بعد كتابه الأخير »لماذا تموت الكاتبات كمدا؟» الذي أثار جدلا واسعا، يعود الناقد والشاعر شعبان يوسف من جديد ليفجر قضية جديدة في كتابه الأحدث الذي يحمل عنوان »ضحايا يوسف ادريس وعصره»، في غلاف أنيق للشاعرة والروائية ميسون صقر عن دار بتانة. الكتاب مجموعة يضم مقالات للكاتب حول القاص والمفكر يوسف إدريس وما اثير حوله من استقطاب السلطة له ككاتب يشهد له بالتفرد والتميز في كتابة القصة القصيرة والمقالات ذات الدلالات الفكرية العميقة ويقول شعبان في مقدمة كتابه »يبدو التحالف بين يوسف ادريس والسلطة السياسية جاء بعد خلاف بينهما، وكأن ذلك التحالف يطبّق »المثل» القائل :»ما محبة إلا بعد عداوة»، ولكن الحقائق تقول عكس ذلك تماما، الحقائق تقول بأن المحبة كانت موجودة دائما، وكما كتب فاروق عبد القادر في كتابه »اليقين المراوغ» في قصص يوسف ادريس، ما معناه أن يوسف ادريس من الممكن أن يكتب نقدا، ومن الممكن أن يهتف في مواجهة عيب ما في السلطة الحاكمة، ولكنه يعرف جيدا كافة المساحات المتاحة له، ويعرف متي يقف أمام الخطوط الحمراء، وهذا لا يقلل من قيمة يوسف ادريس الإبداعية ولكن هذه المحاباة ساهمت بشكل أو بآخر في الثأثير علي كُتاب جيله الذين أصبحوا شبه مستبعدين عن المشهد الأدبي وساعدت العلاقات القوية بين ادريس والسلطة السياسية علي تعميق وتعميم وجوده الأدبي في الثقافة المصرية والعربية والعالمية وقد كرس تلك الظاهرة للكاتب الأوحد والكاتب الظاهرة والكاتب الأسطورة ودون ذلك لا شيء ليصبح يوسف ادريس ظاهرة فريدة من نوعها في التاريخ الثقافي والادبي. ويؤكد الناقد شعبان يوسف علي أن كل هذه الأمور لا تنقص من تقديري لموهبة يوسف ادريس العاصفة في القصة القصيرة علي وجه الخصوص، ولا تنقص من صدقيته كذلك، فهو كان يفعل كل ذلك منطلقا من شعوره الطاغي بذاته الفنية والأدبية والثقافية، ذلك الشعور الذي جعله لا يري حدا قبله أو بعده أو أمامه، وراح يطيح بكل من سبقوه، وقال بأنه أول من كتب القصة »المصرية»، وهكذا ألغي جيلين أو ثلاثة أجيال كاملة.