أحمد عبد الحفىظ يحفل دفتر صباي بمقولات كثيرة عن الصحافة معشوقة عمري . عندما بشرني صديقي القديم "سليمان قناوي "بهذه الإطلالة الإسبوعية علي قراء"اخبار اليوم"تذكرت مقولة الصحفي الكبير الراحل موسي صبري في برنامج إذاعي "نخرج صحف اخبار اليوم كعروسة جميلة تجمع القراء حولها في سعادة ". لذا سأبدأ رحلة الكتابة متفائلاًعبر إضاءتين لبعض إيجابيات أظهرتها تحركات النخبة المدنية المصرية في الأسبوع الماضي. الأولي ،قرار جبهة الإنقاذ الإجماعي بمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة.لست من أنصار القرار،أري أن الأحزاب السياسية والانتخابات العامة صنوان لايفترقان،ولايعيش ولاينمو احدهما إلا بصحبة أخيه.كنت أعتقد ان علي الجبهة المكونة من قوي ثورية وأخري تقليدية أن تبدع موقفاً مركباً يناسب طرفيها، فيعترف للقوي الثورية بالحق في استكمال طريقها الثوري خارج مؤسسات الحكم،ويمنح الآخرين الحق في ممارسة السياسة من داخل هذه المؤسسات. سمعت - تليفزيونياً-وجهة النظر المتماسكة التي قدمها الحزب الديمقراطي الاجتماعي ضد قرار المقاطعة .تواصلت بصديقي فريد زهران نائب رئيس الحزب، تدعيماً لهذه الرؤية ،التي شاركني كثيرون الإعجاب بها، وبأمين عام حزبه الشاب الثوري الواعد/أحمد خيري في عرضه التليفزيوني المبهر لهذه الرؤية.تستحق جبهة الانقاذ التحية لقدرتها علي تجاوزهذه الرؤية بقرارها الإجماعي بالمقاطعة .مهما كان الخلاف حول القرار،ومهما كان التقدير لمدي قوة ومتانة أوضاع الجبهة التنظيمية والفكرية فالقرار تحول هام يجسد قدرة الجبهة علي اتخاذ المواقف والقرارات الصعبة،ويؤكد علي التزام أقليتها برأي الأغلبية وهو جوهر الثقافة الليبرالية. الإضاءة الثانية ،من انتخابات حزب التجمع الوطني في مؤتمره السابع يوم 27فبراير الماضي. رأست مجموعة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لمراقبة الانتخابات. صوتان لاغير أثارا خلافاً شديداً حول بطلانهما من عدمه. عن نفسي رأيت بطلانهما لتضمنهما أكثر من علامة انتخابية.قلت إن كان صاحبيا الصوتين قصدا البطلان فقد حققنا إرادتهما،وإن كانا أرتكبا خطأ فالعقاب باستبعادهما واجب في حق كادرين يساريين لايجوز من أيهما مثل هذا الخطأ.كما أن صوتين فقط بهذا الشكل بين اكثر من 500صوت ينفي شبهة التلاعب. في نهاية الفرز تبين أن الفارق بين الفائز والخاسر سوف يكون صوتاً واحدا.وأن تحديد الرئيس الجديد للحزب سوف يرتبط بقرار استبعاد الصوتين أو حسابهما..احتدم الجدل طويلاً حتي وقف الأستاذ حسين عبد الرازق ليتنازل عن حقه في حساب الصوتين لصالحه لأن علامة "صح" كانت واضحة امام أسمه ،بينما كانت الشخبطة قرين اسم خصمه الاستاذ /سيد عبد العال. لقد امتلك حسين عبد الرازق القوة النفسية،والرغبة الحاسمة في الحفاظ علي حزبه ولو ضحي برئاسة الحزب التي أيد كثير من الحاضرين أنه الفائز بها.كان موقفاً مضيئاً يوهن الاتهام الدائم للنخب المصرية بأنها لاتتصرف إلا بإملاء أهدافها الشخصية .أدين لحسين عبد الرازق بأن موقفه أعاد الراحة لضميري إذ كنت صاحب الرأي الذي أبطل الصوتين.