هو صلاح الدين الأيوبي وعبدالرحمن الداخل في مسلسل "صقر قريش" وأبو صالح في "التغريبة الفلسطينية".. وأبو الحسن في "أهل الراية" و"مندور أبو الدهب" في "حدائق الشيطان" و"حمام رسلان" في "أفراح ابليس".. و"ياسين الحمزاوي" في "قصة حب" و"خالد" في "ذاكرة الجسد".. و"عادل" في "الفصول الأربعة" و.. و.. و.. انه الفنان الكبير جمال سليمان الذي عرف عنه الالتزام والموهبة واختيار الأدوار التي تضيف إلي رصيده.. كممثل ودارس تمثيل وأستاذ دراما وسفير لصندوق الأمم للسكان.. إضافة إلي انه سبق أن أخرج عروضا سينمائية منها افتتاح وختام مهرجان دمشق السينمائي. وفي رمضان هذا العام هو "سرحان الهلالي" مدير مسرح "أفراح القبة"مع مني زكي ورانيا يوسف وأحمد صلاح السعدني وصبا مبارك وإياد نصار للمخرج محمد ياسين عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار نشوي زايد. كيف تري «أفراح القبة» ولماذا جذبك؟ - الفن يجب أن يقدم الحقائق وأن يعبر عن المجتمع الذي يتناوله لكن أيضا يجب ان يبتعد عن الابتذال.. ف»أفراح القبة» عمل جريء جدا وأبسط مناحي جرأته لغته.. فالعمل به سياسة واقتصاد والاقتصاد والسياسة هما ما يدفعان الناس للتصرف كل فيما يفكر فيه، وهذا المسلسل عمل اجتماعي إنساني ويتضمن كذلك بعدا «فلسفيا» كمعظم روايات نجيب محفوظ وهي تتناول فترة طويلة من الزمن حيث تعالج أحداث المسلسل ما يقرب من 20 عاما. هل قرأت الرواية من قبل؟ - لا.. قرأتها حينما تم عرضها عليّ لتمثيلها.. وأنا من عشاق نجيب محفوظ وكتاباته ورواياته.. وهو هنا يربط بين المسرح والحياة باستخدام أسلوب أدبي مثلما كان يستخدمه شكسبير ويربط بين الشخص في كواليس المسرح وحينما يكون علي مسرح الحياة.. وقد أعجبتني جدا الجرأة الشديدة التي تميز العمل وتوزيع الأدوار علي الشخوص بهذا الشكل الذي بدا في القصة وفي المسلسل وشخصية سرحان الهلالي من أحب ما قدمت لشاشة التليفزيون. صورة جديدة متميزة.. ما رأيك في المخرجين الشبان خاصة انك تعاملت معهم ومع جيل الرواد من المخرجين؟ - المخرجون الشبان يحاولون كسر روتين الصورة وأري أنهم نجحوا في ذلك.. وأصبحت أعمالهم تتحدث عنهم واستطاعوا بالفعل كسر رتابة الدراما التي كنا نعاني منها من قبل سواء في بطء الايقاع أو الصورة التقليدية التي اعتاد المشاهد العربي علي رؤيتها ومتابعتها.. وهذا لا شك لا ينفي بصمات المخرجين القدامي في ايصال المعاني وطرح الأفكار لكن ما أريده هو أن أقول ان الدماء الجديدة خاصة الذين جاءوا من السينما تركوا ومعهم مديرو التصوير والإضاءة صورة جديدة جذبت انتباه الجمهور. أكدت أنك تفضل استلهام روايتنا العربية فهل تعتبر الاقتباس اشكالية للدراما؟ - ليس بهذا الشكل إنما أري ان أكبر المشاكل التي تواجه الدراما هي الكتابة هي النص والموضوعات التي تطرح. وقد أصبح البعض يقوم بشراء فورمات من البرازيل وقريبا من كوريا والهند وربما الصين في مين علينا أن ننهل من روايتنا العربية. هذا معناه أنك ضد بعض المؤلفين الذين يلجأون إلي الاقتباس ونسخ الفورمات الأجنبية وتقديمها في مسلسلات عربية؟ - نعم ولهذا فأنا دوما أفضل وأتمني أن ننهل ونستفيد من أدبنا العربي الزاخر بروايات تمثل شخوصنا وحياتنا وتفصح عن مكنونات ذاتنا.. ولا أفضل بصراحة شديدة استيراد دراما الفورمات التي تتحدث عن شخوص لا نعرفها ولا تمت لنا بصلة. وكيف تختار وتنتقي أدوارك.. خاصة أن كلها مميز؟ - الفنان الذكي هو الذي لا يضع لنفسه معايير ثابتة في اختياره لأدواره فكل دور يكون مختلفا للفنان عما قدمه من قبل يصبح إضافة لرصيده في مشوار حياته الفني. جاء مسلسلك بعيدا عن الموضوعات التي تناولتها معظم المسلسلات الأخري التي تناولت «الجريمة».. لماذا نجد هذا التشابه في توجه موضوعات المسلسلات؟ - ما ذكرته حقيقة للأسف لأن معظم الموضوعات التي تتناولها المسلسلات لو لاحظت جيدا طرحها ستكتشف انها «موضة» مرة عن الجريمة كهذا العام.. وأحيانا عن المخدرات.. مرة ثالثة عن موضوع ثالث عن الزواج العرفي مثلا أو موضوع رجال الأعمال.. المهم ما أريد أن أقوله أن كتاب الدراما العربية كثيرا ما يقلدون بعضهم.. فلان سمع أن كاتبا سيقدم موضوعا نفسيا تجد الآخر يقلده والثالث يسير علي طريقه وهكذا ولذلك أعود ما قلته من قبل هو أن أدبنا العربي زاخر بموضوعات ما أجمل أن نقدمها وقد سبق وقدمت الشوارع الخلفية للأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي.. وكذلك «ذاكرة الجسد» لأحلام مستغانمي. ما سلاحك للوصول إلي قلب المشاهدين ؟ - الصدق.. هو أقرب الطرق للحقيقة. هل وجدت ذلك في شخصية مدير المسرح الذي تلعبها في «أفراح القبة»؟ - نعم.. وجدتها شخصية صادقة ولهذا وصلت للجمهور وهذا ما أحرص عليه في معظم أعمالي التي أقدمها.. فأنا لا أبحث عن الكم بقدر ما أبحث عن الكيف والمحتوي وماذا سيضيف لي الدور الذي ألعبه وأقدمه لمن أحبوني ويتابعونني ولقد أرضت شخصية سرحان الهلالي الفنان داخلي بغض النظر عن مساحة الدور. هل توقفت يوما عند اتفاق مادي كأجر لك مع منتج؟ - الدور والموضوع وطاقم العمل كمخرج وشركة إنتاج هذا أولا.. ثم يأتي الأجر ثانيا.. مع مراعاة أن أجر النجم ليس حسنة يعطيها المنتج للفنان.. بل إنه يحسب حسابه جيدا.. أنا علي مدي «30 عاما» كنت وشرفت بأن أكون بطلا لأعمال ضخمة ومسلسلات هادفة أعتز بها وبالتالي فإن مساحة الدور لا تنقصني إنما يهمني كما قلت لك العمل المميز الهادف الذي يجد صدي طيبا لدي جمهوري فأفراح القبة مثلا بطولة جماعية.. الكل أجاد فيما يقدمه ومثله لا يمكن أن تستثني أحدا الكل قدم مباراة تمثيلية رائعة أعجب بها وتابعها الجمهور ولذا فالممثل الناجح الذكي من يشترك في مشروع عناصره جيدة. هناك أعمال درامية كبري كالمسلسلات ذات الإنتاجات الضخمة لا يقدر عليها منتجو المسلسلات.. ألا تري أن علي الحكومات الاهتمام بمثل هذه الإنتاجات الكبري؟ - بالطبع كلامك صحيح هناك بعض الأعمال تتكلف ملايين الدولارات وعلي الحكومات الممثلة في وزارات الثقافة أو محطات التليفزيون الحكومية السعي لمثل هذه المسلسلات خاصة التاريخية والدينية.. ويمكن لتلك الجهات تسويق هذه الأعمال بل وتحقق ربحا فيها إضافة إلي أنها ستنسب لها قيمة فنية كبري. هل توقفت عند مسلسلات بعينها في دراما رمضان هذا الشهر؟ - للأسف لم أتابع بالشكل الذي يجب نظرا لأننا مازلنا نصور أفراح القبة.. لكني أعجبت بعدة حلقات شاهدتها منها: «رأس الغول» لمحمود عبدالعزيز و»ونوس» ليحيي الفخراني وأتمني ان تتاح لي الفرصة وأتابعها بعد الشهر الفضيل. هل هناك مسلسل حاز علي اعجابك؟ - نعم سجن النساء العام الماضي. المتابع لك تليفزيونيا يكتشف انك بعيد تماما عن استضافتك في برامج المقالب أليس هذا صحيحا؟ - نعم صحيح مائة بالمائة.. وأود هنا أن أقول لك أنني ومنذ سنوات اتصلوا بي كي أكون ضيفا علي تلك النوعية من البرامج إلا أنني أعتذر عنها دائما ولا أفضل ان أكون بها مهما كان المقابل المادي. رغم أن الضيوف يحصلون علي أجر كبير لذلك؟ ولو.. أنا لا أحبذ هذه البرامج.. وكل فنان مسئول عن نفسه.