سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.عماد عبدالغفور رئيس حزب »الوطن« .. في حوار مع »أخبار اليوم«: الشعب لايهمه من يحكم.. ولكن من يخدمه ولا يشغله تعديل الدستور .. بقدر ما يتمني ثبات سعر الجنيه
د. عبدالغفور خلال حواره مع »أخبار اليوم« مفاجآت من العيار الثقيل.. نعلن عنها خلال الأيام المقبلة نسعي للحصول علي 10٪ من مقاعد البرلمان.. إلا إذا! المرأة في الحركة الإسلامية أكثر نشاطا من الرجل ولن تكون عبئا علي قوائم »الوطن« في الانتخابات هذه أسباب استقالة بعض مستشاري ومساعدي الرئيس أطالب »الحرية والعدالة« بالإكثار من العمل والتقليل من الكلام في الوقت الذي تباينت فيه آراء مشايخ السلفيين وقت قيام الثورة المصرية مابين مؤيد ومعارض ومتردد.. حسم موقفه منذ اليوم الأول للثورة.. وقرر المشاركة منذ البداية.. وله العديد من الخطب التي ألقاها قبل الثورة وطلب خلالها من المصريين أن يخرجوا للاحتجاج علي الظلم، وكان أشهرها الخطبة التي ألقاها يوم 14يناير بعد مقتل الشهيد السيد بلال وقبل اندلاع الثورة في 25يناير 2011، وهي الجريمة التي كان يعتبرها نموذجا صارخا للممارسات القمعية للنظام السابق ضد المجتمع المصري كله. الدكتور عمادالدين عبدالغفور .. أحد رموز الدعوة السلفية في مصر، وكان عضوا بأول مجلس شوري لهذه الدعوة بالاسكندرية.. أسس حزب الوطن بعد أن استقال من رئاسة حزب النور في 25 ديسمبر الماضي.. ويشغل الآن منصب مساعد الرئيس مرسي لملف التواصل المجتمعي.. فتح قلبه ل »أخبار اليوم«.. وتحدث بدون رتوش في كل القضايا المطروحة علي الشارع. من المعروف أن الدعوة السلفية بالاسكندرية هي المسيطرة علي حزب النور.. والجميع هناك يعتبر الشيخ ياسر برهامي هو الأب الروحي للحزب وأن مقاليد الأمور كلها في يده..فماحقيقة الخلاف معه؟ - في الحقيقة لاأريد أن أطيل في الكلام عن حزب النور.. لأن الكل يعرف من هو صاحب فكرة إنشاء الحزب.. ومن الذي تحدث عنه يوم 11فبراير2011.. ومن كان يزور المحافظات للدعوة له.. ومن الذي حمل علي عاتقه كل خطوات ولادته.. ابتداء من اختيار الاسم والشعار، حتي اختيار النشيد، وكل الخطوط العريضة للحزب.. والكل كان يعرف أن الدعوة السلفية كانت قد أعلنت مرارا أنها لن تنشئ حزبا سياسيا طبقا لأدبيات الدعوة المعمول بها وقتها. ولكنك حتي الآن لم تتطرق لطبيعة الخلاف الذي نشأ بينك وبين الحزب مؤخرا؟ - (سكت لحظات وكأنه يستعيد شريط الخلافات في ذاكرته).. ثم قال: أكيد هناك خلاف.. (وعاد للسكوت). بادرته: خلاف مع الدعوة السلفية كلها أم مع الدكتور برهامي تحديدا؟ - لا.. لا.. علاقتي بجميع أفراد الدعوة ممتازة.. ومنذ عام 1975 تربطني بالجميع كل علاقات الاحترام.. قد تكون هناك بعض الأمور نشأت مع أحد الأفراد.. ولكني آثرت ألا أتحدث عنها.. وأتمني أن تكون الصورة التي حاولنا رسمها لحزب الوطن، هي الصورة الأصلية التي كنت أتمناها.. أي صورة تقصد؟ - أن يكون حزبا يضم جميع الأطراف ولايلجأ للإقصاء والتهميش.. فهذا كان كلامنا وهدفنا في الأصل.. وكنت أقول دائما ان الحزب لم يعد ملكا للمجموعة التي أنشأته ولكنه أصبح ملكا للأمة كلها. إما النزاع.. وإما الفراق ولكن هل الاختلاف مع أحد الأشخاص داخل الحزب، يجعلك تفضل الانسحاب والاستقالة منه؟ - لم يكن أمامي سوي أحد خيارين: إما النزاع.. وإما الفراق.. وأنا مذهبي شافعي وهو يقول: إذا أردت ان تحيا سليما من الأذي وحظك موفور وعرضك صيّنُ لسانك لاتذكر به عورتُ إمريء فكلك عورات وللناس ألسنُ وعينك إن أبدت اليك معايا فصنها وقل يا عين للناس أعينُ وعاشر بمعروف وسامح من اعتدي وفارق، ولكن بالتي هي أحسنُ ففضلت أن أعاشر بمعروف وأسامح من اعتدي.. وإنه إذا تم هذا الأمر فلابد أن يتم في إطار من الأسس الأخلاقية، فقد كان القلق يسيطر علي الجميع خشية حدوث صدام وتراشق بالألفاظ.. تجد فيه بعض وسائل الإعلام فرصة لإشعال الموقف بدون داع.. فنحن أصبحنا لانمثل أنفسنا، ولو أخطأنا لن يرحمنا الناس. في 30 ديسمبرالماضي.. وقبل يوم واحد من الاعلان عن نيتكم إنشاء حزب الوطن، ذكرت أن هناك احتمالا لعودة المستقيلين لحزب النور مرة أخري، وأكدت أن هناك لقاءات مستمرة بخصوص هذا الشأن.. فلماذا كنت حريصا علي الاستمرار لآخر لحظة بالرغم من الخلافات التي اضطرتك إلي الاستقالة؟ - كانت النية مفتوحة لنبدأ علي أساس أننا أمام القانون سواء، وكلنا أمام النظام لنا نفس الفرص، والعبرة لمن يقدم شكلا صحيحا للممارسة الحزبية بما ينفع الأمة. وأثناء وجودي بالحزب كانت علاقتي متوازنة بكل الاتجاهات الاسلامية وغير الإسلامية.. وكنت أخشي أن يفقد الحزب بعد استقالتي هذا التوازن والتوافق مع القوي الأخري.. لذلك ترك الباب مفتوحا لآخر لحظة.. متي نشأت فكرة إنشاء حزب الوطن، بينما لم يمض علي تأسيس حزب النور سوي عام ونصف العام فقط.. وهو عمر قصير جدا في حياة أي حزب؟ - لم يكن تفكيري إلا في حزب النور.. لأنه بالنسبة لي يعتبر حدثا تاريخيا، وكان سجلا مميزا.. لأن انخراط الاتجاه السلفي في العمل بالسياسة كان فكرة خارج الإطار الفكري للسلفيين.. وعندما بدأت الأمور تتطور.. بدأ تفكيري في الحزب الوليد وكان ذلك في ديسمبر الماضي. أكد د.مخيون رئيس حزب النور أن حزبه هو الوحيد المعبر عن التيار السلفي وإنه ذراعها السياسية.. وإن حزب الوطن لاعلاقة له بالدعوة السلفية.. فأين يقع الحزب من التيار السلفي؟ - علاقتي بالجماهير تشمل دوائر واسعة جدا في كل مصر.. وجه بحري والقاهرة ووجه قبلي.. قاطعته: ألا تشمل هذه الدوائر محافظة الاسكندرية؟ - علاقتي بالناس داخل الاسكندرية أقوي من علاقة الآخرين بها.. وهل هذا يعني أن حزب الوطن سيكون حزبا سلفيا أيضا؟ - هناك البعض يفهم هذا الأمر بصورة خاطئة.. فالعمل السياسي يعني العمل ببرامج سياسية واقتصادية واجتماعية وبرامج للأمن القومي وبرامج للعلاقات الخارجية والداخلية.. وهذه البرامج عبارة عن دوائر كبيرة جدا ونحن نتحرك فيها بحرية، ولو هناك أمر يتعلق بالشرعية الدينية، فهناك هيئة يتم استشارتها في هذه الأمور.. وهذه الهيئة هي الأوسع تمثيلا من المجموعات الأخري.. فالعمل عندنا لايقتصر علي مجموعات بعينها.. وعلاقتنا جيدة بمجلس شوري العلماء وبالهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح وبالدعوة السلفية السكندرية وبالاتجاهات السلفية الأخري. أسرار الخلافات داخل النور حزب النور قرر أن ينشر مطبوعة يوضح فيها كل ماجري من خلافات وأسبابها، ماموقفكم منها بعد أن قررتم عدم الافصاح عن أسباب هذه الخلافات.. - نحن بين أمرين.. إما أن نجتر الماضي بآلامه.. وإما أن نسمو فوق هذه الخلافات وننظر إلي المستقبل.. وأنا مع الانطلاق إلي الأمام.. واترك من يريد أن يتكلم عن الماضي يفعل مايشاء. قلت إن من أهداف حزب الوطن إنه يجمّع ولايفرّق.. وينصح ولاينتقد.. أليس انفصالكم عن حزب النور، وتدشين حزب جديد نوعا من التفريق وهو عكس ماتقره سياسة الحزب الجديد؟ - بالطبع هذا الانفصال ليس دعوة للتفريق.. فسارعت بسؤاله: كيف؟ - باختصار.. عندما نقول ان التيار السلفي عبارة عن مدرسة فكرية وبها مدرسون.. عشرة.. عشرون.. مائة مدرس مثلا.. فإذا اقتصرت ملكية العمل علي طالب واحد فقط من بين هؤلاء المدرسين.. فهذه هي التفرقة.. ولكن عندما أجعل العمل ملكا للجميع، فهذا هو التجميع.. فتوسيع أفق العمل يعتبر تجميعا وليس تفريقا.. وعندما كنت أعمل في حزب النور، كنت أطلب من الشيخ محمد عبدالمقصود أن يرسل طالبا من تلاميذه للمشاركة معنا.. وأطلب من الشيخ عبدالله شاكر نفس الطلب.. وهكذا كنت أجمع كل هذه المدارس داخل أسوار هذا الحزب.. ولكن عندما أطرد كل هؤلاء وأترك شخصا واحدا، فهذا هو التفريق.. هل تتوقع انضمام المزيد من أعضاء حزب النور لحزب الوطن خلال الأيام المقبلة؟ - أؤكد أن حزب الوطن يكسب كل ساعة كوادر جديدة ليس من أبناء حزب النور فقط الذين انضمت أعداد كبيرة منهم بعد الأحداث الأخيرة.. ولكن من جميع الجهات العلمية والإعلامية ومن مشايخ الدعوة وعلمائها. أعلنتم عن قيام التحالف »الوطني الحر« بين حزب الوطن -قبل تدشينه- والشيخ حازم صلاح أبواسماعيل..كيف تتصورون التحالفات المتوقعة لحزب الوطن في المستقبل؟ - أستطيع أن أقول ان فكرة انشاء الحزب وفكرة التحالف الواسع فكرتان ولدتا في نفس اللحظة وكان أكبر داعم لهذا الموضوع، وجود الشيخ حازم صلاح يوم الإعلان عن تأسيس الحزب الجديد، ولايزال الباب مفتوحا لانضمام المزيد من الأحزاب للتحالف الذي نتمناه تحالفا قويا واسعا.. أي الأحزاب ترشحها للانضمام لتحالفكم؟ - يوميا هناك كلام مع بعض الأحزاب مثل حزب العمل.. وأحزاب أخري في الطريق.. الفارق بين النور والوطن هل سنري اختلافا بين حزبي النور والوطن من حيث الأهداف وطريقة الأداء؟ - إذا سارت الأمور طبيعية خلال الأيام المقبلة.. ستكون هناك انطلاقة قوية للأمام، لنحقق شعار الحزب »وطن يسع الجميع«.. وسينضم للحزب كوادر علمية ومهنية عالية الكفاءة، بالاضافة إلي وزراء سابقين علي درجة كبيرة من التخصص والعطاء.. ليكونوا إضافة قوية للوطن الحزب.. وللوطن مصر.. وسيكون الفارق من ناحية الرؤية والانطلاق للواقعية.. وطرحه للحلول الحقيقية التي تفيد المواطن. هل هذا اعتراف منكم بأن حزب النور تحت رئاستكم لم يكن لديه هذا الطرح؟ - بالعكس.. كنا في حزب النور نطرح حلولا واقعية.. ولكنه الآن لايطرح حلولا واقعية.. والدليل علي ذلك أننا كنا نطالب بعدم رحيل حكومة الجنزوري في الوقت الذي كانت القوي الأخري تطالب بذلك، وقلنا للمجلس العسكري -حينذاك- ان الوقت لايسمح بذلك وإذا كان هذا مطلبا جماهيريا فليتم إجراء بعض التعديلات المحدودة في بعض الوزارات الخدمية، لأن الوقت لم يكن كافيا لإجراء تغيير كامل للوزارة بأكملها، لأنه كان متبقيا علي انتخابات الرئاسة حوالي شهرين ونصف الشهر فقط.. الآن هم يصرون علي رحيل حكومة د.هشام قنديل، وقابلوا الرئيس يوم السبت الماضي وأعادوا عليه هذا الطلب.. وأسألهم: من هذا الوزير الذي يوافق علي يتولي أي وزارة لمدة شهرين أو ثلاثة حتي موعد انتخابات البرلمان الجديد؟ حقوق الأقباط والمرأة من أهداف حزب الوطن إعادة حقوق المرأة والأقباط.. ما المقصود بهذه الحقوق.. وهل يعني ذلك أن الدستور الجديد به قصور في هذه القضايا تحتاج إلي تعديلات؟ - لا.. ليس هناك تمييز ضد المرأة من ناحية القوانين .. ولكن في الحقيقة أن هناك إحجاما حقيقيا من المرأة ذاتها في المشاركة المجتمعية، وهي طبقا لثقافة المجتمع تري أن انتخاب مرأة مثلها لايجلب لها المنفعة، فالمرأة عندنا لاتثق في نظيرتها.. وكثيرا ماكنت أقول في اللقاءات التي تجمعني بالسيدات في الندوات أو المؤتمرات ان المرأة لو انتخبت امرأة، لتغير وضعها تماما.. ونحن كرجال لاننجح إلا بأصوات النساء.. المشكلة تتلخص باستمرار الدور الفاعل للمرأة فالبنت تتفوق دائما علي الأولاد في المرحلة الأكاديمية.. ويظل هذا التفوق مستمرا حتي المرحلة الجامعية.. ثم يهبط مؤشر المشاركة الفاعلة للمرأة عندما تصل إلي مرحلة الحياة العملية. هل لثقافة المجتمع دور في هذا التقصير؟ - أعتقد أن خدمة الوطن من منظور إسلامي يحتاج لبذل المزيد من الجهد من الجميع.. وإذا أرادت المرأة أن تأخذ دورها عليها أن تدفع الضريبة من وقتها وجهدها.. وإذا استطعنا أن نحقق ذلك.. فإن نظرة المجتمع للمرأة ستتغير بما فيها نظرة المرأة للمرأة عند اختيار ممثلي. ونفس الشئ يسري علي الأقباط.. فلاتوجد قوانين تحض علي اضطهادهم.. وهم فقط يحتاجون إلي الاندماج في الحياة العامة.. لأنهم يمارسون ثقافة الانطواء والانغلاق.. ويحتاجون إلي التشجيع من عموم المجتمع.. ومن جميع المستويات، ابتداء من المستويات العليا للدولة التي يجب عليها نشر ثقافة المصارحة والمصالحة، في المدرسة والجامعة وفي كل التجمعات الشعبية.. وزرع فكرة أن مصر لن تستطيع الانطلاق والتحليق بجناح واحد.. أما علي المستوي الشعبي فلابد من العمل علي إذابة حالة الانطواء التي يعيش فيها المسيحيون خاصة في المدارس والجامعات.. ونفس الأمر كنت حريصا علي محاربته داخل حزب النور مع الاتجاه السلفي الذي كان يميل إلي حالة الانطواء والانغلاق مع المجتمع.. وكان من أهداف انشاء الحزب، إدخالهم في السياسة لكسر هذه الحالة غير الطبيعية التي كانوا يعيشون فيها.. فقد كان السلفيون يشعرون بالاضطهاد عند مشاركتهم في فعاليات المجتمع.. وكان نتيجة التشجيع علي الاندماج في المجتمع، أن بدأ الاتجاه السلفي ينزل للشارع ويمارس حياته بصورة عادية.. وأتمني أن يحدث هذا مع إخواننا المسيحيين. ولكن قد لايتجاوب البعض مع المسيحيين من أهل دائرتهم لو فكر أحدهم في الترشح للانتخابات؟ - ليس هذا صحيحا في معظم الأحوال.. فهناك الكثير من المرضي المسلمين يفضلون التعامل مع الأطباء المسيحيين لسمعتهم الطيبة وإخلاصهم وتفاعلهم ومشاركتهم القوية مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا يحدث في العديد من المجالات مثل التجارة والتعليم وغيرهما من مجالات الحياة.. هل سنري أعضاء مسيحيين في حزب الوطن؟ - بالتأكيد.. لقد تلقينا بالفعل بعض الدعوات من البعض لنذهب إليهم ليتعرفوا علي أفكار ومبادئ الحزب.. وتحدثنا أيضا مع بعض الشخصيات المسيحية في سيناء بشأن الانضمام ورحبوا بالفكرة، ونتمني أن يحدث هذا قبل الانتخابات.. وضع المرأة الجديد علي قوائم الأحزاب.. هل سيكون إضافة للحزب أم خسارة له؟ - لدينا كفاءات نسائية قادرة علي المنافسة.. وعموما عندنا في الحركة الإسلامية.. المرأة أكثر نشاطا من الرجل.. من خلال دورها في الجمعيات الخيرية والأنشطة الاجتماعية ومحو الأمية.. وتحفيظ القرآن.. ولذلك لن يكونوا عبئا علي قوائم الحزب خلال الانتخابات المقبلة. انتخابات المحافظين هل سيطالب الحزب بإجراء بعض التعديلات الدستورية أسوة ببعض القوي السياسية؟ - كنت أتمني أن يكون اختيار المحافظين بالانتخاب وكذلك رؤساء الأحياء.. في العديد من الدول الأجنبية تمنح للمحافظين سلطات رئيس الجمهورية داخل محافظتهم.. وتكون لكل محافظة مواردها الزراعية والصناعية الخاصة.. وميزانيات مستقلة.. وكل محافظة تتميز بنشاط اقتصادي معين تتفوق فيه عن غيرها.. يومئذ، لن يهدأ أي مسئول ولن يبقي في مكتبه لحظة، وسينزل إلي الشارع دائما لمراقبة تنفيذ القوانين ولمراقبة الأسواق وكل الأمور التي تتعلق بالمواطنين.. لأنه إذا لم يفعل، فلن ينتخبه أحد بعد ذلك. وهناك العديد من الأفكار التي سوف نطرحها علي لجنة تعديل الدستور بعد بلورتها داخل الحزب. ولكن دعني أقول ان الدستور الذي تمت الموافقة عليه بنسبة 64٪ وهي نسبة مقبولة جدا.. ليس به عوار مؤثر علي الحياة الكريمة للمصريين.. ولكن قد نحتاج إلي مرحلة تجويد للوصول إلي مستويات أداء أفضل.. فليس هناك نصوص مقدسة سوي في القرآن الكريم.. رؤية وطنية موحدة إذا حصل الحزب علي مقاعد تؤهله ليتزعم المعارضة داخل البرلمان.. ماروشتة الإصلاح التي سيتبناها؟ - أول شئ يجب أن نعمل من أجله، بعد الأحداث التي تجري في الشارع المصري الآن.. هو إعادة توحيد الأمة المصرية.. فهناك جبهة يتزعمها القضاة.. وجبهة إعلامية.. وجبهة يتزعمها رجال الأعمال.. وهناك رجال شرطة مازالت لديهم مشاكل.. وهناك إضرابات للأطباء، وهناك جبهات متعددة.. كل ينظر للأزمات الوطنية من مواقف متباينة.. الأمر الثاني: إيجاد رؤية وطنية موحدة، لإعادة البنيان المرصوص لهذا البلد.. كيف.. وبماذا نبدأ؟ - عندما كنت رئيسا لحزب النور طلبت من المجلس العسكري أن يقوم الثلاثة أو الأربعة أحزاب التي تحصل علي 70٪ أو 80٪ من إجمالي مقاعد البرلمان في الانتخابات الماضية بتكوين حكومة وحدة وطنية.. وبذلك نضمن أن تكون الحكومة مستندة علي قاعدة شعبية عريضة.. ومن خلالها تقوم الحكومة بالتخاطب مع القضاة والأطباء والإعلاميين وكل طوائف الشعب التي تعاني من مشكلات، لعمل مصالحات حقيقية معهم. المشاركة وانسحاب المستشارين لماذا إذن سارع بعض مستشاري الرئيس بالانسحاب من الهيئة الاستشارية الرئاسية بالرغم من أن تشكيلها جاء بناء علي قاعدة توسيع المشاركة الشعبية؟ - ما أطالب به، ليس لوغاريتما أو بدعا علينا.. بل هذا الطريق سارت عليه العديد من الدول قبلنا مثل ماليزيا، والبرازيل التي تحولت خلال عشر سنوات من أكبر دولة مدينة إلي قوة اقتصادية عالمية كبري، وأعتقد أن الإرادة الشعبية لتحقيق هذا الاتجاه متوافرة بقوة عند الشعب المصري، نحتاج فقط إلي أن نبدأ العمل الجاد فورا وسوف نجني ثمارا طيبة خلال عام أو عامين.. فلابد أن تهدأ الأمور بسرعة. أما بالنسبة لاستقالة عدد من مستشاري الرئيس.. فأعتقد أنهم كانوا يظنون أنهم سيشاركون في صنع القرار.. وعندما أدركوا أن المنصب استشاري وليس منصبا تنفيذيا، ففضل البعض الابتعاد.. مبادرة الوطن لماذا لم يطلق الحزب حتي الآن مبادرة لتهدئة الأجواء في مصر؟ - ندرس إطلاق مبادرة، خلال الأيام المقبلة بعد التشاور مع الزملاء داخل الحزب.. وسنحاول من خلالها جمع حكماء مصر مثل رؤساء الوزراء السابقين.. د.علي لطفي ود.عبدالعزيز حجازي ود.