المصري ورموزه، فلا يخلو عمل من أعماله من الأشكال الهرمية والأيقونات المصرية.. بحيث لا تخطئ عين في تقدير هذا الفنان ومعرفة لوحاته التي صارت من أهم معالم الفن التجريدي.. المعرض الجديد يضم أربعين لوحة تم تنفيذها خلال عام 0102 تتميز بعملية التحديث المستمر والوصول إلي العالمية من الإصرار علي الارتباط بالمحلية. وقد كان فاروق حسني حاداً في تعامله مع المفردات العالمية، ورفض الرضوخ للفن الغربي.. بل دمج في شموخ بين المفردات المصرية وبين أهم معالم اللوحة التجريدية العالمية. ولهذا تبدو ألوانه بسيطة ومباشرة لكنه يختارها بحذر شديد، ويعالجها برؤية وشاعرية ولديه مقولة شهيرة حيث يقول المشاعر هي التي تختار ألوانها، وفعلاً أنا لا أري اللون الأسود لوناً واحداً لكنه مجموعة من الألوان.. وفاروق حسني هو الفنان الوحيد في العالم العربي الذي حظي بعرض أعماله في أهم متاحف العالم مثل متحف اللوفر بباريس والمتروبوليتان والمتحف القومي في روما ومتحف طوكيو وبعض متاحف الدول العربية.. وله مقتنيات في المتاحف الكبري مثل متحفي »هيوستين« و»فورت لودرديل« في أمريكا. وقال المدير الفني لدار دافينشي الناقد بييرو مينداريس. دي كامبو: فاروق حسني فنان معاصر غارق في المحلية رغم مكانته الدولية المرموقة، واللافت هنا أن الفنان تخرج في عدد من أفضل أكاديميات الفنون العالمية وسرعان ما تولي أرفع المناصب في بلده حتي أصبح وزيراً للثقافة، وهذه الخلفية لا تذكرنا بحضارات البحر المتوسط القديمة فحسب بل تستدعي إلي أذهاننا عصر النهضة والمكانة الرفيعة التي كان يوليها للفن، وإذا أمعنت النظر في أعمال فاروق حسني الرائعة، تجد أنها تتطلب منك قدراً كبيراً من التجرد. ومن ثم التغلغل إلي أعماله وعالمه حيث تختبئ بين الخطوط والألوان رسالة تصل إلي آفاق تسمو فوق قيم الجمال لتخبرنا الخامات عن أشياء بعيدة.