اسعار الذهب ارتفعت بشكل جنوني.. والركود يضرب الاسواق بقسوة.. والمحلات يتجه بعضها لاغلاق ابوابه، بعد ان انفض عنها »المشترون« و »العرايس والعرسان« و حتي عمال الورش أصبحوا يبحثون عن عمل اخر، حتي لو كان »ديلڤري«! خلال عام واحد فقط سجلت مؤشرات اسواق الذهب العالمية اعلي معدلات وصل اليها ليسجل 32٪ ارتفاعا وقفز سعر الاوقية من الاصفر الرنان من 0011 دولار في بداية السنة إلي 5531 دولارا. الان وفي مصر من 561 جنيها لسعر الجرام عيار 12 في شهر يناير الماضي إلي 112 جنيها للجرام اليوم.. واصبح الآلاف من العاملين في صناعة الذهب في مهب الريح وسط توقعات بالمزيد من الارتفاعات ومزيد من الجنون فإلي اين ستصل اسعار الذهب.. وما السيناريوهات المطروحة؟! لا تبيعي الذهب الذي تقتنيه إلا في حالات الضرورة القصوي، والافضل ان تستبدلي القديم بالجديد.. هكذا بدأ خبير الذهب وعضو مجلس الذهب المصري ناجي منير نسيم حديثه مؤكدا الحالة الاقتصادية في العالم تدفع الدول للاختباء وراء الذهب خلال الازمات الاقتصادية. ويؤكد نسيم ان هناك احتمالين للذهب اولهما ان يستكمل ارتفاعاته بلا سقف للزيادة، لو استمرت الاحوال الاقتصادية للعالم بهذا الشكل، أو ان تهدأ الاوضاع باستقرار الاحوال الاقتصادية وتبدأ الدول في بيع ماقامت بشرائه من ذهب فتنخفض الاسعار.. ويشير إلي ان هناك قاعدة في عالم الذهب يحفظها التجار، وهو انه حتي لو انخفض سعر الذهب في فترة فإنه دائما يعاود الصعود متجاوزا أعلي سعر وصل اليه قبل الانخفاض ففي شهر اغسطس الماضي انخفض سعر الجرام عيار 12 من 291 جنيها إلي 481 جنيها واليوم وصل السعر إلي 112 جنيها ولذلك فغالبا ما يعتبر انخفاض اسعاره مجرد زوبعة في فنجان. من جانبه يؤكد احمد العسقلاني خبير المجوهرات والمعادن الثمينة ان بداية تذبذب الذهب بدأ منذ عام 8002 عندما تعرضت البنوك المركزية وكبار المضاربين لخسائر في البورصة، واصبحت حساباتهم مكشوفة، فلجأوا لبيع ما لديهم من ذهب فانخفض سعر الاوقية إلي 586 دولارا اما اليوم فتغيرت الاحوال بعد ان تعرض الاقتصاد العالمي لأزمات قاسية، أجبرت البنوك المركزية في العالم وكذا كبار المضاربين للعودة لاتخاذ الذهب ملاذا آمنا، بدلا من استثمار الاموال في اجواء تحتمل الخسارة اكثر من الربح فوصل سعر الاوقية إلي 5531 دولارا.. ومن المتوقع ان يواصل الذهب ارتفاعه ليحقق 0051 دولار للاوقية. ووصف د.وصفي امين واصف رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية سوق الذهب حاليا بحالة الحرب، حيث لا بيع ولا شراء، ويقول: خلال عام واحد أغلقت العديد من الورش المصنعة للذهب نشاطها وتحولت لمجالات عمل اخري مثل العقارات، فالذهب يزداد ارتفاعا وقفزاته سريعة بلا تدرج، ودخول الدول الغنية والبنوك المركزية لشراء الذهب اشعل السوق، وانهيار اسواق المال هدم الثقة في العملات، والاسهم والسندات، دفع الجميع للاتجاه للاحتماء بالذهب.