الشيخ والقسيس .. هما حارسا مصر وعينها الساهرة . إذا اتحدا وتحابا وعاشا سوياً حالة من الوئام فستنهض مصر وستحقق ما تصبو إليه إن آجلاً أو عاجلاً ، وإذا اختلفا ودب الشقاق بينهما بسبب جهل الجهلاء ، أو عن عمد يخطط له المتعصبون والمتطرفون من الجانبين، أومن رموز الدولة العميقة بقيادة الفلول الذين يحاولون إجهاض مسيرة الديمقراطية الوليدة في مصر.. فستنهار مصر عليهم وعلينا إن أحداث الخصوص تم تحريفها وتسويقها وإلقاء بنزين الطائفية عليها لتزداد اشتعالاً وتحرق جسد مصر وتدخل الشعب دوامة الفوضي من جديد .. والدليل ما حدث أمام الكاتدرائية ذلك الرمز الديني الذي يمثل قيمة مصرية لانقبل المساس بها مهما حدث .. ولكن هيهات هيهات للمفسدين أن تتحقق أحلامهم ، فشعب مصر بمسلميه ومسيحييه لا يؤمن إلا بالحب والتآلف كوسيلة أساسية للتعايش رغم حالة الاحتقان التي حاول النظام السابق زراعتها والمتاجرة بها خلال السنوات الماضية أنا أؤمن إيماناً شديداً بهذا الكلام .. وزاد إيماني به خلال مشاركتي في احتفال عيد العلم أول أمس بمدرسة سانت ميري بحلوان والذي دعاني لحضوره الخبير التعليمي إلياس صادق معوض ممثل أصحاب المدارس الخاصة بحلوان وابنته دكتورة ليديا صاحبة المدرسة ، وحضره عدد كبير من رجال الدين وقيادات وزارة التربية والتعليم بجنوب القاهرة، في مقدمتهم القمص ميخائيل جرجس نائباً عن الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة والذي وقف علي مسرح الحفل ليضرب مثالاً رمزياً رائعا في الوحدة الوطنية ، فقال إن الشيخ يرتدي عمامة بيضاء والقسيس يرتدي عمامة سوداء وهما بمثابة اللونين الأبيض والأسود في العين الواحدة ولاغني عن أي منهما للعين الساهرة التي تحرس مصر وستحميها للأبد لم يكد ينته القمص ميخائيل من كلامه حتي صعد علي المسرح السيد معوض عبدالعزيز مديرة إدارة التعليم الابتدائي بحلوان ليقبل عمامة القمص ويحتضنه ويؤكد أن ابناء مصر سيظلون جسداً واحدا لافرق بين مسلم ومسيحي إلا بقدر العطاء لمصر ويقدر الإيمان بمستقبلها ووقفا يرفعان أيديهما سويا في مشهد صفق له المئات من الحضور لدقيقتين علي الأقل درس الوحدة الوطنية هذا ينبغي أن يعيه جميع أبناء الوطن في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد ، فمصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه .. والمصريون هم رمز الوطنية والانتماء في العالم ، ولايوجد مواطن يعشق وطنه رغم معاناته الشديدة فيه سوي المصري .. لافرق في ذلك بين مسلم ومسيحي أوبين شيخ وقسيس أو بين رجل وامرأة .. الكل سواء والجميع يتحمل مسئولية بناء الوطن أو تدميره.. والتاريخ لن يرحم أحداً..!!