كانت جدتي رحمة الله عليها عندما تجد احفادها وقد أشتد الغضب والشجار بينهم وأخذوا يضربون بعضهم البعض أو تخاصموا، تجمعهم في أمسية صيفية أو شتوية ودائما ما تقص عليهم حكاية الرجل الذي جمع أولاده وهو علي فراش الموت وأتي بحزمة من الحطب وناولها لكل واحد منهم لمحاولة كسرها ولكنهم فشلوا جميعا ولكن ما أن فرط الحزمة وفرق عيدانها وطلب منهم كسرها فكسرت بكل يسر وهنا كانت توصية الاب لابنائه بضرورة الاتحاد حتي لا يستطيع أحد تكسيرهم أو تدميرهم. تذكرت هذه القصة بدلالتها القوية وأنا أري ما آل إليه الوضع بين الأخوة في وطني. الكل يتناحر وقد عم الغضب والاستفزاز بين الجميع واختفت لغة الحوار والشوري وارتفعت الأيدي والأرجل ووسط كل هذه الفوضي إعلام وقنوات تزكي نيران الفتنة والشقاق حب الوطن ليس كلمات في أغنيات نرددها أو شعارات نرفعها أو هتافات تنفجر بها الحناجر. فالوطن هو السكن والاستقرار والأمن والأمان والحصن والحضن الدافيء الذي يجمعنا. الوطن هو الأهل والجيران والعشيرة والزملاء والاصدقاء والذكريات الوطن هو الجامع والكنيسة والشارع والبيت والأيام بحلوها ومرها، الوطن هو التكاتف للعبور من الازمات والمحن والألتفاف لنصرة الحق وتحقيق العدل والعدالة ونصرة الضعيف والضرب علي يد الباطل. الوطن هو نسيان الذات من أجل الكل. ما يجري أمام عيني يفوق احتمالي، الأخوة يقفون متواجهين حاملين لبعضهم الخناجر والمدافع والرصاص وحتي العصي لتحطيم وقتل بعضهم لمناصرة فريق ضد فريق وكأنهم أعداء. نري هذه الدماء تراق من أجل نصرة أفراد ضد آخرين من أجل ماذا؟ المنصب والكرسي والجاه والسلطان!! نعلم ويعلم من يحاربون من أجله أنه عرض زائل ويبقي الوطن شاهدا علينا ومؤنبا إيانا لماذا فرطنا في حقه؟! الوضع ليس خافيا علي أحد فالجميع يعلم إننا محاطون بالخطر من كل جانب وليس ما يحدث في غزة ببعيد ومحاوله توريطنا مع إسرائيل وفي الغرب بوابه جهنم التي يدخل لنا منها فائض ما قذف به حلف الناتو لليبيين لتدمير بلدهم من مختلف الأسلحة والتي أصبحت للأسف مكدسة بمخازن في كل مكان للتدمير وللاحراق وللقتل!! اختلفوا كما شئتم ولكن ليكن الحوار هو سبيلكم للتواصل والحل فالبلد متجه بسرعة البرق إلي الانهيار والخراب وليس ما حدث وسيحدث للبورصة ببعيد ويكفي أن نعرف أن كثيرا من المستثمرين الذين جاءوا للتفاوض لإقامة مشروعات قد فروا، فمن هذا المجنون الذي يجازف بماله لخدمة بلد يحرقه ويدمره أهله؟!.