أؤيد بشدة الإقتراح الذي تقدم به الدكتور عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة الي المسئولين عن اقامة مهرجان القاهرة للاعلام العربي في دورته المقبلة قبل نهاية هذا العام والذي يطالب فيه بضرورة أن يخصص داخل المسابقة قسم خاص لمشاريع خريجي كليات الإعلام ليس في مصر فقط ولكن علي مستوي العالم العربي كله فهؤلاء هم شباب المبدعين الجدد الذين ينبغي تشجيعهم ومساندتهم وإلقاء الضوء علي أعمالهم الذين يتحملون مسئولية الإنتاج المسموع والمرئي مستقبلا وفقا لأحدث التقنيات العلمية الحديثة في هذا المجال المسئول عن حمل مشاعل التنوير لأمتنا العربية. وقد أسعدني الحظ للإطلاع علي الأفكار التي تدور من حولها بعض مشاريع الفيديو فأعجبتني فكرة »أهل الباطن« و»بني آدم« و»نداء أخرس« و»المملكة« بينما شد انتباهي الأفكار التي تقدم في الراديو مثل »تحت الرماد« و»ضرب ممس« و»صرخة آدم« وأتصور أن هذه تمثل وجهات نظر لطلبة واعدين وبداخلهم طاقات هائلة تحتاج لمن يأخذ بأيديهم في عالم الإحتراف ولتكن البداية مع مهرجان القاهرة للإعلام العربي الذي يحتضن بين جنباته أعمال المبدعين في شتي المجالات الإعلامية المختلفة. أسعدني إختيار الصديق العزيز الفنان الكبير رياض الخولي رئيسا للبيت الفني للمسرح المسئول عن مسارح الدولة خلفا للنجم القدير توفيق عبدالحميد الذي حاول قدر جهده إثراء الحركة المسرحية بعروض قوية وتفرغ تماما لمهمته الإدارية ولكنه لأسباب كثيرة أعلمها ولا أريد الخوض فيها الآن قرر الانسحاب بهدوء وتوديع المنصب الحكومي الرفيع مكتفيا بدوره كممثل صاحب قامة ومكانة مرموقة. وإذا كان القدر قد نقل مسئولية إدارة مسارح الدولة من د. اشرف زكي بعد تعيينه رئيسا لقطاع الانتاج الثقافي الي الفنان توفيق عبدالحميد ثم الي النجم رياض الخولي فإنني أتمني أن يبدأ عمله بتأن وبدراسة مستفيضه للأسباب التي تعوق إنطلاق العروض الفنية لمسارحنا الحكومية والتي تضم مجموعة كبيرة من النجوم والمؤلفين والمخرجين أصحاب الخبرة القادرين علي إنتشال المسرح من محنته وإعادة البريق والتوهج واللمعان للفرق التي كانت فيما مضي تعبيرا صادقا عن ازدهار المناخ الثقافي في مصر الي ان اختلط الحابل بالنابل واهتزت مكانة المسرح تبعا للعديد من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لم يتفاعل معها القائمون علي الحركة المسرحية وترتب عليها تراجع ضخم في الدور الذي يؤديه كل صناع الفنون المسرحية تجاه القضايا التي تشغل بال الناس فالمسرح غذاء للروح وليست وظيفته أن يكون وسيلة »للفرجة« فقط بهدف تحقيق الترفيه دون الإهتمام بأداء دوره التنويري في شحن بطاريات العقل البشري وزرع جذور الانتماء للتراب الوطني. الفنان الكبير محمد أبوالحسن لا يزال قادرا علي العطاء والعمل بصورة منتظمة ولكن بكل أسف لا أحد يسأل عنه أو يستدعيه للإستفاة بخبرته كممثل صاحب خبرة طويلة خاصة في مجال الأعمال الدرامية الكوميدية مما أصابه بحالة نفسيه سيئة وهو يعيش وحيدا الان بعيدا عن دائرة الضوء مثل غيره من عشرات النجوم الكبار الذين يجلسون في بيوتهم ينتظرون »الفرج« ولا أحد يضعهم في المكانة اللائقة بهم مثلما يحدث في الخارج عندما يتقدم العمر بفنان أو فنانة من جيل المشاهير يزداد العناية بهم ولا يعاملونهم مثل خيل الحكومة عندنا في مصر! ياليت السادة المنتجين والمخرجين الذين يستعدون الآن لتقديم أعمالهم الجديدة لعام 1102 طرق أبواب فنانينا الكبار لمساعدتهم علي مواجهة أعباء الحياة بنفس عزيزة وكرامة مصونة لا تنحني إلا لله سبحانه وتعالي.