د. نبيل العربى أكدت أحدث التقارير الصادرة عن منظمة العمل العربية علي أن أكثر من 25.6٪ من الشباب العربي يعاني من مشكلة البطالة ومعظمهم من الشباب الأكثر تعليما والحاصلين علي المؤهلات العليا ويرجع ذلك لعدم توافق نظم التعليم في المنطقة العربية مع ما هو موجود في سوق العمل من متطلبات وإحتياجات. وهو ما يتطلب العمل والتخطيط الإستراتيجي لتوفير مايزيد عن 51 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020 طالب المشاركون في المنتدي العربي الثالث الذي نظمته جامعة الدول العربية بضرورة الإهتمام بضرورة خلق وتوفير الفرص المتاحة للشباب عن طريق بناء استراتيجية وطنية لتمكينهم من تحقيق التنمية المستدامة في بلادهم . وأكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية علي ان الحكومات العربية عليها عبء كبير في تسهيل وتيسير مهمة حصول الشباب علي فرص العلم والثقافة وأن توفر لهم التوعية السليمة بحقوق الشباب الإقتصادية وإدماجهم في جهود التنمية الإقتصادية. وقال الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب إن الشباب العربي قوة فاعلة أسياسية في صناعة التحولات الجذرية التي يشهدها العالم العربي في الفترة الحالية وهو ما يلزم صانعي القرارات السياسية بضرورة بذل المزيد من الجهد لتمكين الشباب وتعزيز مشاركته في عملية التنمية المستدامة وفي كافة مجالات العمل الوطني، وتوفير الفرص المتاحة للتأثير في حياتهم ومستقبلهم والمشاركة في صنع القرارات. وأكد علي أن المشاكل المرتبطة بضعف مستوي التمثيل السياسي للشباب في أغلب المجتمعات العربية قد أدت إلي تنامي الشعور بالعزلة الاجتماعية وتدني مستويات الانتماء الوطني لدي قطاعات مهمة منهم وساهمت في ظهور فجوة إجتماعية تمثلت في مجموعة من الآثار السلبية بين بعض الأوساط الشبابية مثل إنتشار معدلات الهجرة والجريمة والإدمان. ودعا وزير الشباب إلي ضرورة بناء استراتيجية وطنية تساهم فيها كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية لتمكين الشباب العربي من تحقيق التنمية المستدامة ويجب أن تقوم هذه الإستراتيجية علي مكونات أساسية منها الممارسات الديموقراطية وتوزيع السلطة وتداولها ودعم المواطنة وحقوق الإنسان وفتح وتسهيل كافة آليات المشاركة المجتمعية أمام الشباب العربي، و ضرورة توفير وضع إقتصادي مناسب للشباب وهو مايتطلب وجود سياسات حاسمة لمواجهة مشكلة البطالة من خلال دعم كافة المشروعات والإستثمارات الوطنية الكبري و الإهتمام ببرامج التدريب الفني وبناء قدرات الشباب المؤهلة لسوق العمل. ووضع مجموعة من الآليات التي يمكن من خلالها تحقيق المشاركة الفعالة من جانب الشباب العربي في عمليات التنمية المستدامة منها: العمل علي وضع تشريعات وطنية داخلية خاصة بالشباب يستطيع ان يمارس حقوقه وحرياته من خلالها، وخلق آليات مبتكرة للحوار والنقاش المجتمعي الدائم مع الشباب إطلاعه علي كافة البيانات والمعلومات والقضايا التي تهمه، وابتكار طرق جديدة ومتعددة لحل مشكلة البطالة، وإشراك الشباب في كافة عمليات تحديد الأولويات والإحتياجات الخاصة بالبرامج والخطط التنموية، وتكريس ودعم ثقافة العمل المجتمعي التطوعي بهدف الإستفادة من الطاقات الشبابية مما يخدم المصلحة العامة ويساعد علي تنمية المجتمع من خلال تشجيع المبادرات الشبابية. وأشار خالد الوحيشي مدير إدارة السياسات السكانية والعلاقات الدولية بجامعة الدول العربية إلي أنه علي الرغم من أن الشباب العربي أصبح قوة ضاغطة علي متخذي القرار إلا إنه توجد نسبة كبيرة من الشباب لازالت متخوفة من المشاركة في العملية السياسية وهو مانراه في عدم مشاركة نسبة كبيرة من الشباب في تونس أو في مصر في الإستفتاءات أو الإنتخابات التي تم إجراؤها. وأضاف إنه عندما يشعر الشباب العربي بالتهميش من جانب متخذي وصناع القرارات يلجأ إلي إستخدام أساليب العنف وهو ماظهر في الفترة الأخيرة في معظم الدول العربية من زيادة في أعمال العنف والإحتجاجات والإضرابات.