إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا الصدق اصبح في هذا الزمان غريبا عجيبا، هذا ما أشعر به وأنا اصطدم كل يوم بالكذب، وأعاني الوجوه الزائفة والناس التي تقول ما لا تفعل.. وتفعل مالا تقول.. وهذه هي قصتي أنا إنسانة تربيت علي الصدق، أصبحت أشعر بشيء من الاسف لكوني صادقة في مجتمع من الكاذبين المخادعين والمنافقين، تربيت علي الصدق مع ذاتي وبالتالي مع الآخرين.. وكل زملائي وزميلاتي في الجامعة يصفونني بأنني »حسنة النية«، كأنما أصبح حسن النية اتهاماً. أعترف بأنني كتاب مفتوح للآخرين، أتعامل مع الجميع علي طبيعتي دون تكلف أو عقد نفسية، لا أستطيع أن أكذب أو أرتدي قناع الخداع أمام من أعرف، لكن يبدو أنني دفعت ضريبة ذلك . التقيت بزميل لي فتح لي قلبه، وفضفض عما ينوء به من أعباء ومشاكل عائلية صعبة ومؤلمة، وجد بي قلباً مرهفاً وأذنين مفتوحتين، وبدأ يعبئ بي أحزانه وعقبات حياته. تعاطفت مع هذا الزميل وبدأت أفكر في مشاكله حتي أصبحت تستغرق مني وقتا وجهدا وأهتماماً حقيقيا، وأصبح هذا الزميل جزءاً لا يتجزأ من حياتي، شعرت بروحي تندمج وتتحد مع روحه، وأن مشاكله صارت مشاكلي، حتي لم أتردد أنا الاخري في فتح قلبي له بحكايات خاصة عني وعن أسرتي ومشاكلي، لأنني أردت أن أزيل أية حواجز نفسية بيني وبينه. كان كل شيء يسير بشكل طبيعي، فإذا بصديقة لي تفاجئني بأن هذا الزميل أعتاد أن يلجأ إلي هذا الحيلة حتي يتقرب من الفتيات ويثير تعاطفهن في البداية، وغالبا ما يتحول التعاطف إلي حب.. وقالت إنه تعرف علي بنات كثيرات بنفس الطريقة، وإنه محترف كذب ولا صحة لكل ما يدعيه. صدمت، ولم اصدقها في البداية، لكنني تحريت بنفسي.. كنت أمشي وراءه أسأل عنه من يعرفونه، أتجسس عليه لكن بشكل مهذب وغير ملحوظ، فوجدت أن كل ما قاله كان كذباً فعلاً.. وهنا كانت صدمتي الكبري، لأنني بالفعل شعرت بكوني ضحية جديدة. اسماً جديداً يضاف إلي دفتر فرائسه، فأنا بالفعل بدأت أقع في حبه، ووطأت قدمي شباك غرامه، وأعتدت الاستماع الي كلامه المعسول، الحزين والرومانسي في الوقت ذاته. فهل هو زمن الكذب؟ أرجوك أخبريني ودليني.. هل أفكر بالانتقام منه؟ كيف اتخلص من ذكراه السيئة؟ المعذبة »ه« الكاتبة: أقدر تماماً مشاعرك المصدومة، وقلبك المجروح. فليس هناك أصعب علي النفس من الإحساس بالخديعة، وليس هناك ما هو أقسي من شعور الإنسان بأن طيبته وحسن نيته هما نقطتا ضعفه، وأن هناك من يستغلهما بخبث وسوء نية! لن أقول لك أنك أخطأت، فأنت لم تخطئي بل كنت تتعاملين مع هذا الشاب بتلقائية وطبيعية وصدق، ولكن -للأسف - الحياة تعلمنا أنه لا يجب أن نكون هكذا مع كل الناس، ولا طول الوقت. لذلك أرجو أن تخرجي من هذه التجربة الأليمة بعدة دروس أهمها أنه لا ينبغي أن نفتح باب حياتنا الخاصة، وأسرارنا الشخصية لأي إنسان مهما كانت علاقتنا به.. هناك الاصدقاء الحميمون الذين فزنا بهم في رحلة العمر، هؤلاء فقط هم الذين يمكن أن نكون معهم علي سجيتنا وطبعيتنا أما أن نفتح باب قلوبنا لغريب دون أن نتأكد من صدق نواياه فهذا أكبر خطأ -غير مقصود- نقع فيه دون أن ندري! والآن..وبعد أن اتضحت الأمور، واكتشفت سوء أخلاق هذا الشاب وموت ضميره، أتمني أن تدوسي علي أي مشاعر طيبة تحملينها له، بسبب بسيط هو أنه لا يستحقها. درس آخر أتمني أن تتوقفي عنده، وهو أن تحذري من هؤلاء الذين يستغلون سماحتك وطيبة قلبك ويقومون بإبتزاز وقتك، ومشاعرك بتحميلك هموما وأعباء أنت في غني عنها هناك أشخاص يتفننون في سرقة أوقاتنا ومشاعرنا الإيجابية فيصدورا لنا مشاعرهم السلبية، ويسحبون بهجة الحياة من أيامنا. تجنبي هذه النوعية من البشر، فالإنسان الذي يحبك فعلاً يحاول أن يحجب عنك الألم، وربما يجهد نفسه في أن يخفي أحزانه عمن يحبهم فعلاً حتي لا يتسبب لهم في أي نوع من الألم. أعود إلي صدمتك في هذا الإنسان وأقول.. تماسكي.. اقتربي من الله، وأطلبي الهدوء والسلام والسكينة.. ستمر المحنة النفسية وسوف يقل الألم بمرور الوقت.. المهم أن نتعلم من الدرس القاسي، ولا نترك مشاعرنا عرضة للسلب أو الإعتداء!.