رغم انه رحل عن عالمنا منذ أكثر من ستين عاما، إلا أن كلماته وأقواله مازالت تعيش بين أفكارنا وحياتنا وكثيرا ما نضرب بها الامثال في صدق مضمونها وعمق معناها.. وتتسم مقالاته بالسخرية اللاذعة التي توقظ الوعي وتعلمنا الحكمة من أبرز أقواله.. جوابه الشهير حين قال له كاتب مغرور:" انا افضل منك فإنك تكتب بحثا عن المال وأنا اكتب بحثا عن الشرف ". فقال له برنارد شو علي الفور: " صدقت..كل منا يبحث عما ينقصه "وذات يوم توجه إلي إحدي المكتبات التي تبيع كتباً مستعملة بثمن زهيد، فوقع نظره علي كتاب يحوي بعض مسرحياته القديمة ، ولما فتحه هاله أن يري أن هذه النسخة كان قد أهداها إلي صديق له وكتب عليها بخط يده": إلي من قدر الكلمة الحرة حق قدرها، إلي الصديق العزيز مع أحر تحيات برنارد شو"اشتري برنارد شو هذه النسخة من البائع وكتب تحت الإهداء الأول" جورج برنارد شو يجدد تحياته الحارة إلي الصديق العزيز الذي يقدر الكلمة حق قدرها " وأرسلها مرة أخري بالبريد المضمون إلي ذلك الصديق. وفي يوم من الايام التقي سيدة أنيقة جميلة فقال لها: " يا الله ما أروع حسنك فابتسمت " وقالت له: " شكرا. ليتني استطعت أن أبادلك هذا المديح " أجابها شو: " لا بأس يا سيدتي... اكذبي مثلي اكذبي " وكان لبرنارد شو العديد من الأصدقاء الذين يسعون لممازحته من أجل سماع أجوبته الطريفة واللاذعة وكان من بينهم الممثلة الرائعة الجمال آلن تيري التي عُرف بعشقه لها حد الجنون والتي قالت له يوما ممازحةً: " يعتبرك الناس، يا برنارد، أذكي البشر،ويعتبرونني أجمل النساء، فلو تزوجنا لجاء أولادنا بجمالي أنا وذكائك أنت.. فسيكونون قنبلة عصرهم" ابتسم برنارد شو وقال: " لكني أخشي يا سيدتي أن يأتي أولادنا علي شاكلة أبيهم بالجمال، وعلي شاكلة أمهم بالذكاء، وعندها سيكونون كارثة عصرهم" وكان برنارد شو منهمكا بالكتابة فقالت له سكرتيرته وكانت علي قدر كبير من الجمال:" أن قريبة لك جاءت لتراك لحظة واحدة لأنها مسافرة وتريد أن تقبلك قبلة الوداع " فأجابها برنارد شو: " ألا تعرفين أني منشغل جدا في هذا الوقت ولا أحب أن أقابل أحدا "ثم أضاف: " خذي منها أنت هذه القبلة ثم استردها أنا منك حين افرغ من عملي ".