كان الرئيس جمال عبد الناصر لاذعا في نقد وزرائه ونوابه.. فقد كان يطالبهم دائما بالاستقامة. وفي أحد الايام، كتب الاستاذ أنيس منصور مقالا في جريدة أخبار اليوم، إتهم فيه أحد النواب المقربين في ذمته. فغضب الرئيس عبد الناصر وقرر رفت الاستاذ أنيس من أخبار اليوم. ولما سأله مصطفي أمين عن السبب كانت الاجابة إنه كتب مقالا يتهم فيه النائب أنه حرامي. فقال له مصطفي أمين : لقد قلت لي منذ أسبوع، علي نفس الشخص أنه حرامي ويستغل نفوذه. فقال الرئيس: أنا أشتمه إنما أنتم لأ! وفي يوم آخر، فتح عبد الناصر الميكروفون الموجود بين مكتبه ومجلس الامة، وسمع نائب المحلة الكبري ينتقد الوزراء ويهاجم أداء الوزارة . فقال لمصطفي أمين إنه فكر للحظة أن يذهب الي مجلس الامة ويضرب النائب، ولكنه عدل عن الفكرة بعد ان سكت النائب عن الكلام فجأة. تصادف أن التقي عبد الناصر بالنائب في أحد الاجتماعات وقال له لقد سمعتك وأنت تتحدث في جلسة مجلس الامة، فاعتقد ان الرئيس أعجب بشجاعته وشكره. ابتسم عبد الناصر ولم يقل شيئا. وفهم النائب أن تعليقاته لم تعجب الرئيس . هذه الكلمات أكتبها بمناسبة مرور أربعين عاما في وفاة الرئيس عبد الناصر.. ونحن مازلنا في انتظار حكم التاريخ عليه، لنعرف متي أخطأ الرئيس عبد الناصر ومتي أصاب!