انغام في الركن البعيد الهادئ اختارت أنغام مطربتنا الكبيرة أن تعسيش بعيدا عن زحام وصخب أحيائها المزدحمة وشوارعها المخنوقة بالأزمات المرورية وهوائها الملوث بالأدخان والاتربة. وداخل مدينة الشروق الهادئة شيدت المطربة الكبيرة أنغام فيلاتها الأنيقة واختارت أثاث منزلها بما يتفق مع طبيعة شخصيتها التي تمزج فيها بين الكلاسيكية والرومانسية حيث تلتف من حولها أسرتها الصغيرة المكونة من أولادها عمر وعبدالرحمن والسيدة والدتها »أمل« التي تقف وراءها منذ طفولتها بالدعم والمساندة وتمثل بالنسبة لها واحة الأمن والأمان والدفء والحنان والاستقرار..أنغام صاحبة الصوت الجميل تعيش هذه الأيام أسعد لحظات حياتها بعد النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل »في غمضة عين« حيث تؤكد انها حققت نقله فنية مهمة في حياتها. في البداية سألت أنغام أن تكشف أسرارها عن أصعب المشاهد التي واجهتها في حلقات »في غمضة عين« وهي تواجه الكاميرا لأول مرة كممثلة؟ قالت أنغام بصوت هادئ: هناك أسرار كثيرة تتعلق بعملي في حلقات »في غمضة عين« بعضها سوف أعلنه والبعض الآخر سوف أحتفظ به بداخلي فهو غير قابل للبوح به فلكل عمل خصوصيته التي تتعلق بصاحبه فقط..ولعل ما سوف اكشف الستار عنه من أسرار حول أدائي لشخصيتي »نبيله« قبل أن تفقد الذاكرة وتتحول إلي »ليلي« عقب حادث سيارة أليم يوضح كيف أثر هذه العمل علي كياني ودفعت صحتي ثمنا له فقد قبلت التجربة وأقنعني بها المنتج عمرو مكين والسيناريو الذي كتبه فداء الشندويلي شجعني كثيرا بجانب الاطمئنان الذي صنعه لي المخرج الموهوب سميح النقاش أحد أهم مخرجينا الآن علي الساحة الفنية. كان مشهد وفاة أبنتي في المسلسل »مريم« مرعب وقد هربت منه حتي صورته في أخر يوم عمل بالمسلسل فقد سيطر الخوف علي وزلزل كياني ولا أدري كيف نجحت في تصويره دون أن أقوم باعادته اكثر من مرة حيث وفقني الله وتحملت نتائجه بشجاعة خاصة بعد أن أصاب الوجع كل أجزاء جسمي وتذكرت مشاعر الامومة مع أولادي عمر وعبدالرحمن فهما كل دنيتي فعندما كان أحدهما يصاب بأنفلونزا أو ترتفع حرارته أشعر بالضيق والألم واظل متوترة بل وأصاب بالشد العصبي والعضلي وهو ما حدث لي مع ابنتي »مريم« في المسلسل. ثم كان مشهد الصلاة والدعاء لابنتي ليلة اجراء جراحة ثقب القلب يوما عصيبا في حياتي يضاف إلي مشهد وفاة طفلتي وقد أديته دون أن أشعر بالدنيا من حولي ولم أقم أيضا باعادته فقد صورته من أول مرة. وتدمع عيني أنغام وهي تواصل حديثها قائلة: من المشاهد الصعبة أيضا في المسلسل فهو طردي من بيت الفنانة »شمس« راقصة الكبارية مني حسين التي أتهمتني بخيانتها بعد أن وقفت إلي جواري في أزماتي وفتحت بيتها لي. وهناك أيضا مشهد التحرش من »أسعد بيه« عندما أضطرتني ظروف الحياة للعمل كخادمة بعد أن طردتني أم »بدوي« من الحجرة التي كنت أعيش بها فوق السطوح بالاسكندرية حيث تذكرت وأنا أجسد المشهد بحوادث كثيرة قرأت عنها قصصا مؤلمة في الصحف..وكانت المشاهد الأخيرة التي تمت من خلال المواجهة بين »نبيلة« الحقيقة والأخري المزيفة غاية في الصعوبة وقد صورتها بتلقائية وطبيعية ونسيت خلالها أنني ممثلة. قلت لها: لو أصبحت أنغام ناقدة فنية ماذا تقول لأنغام الممثلة وهي تقوم بتقييم أدائها أمام الكاميرا؟ قالت: النقد الذي أقوله لأنغام الممثلة خاص بالمشهد الذي أبلغني فيه زوجي »بدوي« أسامة أسعد بأن ابنتنا »مريم« مصابة بثقب في القلب وتحتاج إلي جراحة دقيقة جاء من وجهة نظري بارداً وكان يتطلب ان يكون اكثر سخونة خاصة أن اصابتها بهذا العيب الخلقي يعد كارثة وليس لدينا المال اللازم لإجراء الجراحة الدقيقة..ولكن كان هناك مشهد أخر قدمته بتلقائية شديدة وشاركتني فيه ابنتي »مريم« دون الالتزام بالسيناريو وهو المشهد الخاص بالشقة التي عشنا فيها بعد وفاة زوجي »بدوي« وهي الشقة التي أحضرها لنا »مخلص« فتوح أحمد صاحب الكافيتريا التي كنت أعمل بها. وأسأل انغام: ماذا كان رأي أولادك »عمر« و »عبدالرحمن« في أدائك من خلال المسلسل؟ أبني الأكبر عمر »15 سنة« لم يكن مهتما بالمسلسل فهو له اهتمامات أخري ويتابع الأعمال الدرامية الاجنبية والاغاني الحديثة ويمارس الرياضة أيضا ولكن فجأة وجدته يهتم بالحلقات ويتابعها بعد أن سمع كلام أصدقائه في المدرسة وهم يقدمون له التهنئة علي نجاحي في العمل فأصبح يدور بيننا نقاش حول العمل بصفة دائمة..أما ابني الاصغر »عبدالرحمن 7 سنوات« فكان يشاهد بعض الحلقات معي قبل أن ينام واحيانا كان يجاملني بكلام حلو يشعرني بالسعادة. بعد نجاحك الكبير في المسلسل عرضت عليك سيناريوهات لتكرار التجربة في التليفزيون مرة أخري وماذا عن السينما التي تتعلقين بها منذ صغرك؟ بالفعل عرضت علي مشاريع جديدة في الفيديو وهي الآن تحت الدراسة ولكن في السينما اضع عيني علي أسماء كبيرة وأتمني تمثيل عملا من أعمالهم فمثلا وحيد حامد اتصل بي وهنأني علي نجاحي في غمضة عين وهناك أيضا كتاب كبار مثل الاستاذ وحيد أتمني العمل معهم من بينهم تامر حبيب ومحمود دياب ومخرجون أصحاب خبرة عالية مثل شريف عرفة ومروان حامد ومحمد أمين وسميح النقاش وخالد مرعي الذي أخرج لي أغنية »بتحبها ولا« وهؤلاء جميعا أتطلع إليهم في خوض تجربة السينما قريبا ان شاء الله. بصراحة هل أنغام الممثلة استعانت قبل التصوير في غمضة عين بأحد خبراء التمثيل لتدريبها علي الاداء في مواجهة الكاميرا؟ لم أستعن بأحد للتدريب معه قبل التصوير وان كنت أتمني ان يحدث معي مثلما يحدث مع كبار النجوم في العالم عندما يكون هناك »كوتش« لكل نجم يعمل معه قبل التصوير في عمل جديد لمساعدته علي اتقانه فالتمثيل مهنة إحتراف مثلها مثل لاعب الكرة لابد من التدريب المستمر والإلمام بالثقافة واكتساب الخبرات والخوض داخل أعماق وتفاصيل كل عمل جديد وياليتنا في مصر نعمل بنظام »كوتش« التدريب قبل الوقوف في مواجهة الكاميرا فهذا ليس عيبا علي الاطلاق مهما كان الممثل صاحب خبرة وموهبة. وماذا عن مشاريعك في المسرح؟ المسرح نجحت فيه كممثلة من خلال تجربتين خلال السنوات الماضية هما » ليلة من ألف ليلة« وكان أوبريت غنائي شاركني بطولته علي الحجار ويحيي الفخراني من إنتاج الاوبرا ثم قدمت بعد ذلك علي خشبة المسرح من إخراج استاذنا حسن عبدالسلام عرض »رصاصة في القلب« لتوفيق الحكيم وشاركني بطولتها الفنان والمطرب الكبير علي الحجار وأتمني العودة مرة أخري لخشبة المسرح بعمل غنائي استعراضي ولكنني لا أجد الآن أحداً يكتب للمسرح فالحياة الفنية مصابة بشلل ومتوقفه لعدم وجود استقرار أمني وسياسي و ربنا معنا للخروج من هذا النفق المظلم. هل أنغام توافق علي خوض تجربة تقديم البرامج التليفزيونية مثلما فعل غيرها من كبار الفنانين؟ نعم أوافق علي خوض تجربة التوك شو بشرط أن تأتي الافكار المتميزة وتضيف إلي رصيدي الفني فأنا مثلا معجبة بتجربة »أصالة« في برنامج »صولا« فهي مطربة وفنانة جميلة ولها شكل وطابع خاص وتتمتع بأنها بطلة تخطف العين.