بعد حوادث التحرش الممنهج التي تعرضت لها الفتيات والسيدات في ميدان التحرير اتخذت المرأة المصرية قرارها الحاسم بمواجهة أي متحرش بالسكين! المرأة المصرية لا تعرف الخوف قالت بأعلي صوتها من خلال مظاهرة نسائية شهدها ميدان طلعت حرب القريب من ميدان التحرير الثلاثاء الماضي انها ستدافع عن نفسها وعن ثورتها حتي الموت.. ورفعت الفتيات والسيدات المشاركات في المظاهرة السكاكين في اشارة لاستعداد النساء للدفاع عن أنفسهن. مظاهرة السكاكين النسائية جاءت في أعقاب جلسة لأعضاء مجلس الشوري ناقشوا خلالها ظاهرة التحرش بالنساء في ميدان التحرير.. والغريب حقا أن بعض أغلبية أعضاء المجلس ألقوا باللوم علي النساء لا علي المتحرشين! هذا البعض حاول في البداية نفي الظاهرة ولكنهم عادوا واعترفوا بوجودها ثم قرروا أن ينصروا الجزار علي الضحية طالما أن النساء اللاتي يتم التحرش بهن ضد سياسات النظام ولذلك خلصوا لنتيجة أن المتحرش بريء وأن المتحرش بها هي السبب لانها رضيت ان تنزل الي الميدان لتتظاهر ضد الدولة! وللحق فإن موقف بعض أعضاء مجلس الشوري يوضح ذ بما لا يدع مجالا للشك ذ أن الانهيار الذي تشهده الدولة المصرية حاليا امتد إلي الأخلاق والنخوة أيضا وهذه كارثة لا يمكن اصلاحها حتي لو أصلحنا الاقتصاد والسياسة فبدون أخلاق ونخوة وكرامة لا فائدة من كل مجهودات الدولة وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. لقد كانت الصدمة في آراء بعض أعضاء مجلس الشوري أقسي من ظاهرة التحرش نفسها خاصة أن أغلبية الأعضاء بالمجلس الموقر من التيار الاسلامي ومنهم من يحفظ القرآن. للأسف مظاهرة السكاكين النسائية ليست إلا رد فعل لآراء أعضاء مجلس الشوري التي تحتقر المرأة وتري فيها انها مجرد عورة وتناسي أعضاء المجلس الدور البارز لفتيات ونساء مصر في الثورة التي جاءت بهم الي مقاعدهم في مجلس الشوري . وأخيراً فإنني أهمس في أذن هؤلاء قائلاً : عيب أن يكون طاغية مثل »هتلر« أكثر تحضراً من البعض منكم عندما قال قبل 86 عاماً: المرأة نصف المجتمع وهي التي تلد النصف الثاني وتربيه.