لا حدود لصفاقة الرئيس التركي أردوغان!! أردوغان الذي انبطح أخيرا أمام اسرائيل، وقبل بشروطها للمصالحة وتناسي كل وعوده للفلسطينيين.. مازال يصر علي الوقاحة وهو يتحدث عن مصر وشعبها. ينتهز الرئيس التركي فرصة انبطاحه امام اسرائيل وامام روسيا التي قدم لها كل التنازلات الممكنة لترفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها علي تركيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية العسكرية.. وينتهز اردوغان الفرصة ليجدد العداء لمصر وشعبها والحكم الذي اختاره. بصفاقته المعهودة يخرج علينا الرئيس التركي بتصريحات يقول فيها ان المصالحة مع مصر مستبعدة في الوقت الراهن.. وكان مصر قد سعت للمصالحة مع نظام لم يتوقف علي العداء لها والتآمر عليها. وتزداد وقاحة أردوغان حين يتحدث عن «رفضه» لأحكام القضاء المصري الصادرة في حق المعزول مرسي وباقي عصابة الإخوان.. وحين يقول ان تركيا ليست في نزاع مع الشعب المصري ولكن مشكلات تركيا هي كما يزعم مع النظام في مصر. وبغض النظر عن أن أردوغان هو آخر من يتحدث عن القضاء أو الحريات، وهو الذي يحيل تركيا الي سجن كبير من أجل أطماعه وهوسه الذي لا حدود له بالسلطة. بغض النظر عن هذا كله فإن أردوغان يعرف جيدا ان مشكلته ومشكلة الإخوان في الداخل والخارج، هي مع شعب مصر كله، هذا الشعب الذي حقق بثورته في 30 يونيو ما كان البعض يعتبره من المستحيلات.. أسقط حكم الإخوان الفاشي واستعاد لمصر قرارها المستقل، واستعاد للأمة العربية قيادتها وقوتها الاساسية، وأجهض مخطط الهيمنة علي المنطقة وإعادة تقسيمها بمشاركة العملاء.. بدءا من تنظيمات الإخوان وأنصارهم، الي النظم العميلة التي رهنت مصيرها بمصير الإخوان ومنحتهم الدعم السياسي والمالي والإعلامي. كان طبيعيا ان يفقد أردوغان صوابه واتزانه. الرجل الذي توهم ان الطريق مفتوح امام خلافة عثمانية جديدة يقودها، وجد نفسه مجرد عميل صغير في مؤامرة تم فضحها، ووجد من استخدموه ظهيرا للإخوان والدواعش وطرفا كان أساسيا في مؤامرة تدمير سوريا وتقسيم العراق يضعونه في حجمه الطبيعي.. عميلا في مؤامرة بدأ سقوطها مع سقوط الإخوان في مصر. يلجأ أردوغان للحليف القديم اسرائيل طلبا للعون.. ويطلب الصفح من روسيا لعلها تساعده في عبور أزمته. يختبر الطريق الي القاهرة فيجده مسدودا، لان عليه ان يقدم اعتذاره الواضح عن جرائمه في حق مصر، وأن يعلن براءة بلاده من العصابة الإخوانية الاجرامية التي ينتمي إليها او يراهن عليها، وأن يقر بأن ثورة 30 يونيو كانت إرادة شعب جاء بالحكم الذي يمثله بديلا عن الحكم الإخواني الفاشي والعميل. يعرف أردوغان جيدا ان الوقاحة لا تغني عن الحقيقة. ويدرك ان الحقيقة هي ان مشكلته هي مع شعب مصر، وان مصيره لن يختلف عن مصير الإخوان وان طريقه مسدود كما طريق الدواعش، وهذه هي مأساة العثمانلي الذي توهم انه قريب من إعادة الامبراطورية العثمانية فإذا به علي حافة السقوط.