عصام شرف وغيرهم من أصحاب الخبرات الذين لم تتلوث أيديهم بقضايا الفساد للاجتماع في رحاب الأزهر مع الرئيس مرسي في إطار مبادرة حقيقية تلزم الجميع بالمصالحة مع النفس .. ومن ملامحها أيضا أن تعلن هدنة بين الأطراف السياسية المتصارعة مدتها عام واحد بعد الانتخابات البرلمانية.. مع الالتزام الأدبي من جانب الثلاثة أو الأربعة أحزاب الفائزة ب80٪ من حجم الكتلة التصويتية في الانتخابات، بتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية.. لوضع خطة للمصالحة وتحقيق العدالة الانتقالية.. ماذا تعني بالعدالة الانتقالية؟ - أقصد بأن يقوم كبار رجال أعمال العهد السابق -ممن لم يصدر في حقهم أحكام قضائية أو جنائية- بالمشاركة الفعالة في إعادة بناء الوطن ومحاربة الفقر وإعادة بناء العشوائيات.. وحل مشكلة أطفال الشوارع وغيرها من هذه المشكلات.. ومثل هذه النوعية من برامج العدالة الاجتماعية يعرفها القانونيون جيدا.. ولكن ملامح هذه المبادرة التي تحدثتم عنها، لم تقترب من المطالب التي أعلنتها المعارضة؟ - أنا حرصت علي أن تضم أهم الأطراف وهي مصلحة الشعب.. وقد أكدت ذلك في وجود الرئيس مرسي وقلت: ان الشعب لايهمه من يحكم.. ولكن كل مايهمه أن تتحسن حالته.. ولايهمه أن يحكم حزب الحرية والعدالة أو حزب الوطن أو أي حزب آخر.. والشعب لايهمه تغيير الدستور بقدر مايهمه تثبيت قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وأن تتحسن أحواله المعيشية في مجالات الصحة والتعليم والعمل، والأكل والشرب.. وأعتقد أننا نعمل لنحقق هذا الهدف.. هل تتوقع أن يحقق حزب الوطن معك في الانتخابات المقبلة نفس النتائج التي حققتها مع حزب النور؟. - الظروف ليست متشابهة كما يتصور البعض.. فحزب النور عندما تأسس كان ثاني الأحزاب التي نشأت بعد الثورة.. وكانت جميع المقاعد مازالت خالية.. وكان الشارع السياسي يعاني من حالة من الفراغ السياسي.. بينما الآن يوجد في الشارع السياسي حوالي 70حزبا.. وهذا يشكل قدرا كبيرا من التحدي.. ونأمل في أن يحصل الحزب علي 10٪ من مقاعد البرلمان.. وسأعتبر هذا انجازا مدويا للحزب.. وأعتقد أن هذه النسبة ستجعلنا كتلة لايستهان بها. هل هذه النسبة ستكون خصما من رصيد حزب النور المتوقع.. أم ستكون إضافة جديدة للمقاعد المتوقع حصول التيار الإسلامي عليها؟ - أتخيل أن حزبي »الحرية والعدالة« و»النور« سيفقدان العديد من المقاعد التي حصلا عليها في المجلس السابق، وأعتقد أن حزب الوطن ستكون أمامه الفرصة في الحصول عليها.. وقد يحصل الحزب أيضا علي الأصوات الحائرة في بعض الدوائر.. وأعتقد أن أحزاب التيار الإسلامي لن تقل مقاعدها عن 70٪ من إجمالي المقاعد في المجلس المقبل إن شاء الله. مفاجآت من العيار الثقيل ما الصعوبات التي تواجه الحزب للمنافسة في الانتخابات المقبلة؟ - أعتقد أن العديد من الصعوبات ستواجهنا، منها حداثة النشأة، ومشكلة التمويل هي من أكبر المشاكل. ومن بين الاشكاليات التي تواجه الأحزاب الإسلامية هي تعددها وهو ما يجعل الشارع يتساءل: لماذا كل هذه الأحزاب بالرغم من أن مرجعيتها واحدة؟ وهو مايجعلنا نحاول أن نقدم أنفسنا بصورة جديدة ومقبولة لدي الشارع المصري عامة والإسلامي خاصة.. إذن ما الجديد الذي ستقدمونه للشارع؟ - دعني أؤكد أن لدينا العديد من المفاجآت ذات العيار الثقيل التي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة.. ولو تمت كما نعد لها سوف يحقق الحزب نجاحا كبيرا جدا، ويضمن له الحصول علي المزيد من المقاعد البرلمانية. ما ملامح هذه المفاجآت؟ - نسعي لضم عدد غير قليل من الكوادر ذات الوزن الثقيل والمؤثرة جدا والمهنية جدا، والمحترفة جدا لحزب الوطن.. وهم سيكونون إضافة قوية لنا بإذن الله. التحالف بين الانقاذ والإخوان ذكرت بعض التصريحات أن هناك تحالفا مرتقبا بين الحرية والعدالة وجبهة الإنقاذ لخوض الانتخابات.. هل يمكن لهذا التحالف أن يري النور؟ -لاأعتقد أن هذا الخبر صحيح.. لأن أهم ماتنادي به جبهة الإنقاذ، عدم أخونة الدولة.. وإذا كان الأمر كذلك.. فكيف سيحدث هذا التحالف؟ ولكن بعد مبادرة حزب النور.. هل يمكن أن نري تحالفا وشيكا بين النور والانقاذ؟ - لا.. الانقاذ لن يكون له أي تحالف مع حزب النور.. بماذا تقيم مبادرة حزب النور؟ - الطلب الرئيسي لحزب النور هو تغيير الحكومة، ومعه وضع حزمة من الإجراءات منها تغيير النائب العام وغيره.. وأنا أري أن مطلبهم بتغيير الحكومة بعيد عن الواقعية.. دائما ماترفع جبهة الانقاذ شعار اسقاط الرئيس والنظام.. كيف تري شرعية هذه المطالب؟ - أري أن أي شئ جاء عن طريق الصندوق لايتم تغييره إلا عن طريق الصندوق.. مالم تكن هناك خروقات قاتلة.. أليس سقوط قتلي.. يعد نوعا من هذه الخروقات؟ - خروج عشرات الآلاف في مظاهرات يعرض حياة البعض للمخاطر، خاصة لو خرج البعض عن إطار السلمية.. وسقوط القتلي في هذه الحالات يجعل الوصول لتحديد الجاني والمجني عليه أمرا صعبا.. وأري أن الشرطة تلتزم الآن بأقصي درجات ضبط النفس في مواجهة المظاهرات.. وأي حزب عندما يدعو لمظاهرة عليه أن يتحمل مسئولية المظاهرة منذ بدايتها إلي نهايتها.. وليس من المعقول أن يعلن عن بدء فعاليات معينة ثم يعلن عن نهايتها فجأة ويترك الجماهير تتقاتل معا.. وهو يتفرج.. وللأسف هذا ماتفعله جبهة الانقاذ.. ثم ينكرون مسئوليتهم عن سقوط قتلي وجرحي.. ويتباكون بعد ذلك علي حقوق الانسان.. فهل حقوق الانسان تقتصر علي المتظاهرين فقط، حتي وإن قاموا بقذف الحجارة والقنابل المولوتوف علي المنشآت العامة ورجال الشرطة وقاموا بشتمهم؟ هل عليهم فقط أن يقفوا يتلقون هذا الهجوم وهم يتفرجون؟ أليس رجال الشرطة بشرا ويجب احترامهم ولماذا لاتنطبق حقوق الانسان عليهم أيضا؟ وهل يتصور أحد أن يسقط قتيل واحد أو اثنان لو استخدم رجال الشرطة العنف المفرط ضد المتظاهرين كما يرددون دائما؟.. بالتأكيد سيكون الوضع مختلفا.. وأنا من خلال معرفتي الشخصية بالرئيس أؤكد أنه لاعلاقة له بما يحدث.. وهو حريص جدا علي عدم إراقة الدم المصري.. وهو يأسف لما يحدث أشد الأسف.. وأنا أري أن الرئيس لايزال ممثلا شرعيا للشعب. تحدثت عن الملفات الشائكة مثل ملف النوبة وملف سيناء.. كيف ستتعاملون مع هذه الملفات؟ - أقوم بزيارة سيناء كثيرا.. ونتقابل مع الأهالي هناك.. فمثلا في جنوبسيناء هناك مشكلة تملك الأراضي.. وأنا خلال مقابلاتي مع الرئيس أقوم بمحاولة عرض مقترحاتهم التي أرسلوها.. وكانت من مطالبهم إقامة منطقة صناعية.. وبالفعل وافق رئيس مجلس الوزراء علي إقامة هذه المنطقة التي سوف تكون نقلة نوعية لأهالي هذه المنطقة التي ستضم عشرات المصانع.. وسيصدر خلال أيام قرار جمهوري بتخصيص منطقة بئر الديب التي تبلغ مساحتها 16كيلومترا مربعا.. وهناك العديد من المشروعات الأخري التي ستظهر قريبا للنور.. أيضا أهالينا في النوبة لديهم مشاكل، ونحن علي اتصال دائم بهم.. وهناك تصورات عديدة عندما يتم تنفيذها خلال أيام ستحل حوالي 35٪ من مشاكل التوطين هناك. وأستطيع ان أقول أن الاستماع إلي مشاكل الناس يجعلنا نقطع نصف الطريق للحل.. وعندما يشعر المواطنون بأنك تتحرك إيجابيا.. يكون هذا إضافة 20٪ أخري علي طريق الحل.. لماذا لاتنتهج مؤسسة الرئاسة نفس هذا المنهج مع المعارضة.. وهو الاستماع إليها؟ - بالفعل أنا علي اتصال دائم مع عمرو موسي وحمدين صباحي وغيرهما.. ونسعي للإصغاء اليهم.. ولكن هناك بعض المطالب صعبة التنفيذ في الوقت الحالي.. مثل تغيير الحكومة، ولكن النقاش مستمر.. وأخيرا ماموقع شباب الثورة في الحزب؟ - عندما كنا في حزب النور.. اشترطنا أن يكون 20٪ من أعضاء الهيئة العليا من الشباب.. والمتابعون لاحظوا أن دماء الحزب كانت شبابية.. وكان أصغر خمسة أعضاء في مجلس الشعب الأخير من أعضاء الحزب.. وإيماني بالشباب بلا حدود ودوره سيكون مؤثرا في »الوطن«. نصيحة لوجه الله: للرئيس مرسي: لاشك أن الرئيس رمز للوطن وعليه أن يزيد من التصاقه بالشعب بكل طوائفه والاحتماء به في كل خطواته وفي كل قراراته.. وهذا هو سر نجاح أي رئيس.. وبالتأكيد أن التجربة هي التي قد تصنع الفارق في أداء الرئيس، فكلما مر بالعديد من التجارب سيزيد التصاقه بالشعب أكثر. للدكتور هشام قنديل: - لابد أن يعرف الجميع أن هناك نسبة كبيرة من الارتباك في الأداء تكون بسبب عنف النقد والاعتراضات الموجهة له.. فأي إمام مسجد لو استمع لهمهمات المصلين ضد طريقته في أداء الصلاة قد تجعله لايستطيع أن يكمل أي سورة يقرأها.. وتسبب له ارتباكا في أدائه مهما كان متمكنا.. والدكتور قنديل رجل غير محظوظ فقد جاء في وقت ارتفع فيه سقف طموحات الشعب المصري والمطالب الشعبية في كل المجالات.. وتحتاج هذه المرحلة إلي رئيس وزراء استثنائي، والدكتور قنديل رئيس وزراء متفوق ولكنه ليس استثنائيا.. وبالرغم من قصر الفترة المتبقية من عمر الوزارة إلا أنه عليه أن يجتهد ويعلم أن الأعمال بالخواتيم، ويمكنه أن يحقق نصرا سريعا في عمله عن طريق الاستعانة ببعض الخبراء لحل بعض القضايا الجماهيرية العاجلة. لجبهة الإنقاذ: - يجب أن تكون أعينهم علي الشعب وليس علي الكاميرات.. لشباب الثورة ومنهم شباب السلفيين: - كلنا مررنا بمرحلة النقاء والشفافية في أيام الثورة الأولي التي شارك فيها الشباب بكل فاعلية.. ثم آثر بعضهم بعد ذلك الانطواء.. والابتعاد عن العمل العام.. وما أتمناه من الشباب المصري أن يعود للمشاركة في العمل والايجابية وعدم فقدان الأمل في المستقبل.. للفريق شفيق: - لاأستطيع أن أنصحه.. ولكني أتمني أن تكون عينه وقلبه ونبضه مع المواطن المصري.. وبصفته رجلا عسكريا ويعلم تماما معني الأمن القومي لهذا البلد.. أتمني أن يختم حياته بما يحقق هذا الأمن ويعمل علي تحقيق مصلحة الشعب المصري. لأصحاب فتاوي إهدار الدم: - الدين الإسلامي قائم علي الرفق.. وكان هناك أيام الرسول صلي الله عليه وسلم من يستحقون القتل وكان الصحابة يطالبونه دائما بتنفيذ ذلك، ولكنه كان يرفض حتي لايقول الناس إن محمدا كان يقتل أصحابه.. ونصيحتي لنفسي ولغيري الالتزام بالرفق والبعد عن العنف بقدر المستطاع. للمرشد العام: - هو أستاذنا ومعلمنا.. ونحن نحترمه ونقدره، وفي الحقيقة ليس عندي ما أقوله له سوي: جزاك الله خيرا علي ماقدمت.. فهو شخص متواضع جدا، عكس مايصوره البعض بأنه يمسك برقاب الأمة ليخنقها.. وأقول له: صبرا.. وعليه أن يداوم علي العطاء كما تعودنا منه. لحزب الحرية والعدالة: - أطلب منه أن يكثر من العمل ويقلل من الكلام.. ويحسن اختيار واجهته الإعلامية.