طالعت بكثير من الاهتمام حوار الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إلي الكاتب الكبير أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام، والمنشور علي صفحاتها أمس، حيث بدأه بمقدمة قال فيها: (أدهشني أن أجد الدكتور أحمد نظيف متفائلاً وسط هذه الأنواء. التفاؤل قوة، والرجل يمتلك الكثير منها، إن قدرته علي أن يري الغد بلا التباس ومهما تكن الرؤية غائمة هي سر قوته لقد ذهبت إليه وفي رأسي هموم البسطاء، رغيف الخبز والستر .. قلت له: الناس متشائمون وقلقون من المستقبل وأنا سأتحدث بلسانهم، لا تنتظر مني أن أكون محامي الشيطان، أقصد حكومته، فقال بابتسامة واثقة، تفضل) وخاض الكاتب الكبير أسامة سرايا في حواره مع رئيس الحكومة، التي هي أكثر الحكومات صادفت أزمات في تاريخنا الحديث، ورغم أن الكاتب الكبير قدم لحواره بأنه يحمل هموم البسطاء، وألمح إلي أنه يبحث عن جسر للثقة يعكس تفاؤل رئيس الوزراء، ليحمله للمواطنين الذين تملكهم التشاؤم والقلق من المستقبل، إلا أن إجابات رئيس الوزراء غابت عنها البيانات والأرقام التي تؤكد وجود خطط مستقبلية تنبئ عن وضوح الرؤي!.. كما كشفت عن أداء حكومة تعمل بمنهج تسيير الأمور، وكأنها حكومة لذلك، رغم أنها تبدأ عامها السابع، بعد مضي ستة أعوام كاملة! قرأت الحوار، وزدته تمحيصا بحثا في إجابات رئيس الوزراء عن الأمل المنشود في خطط الدولة لمواجهة الأزمات التي يعاني منها الشارع المصري، فلم أجد سياسة واضحة تعلن عنها لعلاج أزمة القمح بشكل إيجابي بعيدا عن شبح الاستيراد، ولم أجد علاجا لسرطان زيادة الأسعار الذي تغول حتي طال أسعار الخضار ليضيف للمواطن البسيط هما فوق همومه ؟!، ولم أجد إجابة شافية للتلوث البيئي الذي تعاني منه المحروسة، ولم أجد رؤية واضحة لحل مشاكل التعليم خاصة ما قبل الجامعي وما يثار حوله من أزمات، ولم أجد سياسة مستهدفة لاستيعاب المشكلة الناجمة عن أزمة حصة مياه النيل وما استتبعها من تعديل للخريطة الزراعية والمحصولية، وغيرها الكثير والكثير! لقد صال كاتبنا الكبير وجال وتطرق لموضوعات عديدة حاول بها الكشف عن أفكار حكومة د. نظيف الذي جاءت ردوده أكثر إصرارا علي أنه ليس بالإمكان أفضل مما هو كائن، ولك الله عزيزي المواطن، وعقبال السنة العاشرة للحكومة الذكية، ولازيادة في الأجور، وسلم لي علي رفع المعاناة.. أليس كذلك؟!