رحب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ترحيبا حارا بضيوف بلاده في نواكشوط وعبر عن اعتزاز بلاده شعبا وحكومة باستقبال الضيوف في بلدهم الثاني، وقال إن عقد القمة حدث مهم طالما انتظره الشعب الموريتاني بجميع فئاته، مضيفا: «انه لاول مرة تتشرف بلادنا باستضافة قمة لجامعة الدول العربية..نثمن عاليا حضور القادة علي أرض المنارة والرباط ونشكر لكم تجشمكم عناء السفر رغم مشاغلكم القيادية»..ووجه عبد العزيز الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي للجهود «الطيبة» التي بذلها طيلة الرئاسة المصرية للدورة السابقة لهذه القمة والتي كان لها الأثر الكبير في الدفع قدما بالعمل العربي المشترك. وأشاد بالدور الإيجابي لجامعة الدول العربية التي تأسست قبل 70 عاما كمنظمة إقليمية تعني بالدفاع عن المصالح الحيوية للأمة العربية. واشار إلي إننا نواجه اليوم تحديات كبيرة علي رأسها إيجاد حل عادل ودائم لقضية العرب المركزية القضية الفلسطينية والتصدي لظاهرة الإرهاب وإخماد بؤر التوتر والنزاعات التي تذكيها التدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية للدول العربية كما يشكل تحقيق تنمية مستدامة ومندمجة علي الصعيد العربي رهانا حقيقيا لتستعيد أمتنا المكانة الرائدة التي تبوأتها بين الأمم خلال الحقبة الذهبية من تاريخها. كما أكد الرئيس الموريتاني أن الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية أدت إلي اعتقاد البعض أن القضية الفلسطينية تراجعت في أولويات العرب بفعل الأزمات المتجددة وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية علي الزهد في عملية السلام والتمادي في سياسة الاستيطان. وشدد علي أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولي وكل أحرار العالم وستظل كذلك حتي يتم إيجاد حل عادل ودائم لها قائم علي القرارات الدولية ذات الصلة وعلي مقترحات المبادرة العربية التي تمثل أساسا متينا للوصول إلي الحل المنشود لتنعم المنطقة بالسلم والأمن والاستقرار. ودعا عبد العزيز إلي استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بضمانات دولية ملزمة وآجال معلومة وتجميد الاستيطان وإيقاف مسلسل العنف ضد الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنهم وإعادة إعمار ما دمره العدوان. وتحدث عبد العزيز عن ظاهرة الإرهاب التي تعد أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية اليوم داعيا إلي مواجهة المجموعات الإرهابية بقوة وحزم والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف الذي يتستر بالإسلام وطالب بوضع استراتيجية جماعية عربية متعددة الأبعاد لمواجهة الإرهاب. وأشار إلي مقاومة بلاده للظاهرة من خلال رفع كفاءة القوات المسلحة والأمنية ونقل المعركة لأوكار الإرهابيين وفتح حوار بين العلماء والشباب المغرر بهم وإطلاق مشاريع تنموية مهمة لصالح الفئات الأكثر هشاشة. ودعا عبد العزيز إلي توافق سياسي بين جميع الفرقاء في سوريا يقوم علي الحفاظ علي وحدة سوريا، وفي اليمن أعرب عن أمله في أن تفضي المفاوضات التي ترعاها الكويت إلي توافق سياسي يحافظ علي الدولة اليمينة الموحدة، وبخصوص ليبيا طالب بدعم جهود الأشقاء في ليبيا الهادفة إلي إيجاد توافق شامل يحافظ علي وحدة التراب الليبي. كما حيا الجهود الجبارة التي يبذلها الشعب الصومالي الشقيق لاستعادة الأمن والاستقرار بعد عقود من التناحر. وقال عبد العزيز إن المواجهة الناجعة لمجمل هذه التحديات تتطلب ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق تنمية مستدامة تستثمر الطاقات البشرية لفضائنا العربي وموارده الهائلة.