مر الاحتفال باليوبيل الذهبي للفرقه القومية للفنون الشعبية بشكل تقليدي حيث أقيم إحتفال علي خشبة مسرح البالون قبل اسدال الستار عن عام 0102 وقام الفنان شريف عبد اللطيف رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية بتكريم مجموعة كبيرة من رموز الفرقة العريقة التي كانت يوما من أهم فرقنا الفنية التي ترفع علم مصر في عواصم العالم وتنتزع الإعجاب من فرق أخري عريقة في المهرجانات الدولية حيث لم يكن يقف في مواجهتها سوي فرقة »رضا« التي كانت أنذاك أشبه بأكاديمية رفيعة الشأن والقيمة والريادة وخرج من بين ضلوعها عدة فرق أخري كان من أعرقها الفرقة القومية التي أنبهرنا بها علي المستويين المحلي والعالمي. وكنت أتصور ان يأتي الاحتفال باليوبيل الذهبي للفرقة القومية من خلال تخطيط إعلامي جيد لا يكون مقصورا علي إستمرار العروض لمدة أسبوعين فقط بل يمتد لموسم كامل وتقوم أجهزة الاعلام المقروء والمرئي والمسموع بتغطيته بما يليق بتراث هذه الفرقة ونجومها الذين ارتبطت أسماؤهم بأذهان الناس بعد ان أتجه معظمهم عقب إعتزال العروض الاستعراضية الي مجال التمثيل وحققوا نجاحا كبيرا وأذكر من بين هؤلاء الأصدقاء الأعزاء: مشيره اسماعيل وعايدة رياض وجلال عيسي وسيف عبد الرحمن وسامح الصريطي ومعهم المبدع كمال نعيم أحد أهم مصممي اللوحات الاستعراضية في مجال الفنون الشعبية فمثل هؤلاء لا يكون الاحتفال بهم بتقديم الدروع والشهادات التقديرية وتبادل الكلمات المعسولة التي تشيد بما حققوه من نجاحات مدوية علي مر السنين وإنما يكون الاحتفاء بتاريخهم من خلال ورشة عمل تبحث عن كيفية إعادة الإزدهار والرونق والتوهج واللمعان لهذه الفرقة لتسترد عرشها المفقود داخل وخارج مصر فهؤلاء يمتلكون خبرات واسعة تؤهلهم لتشخيص الداء وتحديد الدواء ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك حتي لا أكون مثل من قام بضرب كرسي في كلوب فرح قريب الي عقله وقلبه حزنا علي تواضع مستوي هذا الفرح الذي لا يليق مع قيمة وقدر أصحاب هذا العرس من الأثرياء بتاريخهم وماضيهم والذين أصبحوا بكل اسف غير قادرين علي رؤية المستقبل!! أصابني حزن كبير خلال الأيام الماضية بعد رحيل أثنين من أصدقاء العمر هما الاعلامي الكبير طاهر أبو زيد والمخرج القدير مدحت زكي صاحبي الأداء الرفيع في كل منصب أرتبط به كل منهما خلال مشواره الطويل مع العمل الاعلامي المسموع في الراديو أو المرئي عبر شاشة التليفزيون وعزائي في فقدهما أن أعمالهما مازالت تمثل تراثا غاليا يتعلم منها كل يوم الأجيال الجديدة خبرات متعددة الجوانب ويكفي ان العملاقين الراحلين عاشا يقاتلان ويدافعان عن اللغة العربية والثقافة بمعناها الواسع والشامل فمن ينسي المعارك الضاريه التي خاضها طاهر أبو زيد للحفاظ علي هيبة لغتنا العربية في كل وسائل الإعلام وكيف وقف حارسا لها في مواجهة العابثين بقواعدها ومفرداتها ومن منا أيضا يغفل الدور الذي لعبه مدحت زكي في تقديمه لبرنامجه الإذاعي الشهير »كتاب عربي علم العالم« الذي ظل متمسكابه ليؤكد للدنيا كلها أن عصر التنوير الذي أضاء حضارات أعرق الأمم كان من رحم هذا الكتاب العربي الذي قدمه فوزي خضر وظهر عبر الأثير في إطار درامي مميز بصوت الاعلامي القدير أمين بسيوني ومعه فريق من الأساتذة الممثلين الكبار في الإذاعة. إنني أقترح علي الإذاعيه الكبيرة إنتصار شلبي رئيس الإذاعة تخصيص جائزتين في مسابقة »الاذاعيون يبدعون« خلال دورتها المقبلة لهذا العام بأسمي طاهر أبو زيد ومدحت زكي تمنح للفائزين خاصة وهناك داخل هذه المسابقة كل أشكال البرامج الاذاعية التي كان كل منهما علامة بارزة في إعدادها وتقديمها وإخراجها فالراديو كان ولا يزال وسوف يظل الي الأبد مدرسه التقاليد الإعلامية العريقة التي لا تنسي أبناءها أبدا. أتابع الان عملا دراميا علي مستوي فني عال أسمه »الهروب من الغرب « كتبه السيناريست المتميز محمد الغيطي ويقوم ببطولته النجمان الكبيران توفيق عبد الحميد وأحمد راتب ومعهما القدير عمر الحريري والمتألقه دائما فاديه عبد الغني مرورا بنجوم أخرين متميزين مثل أميرة فتحي وسامي مغاوري وميار الغيطي حيث يناقشون قضية مهمة سوف أتوقف أمامها طويلا عقب نهاية أحداث هذا المسلسل المتميز الذي انتجته »صوت القاهرة« وأخرجه الموهوب خيري بشاره بأسلوب شديد الإتقان كعادته دائما في كل أفلامه السينمائية ومسلسلاته التليفزيونية. في هدوء تام رحل العملاق الفنان القدير محمد الدفراوي احد اهم فنانينا علي الاطلاق ولاادري ماذ اقول عنه فقد كان صاحب عطاء كبير كممثل عبقر ي ولاتوجد كلمات تستطيع ان تصل الي قامته العالية.. فقد كان يرحمه الله اكاديمية رفيعة في فنون الاداء التمثيلي ولن تتكرر مرة اخري .