الحادث الارهابي الذي وقع امام كنيسة القديسين بالاسكندرية بعد عشرين دقيقة من بداية العام الجديد وراح ضحيته مواطنون ابرياء اظهر المعدن الصلب للمصريين جميعا حين اعلنوا رفضهم للارهاب ووقفوا صفا واحدا لمواجهته واكدوا ان مصر ليست دولة صغيرة وان شعبها بتاريخه الحضاري العريق لا يهتز لمثل هذه الاعمال الارهابية التي يقوم بها مجرمون قتلة لا ضمير لهم ولا دين. خرج المصريون جميعا يعلنون استنكارهم لهذا الحادث الارهابي ويلملمون جراحهم ويشاركون أهالي الضحايا أحزانهم والامهم.. وارتفع المصريون فوق الجراح والاحزان واكدوا مساندتهم لاجهزة الدولة في كشف مرتكبي هذا العمل الجبان وفي نفس الوقت ردوا بقوة طاغية علي محاولات زرع بذور الفتنة بين المسلمين والاقباط فرفعوا الهلال الي جانب الصليب في لحظة فارقة في تاريخ مصر تؤكد ان مصر فوق كل المحاولات اليائسة سواء كانت من الخارج او الداخل التي تستهدف امنها واستقرارها ووحدتها. وكانت الدعوة التي اطلقها الرئيس مبارك بعد ساعات قليلة من هذا الحادث الارهابي الي المصريين ان يقفوا صفا واحدا لمواجهة قوي الارهاب رسالة قوية الي جميع ابناء مصر من زعيمهم المحبوب في لحظة حاسمة وكانت الاستجابة فورية وسريعة حيث ادرك الجميع ان الخطر محدق بهم ولابد من مواجهته بقوة.. وكان لظهور الرئيس مبارك ظهر نفس اليوم علي شاشات التليفزيون ورسالته القوية لشعب مصر والعالم بانه لن يسمح لاحد ايا كان ان يهدد امن مصر القومي وانه لابد من قطع رأس الافعي ومواجهة الارهاب كان لهذه الرسائل اكبر الاثر في تخطي الازمة ووقوف المصريين صفا واحدا لمواجهة هذا الخطر. الغضب اجتاح الجميع من ابناء مصر تساوي في ذلك اهالي الضحايا والمصابون وباقي المواطنين الذين لم يكن لهم ضحايا وشعر الجميع ان المصاب مصابهم جميعا وتخيل كل منهم لو انه كان في مسرح الجريمة هو او اقرباؤه وتعرض لما تعرضوا له.. وكان من الطبيعي ان تشهد مظاهرات الغضب ضد الارهاب بعض التجاوزات من بعض الغاضبين سواء في تصرفات او هتافات هنا وهناك فالجميع في حالة غضب مما حدث وهم يعلمون انه لا ذنب لاحد سواء من الضحايا او المصابين ولكنه الارهاب الاسود . وكانت دعوة البابا شنودة للاقباط بضبط النفس والهدوء علي الرغم من آلامهم واحزانهم مهمة لتهدئة النفوس الغاضبة واهالي الضحايا والمصابين وليدرك الجميع اننا في قارب واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي .. لكن خاب ظن الارهابيين الذين خططوا لهذه الجريمة الآثمة ولم يستطيعوا تحقيق اهدافهم كما خابت تهديداتهم لاستهداف الكنائس ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وجرت الاحتفالات وسط حشود كبيرة من المسئولين والمواطنين علي الرغم من احزان وآلام حادثة الاسكندرية التي لم تجف دماؤها بعد وخرج الجميع مسلمين ومسيحيين ليلة عيد الميلاد ليحتفلوا بهذه المناسبة ويرتفعوا فوق الآلام ويعلن المصريون في تحد واضح للارهاب والارهابيين انهم سيردون كيدهم في نحورهم ويحبطون مخططاتهم التي تستهدف مصر الغالية علينا جميعا .