قالت لي ذات البالطو الازرق الزهري الفخيم:اذهب الي ميدان التحرير ستجد الأصالة المصرية وكثيرين مازالوا علي خلق ويتمسكون باحترام سلوكياتنا وعاداتنا ومازال لديهم مشاعر جميلة.. ولاتكتفي بالجلوس أمام الشاشة فالإعلاميون يبعثون مراسليهم ليصطادوا الأحداث الغريبة فلا نري ألا جانبا واحدا.. وهو مايريدون البحث عنه وأبرازه ليبرز دورهم في التفرد والأنفراد بالحدث الأغرب ويبحثون عن كل ما يشذ.. ويتجاهلون الجانب الآخر.. جانب شباب وشيوخ وأناس يريدون إحقاق الحق فيستخدمون فكرهم ولا يستخدمون أقدامهم وأيديهم.. فابحثوا عنهم وستجدون منهم الكثير ولكن خُفس بصوتهم أمام جلبة الصوت العالي لقذف الحجارة وأشعال نيران الحرق ونيران الفتنة.. فإذا حكمتم بالعدل في أظهار الجانبين فسوف تزول سحب الغمام عن الثورة وعن الميدان. لاهي فيزيا ولاهي كيميا قال لي أستاذ كيميا الطبيعة الدكتور سليم رأفت.. لماذا يصرون علي زيادة الفقراء فقراً؟! ويتمادون فيسخرون من ليس لديهم عربية.. ومن يركبون المواصلات العادية.. ويحجبون ما يخصهم فلا يصلهم.. بل ويقتطعون من أموالهم ومستحقاتهم الخاصة مبالغ مالية ليدعموا بها كل من لديه عربية..من أشخاص أومصانع وشركات أووكالات سياحية ولا حتي هيئات حكومية.. فقاطعته وسألته من هم الذين يصرون.. ويسخرون.. ويحجبون.. ويقتطعون.. ويدعمون؟!.. فقال أصحاب الكروت الذكية للبنزين والمواد البترولية.. يخصصون دعما لكل من لديه عربية ويزيدون الدعم لكل من لديه أكثر من عربية ؟ واصحاب الشركات والمصانع يحصلون علي مزيد من الدعم لأن لديهم العديد من الاتوبيسات والميكروباصات والسيارات وطالما لكل سيارة بونات أو بطاقات فسيذهب الدعم لهؤلاء.. ومن ليس لديه سيارة فلا دعم له .. إذا عندما يوجه المسئولون فائض الدخل ليوزعوه كدعم لمن يمتلك عربية.. فبالتالي سيحرمونه علي من لايجد رغيف طعمية.. وبحسبة بسيطة قام بحسابها الدكتور سليم اكتشف منها أن نصيب الفرد المفروض 175 جنيهاً فاقترح أن يتم توزيعه علي كل مواطن من خلال بطاقة ذكية أو بطاقة الرقم القومي ليأخذ الفرد دعمه المستحق ويتصرف فيه كما يشاء يشتري عيش يشتري بنزين يقسمه علي زيادة مصاريف موازنة المنزل بعد حالة الغلاء التي شملت كل شئ.. فهنا يكون له مطلق الحرية في صرف الدعم طبقاً لاحتياجاته.. وفي نفس الوقت يكون هناك نوع من العدالة في توزيع الدعم علي الكل وبالمساواة دون قصره علي فئة معينة.. والطريف أن دكتور قام بطبع كتيب مشمول برسومات بيانية للدخول لمختلف المهن وكيف يتم حساب الحد الأدني والحد الأقصي فاكتشف أن النسبة بين الحدين تصل الي 50 ضعفا ويقترح تخفيضها إلي 40 ضعفا فقط مبدئياً.. وسألته ماعلاقة ذلك بالفيزياء والكيمياء فقال أنه أستاذ بعلوم الأزهر وشغلي كله في الأرقام وعندما استفزني ما يحدث وما نعيش فيه من واقع غريب لجأت إلي لغة الأرقام والبحث لما يفعله المسئولين الذين نجحوا في إقرار العدل علي مختلف الأزمان والعصور لتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع.. وبعدها تأكدت أن مصر عامرة بعلمائها وشعبها .. لكن هناك من يتصدرون المشهد.. ويخفون فكرالآخرين مما مال ببلدنا الي اتجاه واحد اتجاه صاحب العلاقات وصاحب الصوت الأعلي.. وبعد هذين المشهدين فلنبحث عن نشر العدل ولامفر من ذلك لكي ننجح.