»لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة والشكر لك.. لا شريك لك لبيك«.. لقد هزني ومس شغاف قلبي هذا النداء والدعاء.. وأنا أتابع أكثر من ثلاثة ملايين مسلم من جميع أرجاء العالم علي جبل »عرفات« وهم يرددونه في خشوع وتضرع إلي رب العباد »سبحانه وتعالي«.. وتساقطت دموعي لأنني لم أكن معهم في هذا اليوم المشهود، وأعترف انني أشعر بالذنب والتقصير لأنني لم أؤد فريضة الحج حتي الآن، وأدعو الله »سبحانه وتعالي« أن أنول رضاه في العام القادم، ويمن علي بزيارة بيته الحرام وأن أكون من الواقفين بعرفات.. يارب. واليوم.. ونحن نستقبل ثاني أيام عيد الأضحي المبارك، يسعدني أن أتقدم بالتهنئة إلي قراء »أخبار اليوم«، وإلي المصريين كافة، والمسلمين في جميع أنحاء العالم، وأدعو الله »عز وجل« أن ينصر أمته وأن يزيح الكرب عن المسلمين الذين يتعرضون للعنف والقتل والترويع في الكثير من بقاع الأرض.. وفي هذه المناسبة استأذن القارئ العزيز في العزف علي أوتار بعض القضايا التي تلح علي نفسي، ويصعب متابعتها اسبوعيا من خلال هذا »العمود«.. قد اختلف مع بعض سياسات دولة قطر الشقيقة.. ولكن من العدل أن أقدم التحية والتقدير لأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان علي زيارته لقطاع غزة، والتي كانت أول زيارة لحاكم عربي إلي هذا القطاع الذي يعاني يوميا ويدفع ثمن صموده، وقد أكد الشيخ حمد انه لولا مصر والرئيس مرسي ما كانت هذه الزيارة.. وتستدعي ذاكرتي كلمة سمعتها منذ سنوات لبناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الراحلة وتانسون شيللر رئيسة وزراء تركيا السابقة، عندما زارتا »البوسنة والهرسك« خلال الحرب التي كانت تتعرض لها.. فقد قالتا: »لقد جئنا إلي هنا لأن الرجال لم يأتوا«.. ولعل هذه الزيارة تدعو الرجال لعمل مماثل.. وكل الخزي لجماعة »أبومازن« الذين لم يذهبوا إلي غزة في هذا اليوم.. فقد كانوا سيغضبون »الصديقة« إسرائيل! الهارب أحمد شفيق في الإمارات، بعد أن أيقن ان يد العدالة ستطوله، وأصبح الآن مطارداً ومطلوبا من جهات التحقيق لمحاسبته علي الفساد الذي شارك فيه.. أرسل محاميه شوقي السيد محامي الفاسدين والهاربين والمجرمين ليتقدم ببلاغ يؤكد فيه تزوير الانتخابات الرئاسية، ومتعللا بما سبق وأن أكدت اللجنة العليا للانتخابات كذبه، عن البطاقات المزورة التي خرجت من المطابع الأميرية، ومنع الأقباط من التصويت، وأن النتيجة الحقيقية هي فوزه بمنصب الرئيس بفارق 003 ألف صوت، والعجيب ان النائب العام أحال البلاغ علي الفور للتحقيق.. ويعلم الجميع كذب هذه الادعاءات، إضافة إلي حصانة قرارات لجنة الانتخابات، ولولا هذه الحصانة ما كان لشفيق أن يخوض انتخابات الرئاسة من الأساس. إن الهدف الذي ينشده احمد شفيق من هذا البلاغ هو لفت الأنظار عن التحقيقات التي تجري الآن والخاصة بأراضي الطيارين وفساد وزارة الطيران في عهده.. وأدعوه لو كان بريئا أن يعود إلي مصر ويخوض معركته بنفسه، وهذه هي الرجولة، أما الهروب فإنه ليس من شيم الرجال. عندما قرأت لأول مرة خبر مدرسة الأقصر التي قصت شعر تلميذتين، والهجوم الحاد علي الإسلاميين »غلاظ القلوب« والاتهامات التي انطلقت ضد »أبلة إيمان« بأنها تفرض ارتداء الحجاب علي التلميذات الصغيرات، اعتقدت ان المدرسة »المتوحشة« حلقت للتلميذتين »زلبطة«.. ثم فوجئت علي شاشة التليفزيون وصفحات الصحف بصور للتلميذين بشعرهما الجميل، والذي لم يقص منه سوي خصلة صغيرة لا تلاحظ.. ولكنها كانت فرصة للست السفيرة مرفت تلاوي رئيسة ما يسمي المجلس القومي للمرأة ومفيش مجلس قومي للرجل ليه؟ لكي تشن حملاتها القديمة علي الإسلام والحجاب عملا بتوجيهات الست »أم جمال« التي كانت تكره الحجاب »موت«.. ثم جردت »تجريدة« من الصحفيين وذهبت إلي المدرسة لكي تحتفل بانتصارها »المخزي« فإذا بتلاميذ وتلميذات المدرسة، وكذلك المدرسين وأولياء الأمور يستقبلونها رافضين هجمتها الوحشية علي »أبلة إيمان«، وكان علي رأس المحتجين التلميذتين اللتين اتخذت منهما الست السفيرة وسيلة لضرب »أبلة إيمان« لمجرد أنها تحض تلميذاتها علي الحجاب الذي تكرهه مثل صاحبة الفضل عليها.. والمخزي ان الست السفيرة أكدت ان »أبلة إيمان« لن تعود للتدريس أبداً، ومبلغ علمي انها ليست وزيرة التربية والتعليم.. وهنا أتساءل هل يسكت الوزير علي هذا التجاوز المشين؟.. أما أبلة إيمان فلها تحيتي وتقديري، حتي لو غضبت الست السفيرة وكل أمثالها. أقرأ الصحف والمجلات القومية، وأتعجب من الاتهامات التي كانت ومازالت توجه للإخوان المسلمين بأنهم يسعون لأخونة الصحف.. فأغلب هذه الصحف والمجلات تمتلئ بالهجوم علي الإخوان وعلي الرئيس وعلي حزب »الحرية والعدالة«، وتكيل الاتهامات الظالمة وتروج للأكاذيب، أما الصحف والمجلات التي تولاها من يميلون للإخوان أو يتعاطفون معهم، فهي مليئة أيضا بمقالات لكتاب يهاجمون الرئيس والإخوان والحزب »عمال علي بطال« دون أن يمسهم أحد، ولو كانوا هم الذين يتولون السلطة والمسئولية، لما سمحوا للآخر بمجرد التواجد! محامي أحد المتهمين في مذبحة بورسعيد، اتهم جمهور الأهلي بأنه هو الذي اعتدي علي جماهير بورسعيد البريئة.. وأطالبه بضرورة طلب تعويض من النادي الأهلي الذي أرسل جماهيره إلي بورسعيد، ومن أسر الشهداء الذين أرسلوا أبناءهم ليلقوا حتفهم علي أرض ستاد الموت، لكي يحكموا الخناق علي جماهير بورسعيد البريئة الوديعة.. ومثل هذا المحامي هو الذي يجعل البعض يتساءل أحيانا: هل العمل بالمحاماة حرام ولا حلال؟!