مع إشراقة عام جديد يحتاج كل منا لمن يبعث فيه الأمل.. نفحة أمل قد تعطي معني آخر للحياة.. وقد كنت في حاجة إليها بعدما تعرضت لوعكة صحية مؤخرا.. فأعطتني السيدة فيروز هذه الدفعة حين استمعت إلي أغنيات ألبومها الأخيرة »ايه في أمل« مجرد أن تختار تلك الأغنية عنوانا لألبومها فهذا يعني أنها تعطي لكل من يسمعها أملا فيما يطمح إليه.. كلنا يحتاج إلي هذا الأمل.. وقد غنت فيروز كما لم تغن من قبل.. خاصة في تلك الأغنية الرائعة التي تحمل »هيد« الألبوم والتي تقول فيها »ايه في أمل« أوقات بطلع من ملل.. وأوقات بيرجع من شيء حنين لحظات بتخفف زعل.. والذي صاغ ألحانه ببراعة ابنها زياد الرحباني الذي يؤكد مقولة ان ابن الوز عوام.. فقد نشأ في رحاب صوت فيروز وموهبة الأخوين الرحباني اللذين شكلا ثنائيا رائعا في الكلمات والألحان.. وصار صوت الرائعة فيروز مقترنا بهما. لا ادعي انني فيروزي الهوي مثل صديقي مفيد فوزي الذي يعلن في كل مناسبة عشقه لصوت فيروز وتفضيله له علي صوت أم كلثوم.. أما أنا فانتمائي » هابي. كلثومي« .. غير أن هذا الانتماء لا يمنع الاعجاب بصوت فيروز جارة الوادي التي أحب كثيرا من أغنيتها وحين يتسلل صوتها مغردا »أعطني الناي وغني« أشعر أنها تتعبد في محراب الغناء. أو حين تعلن »بحبك يا لبنان«.. فانتماؤها لوطنها يعلن عن نفسه.. أو حين تغني لسيد درويش.. أهو ده اللي صار وده اللي كان ملكش حق تلوم عليَّ. أو حين تخرج في مظاهرة غنائية وهي تقول لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي أما أغنيتها »كيفك أنت« فهي التي أعشق سماعها في سيارتي، المفاجأة التي ادهشتني أن ألبوم فيروز وصلت مبيعاته إلي نحو مليون اسطوانة.. وبهذا يضع فيروز في صدارة الألبومات في سوق الأغنية العربية لكن الأكثر دهشة بالنسبة لي هو الحملة التي قادها بعض جمهور فيروز من جميع أقطار الوطن العربي يدعون فيها عشاق صوتها لشراء النسخة الأصلية من الألبوم وتجنب عمليات القرصنة وعدم تحميله من الإنترنت. والأكثر غرابة أن الجمهور استجاب في خطوة غير مسبوقة وربما تكون مؤشرا علي أنه من الممكن أن نحارب القرصنة بمزيد من الوعي قبل القوانين خاصة بعد الخسائر المتلاحقة التي طاردت معظم شركات الإنتاج الغنائي ودفعتها إلي وقف انتاجها وأدت إلي افلاس بعضها. تحية لفيروز لانها آخر جيل الكبار الذي لا يزال يصر علي الإجادة. حق الرد مكفول: القاريء العزيز محمد حسين حجازي أرسل يذكرني أن نشيد علي باب مصر »كامل الشناوي أم كلثوم عبدالوهاب« قد غنته لأول مرة في ذكري الاحتفال بثورة يوليو عام 4691.. وكنت قد راجعت نفسي في آخر لحظة واكتشفت خطأي لكنني لم ألحق بالمطبعة ومعك كل الحق يا صديقي فالنشيد قدم عام 46 وليس 56.