د. محمد خليفة مع انجيلا ميركل رئيس الجالية ابن النقراشي باشا وأكبر خبير في الطاقة الشمسية السفير فوق العادة هو الشخص المكلف بمهام خاصة، أو القيام بخدمات محددة بإمكانيات غير عادية!! وينطبق هذا الوصف علي الجالية المصرية في هامبورج، »تفاحة ألمانيا« كما يطلقون عليها، والتي لا يزيد عدد أعضائها عن 052 فرداً لكنها مسموعة ونشيطة وتسرق الأضواء من أبناء باقي الجاليات الأجنبية في غرب ألمانيا. ب أحمد السرساوي عمدة المغتربين أستاذ للتاريخ گرمته المستشارة آنجيلا ميرگل علي ضفاف بحيرة »إنر آلشتر« في قلب هامبورج، تقابلت مع د. محمد خليفة أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وحضارته بجامعة هامبورج وزميله د. محمود أحمد أستاذ الحضارة الإسلامية بنفس الجامعة ومعهما أسرتهما. شباب في الأربعينات يشتعلون حركة ونشاطاً وعلماً، هم جسر حقيقي بين ثقافتين.. العربية والألمانية. جلسنا علي شاطئ البحيرة الهادئة الممتدة وهي تشق وسط هامبورج، والشمس ترخي أضواءها في وداعة علي أمواجها الخافتة فأغرت الطيور البيضاء بمداعبة الماء والشمس والهواء. ب هاني النقراشي // محمود احمد كان أول سؤال لي عن الجالية المصرية في هامبورج.. من هم وماذا يفعلون؟! جاءتني الإجابة بأن الرسميين المقيمين بطريقة شرعية هم من يمثلون الجالية وأعدادهم تتراوح ما بين 052 إلي 003 مصري معظمهم من أساتذة الجامعة أو المبعوثين أو الخبراء في عدة مجالات في الهندسة والطب، أما غير الرسميين أو المقيمين بطريقة غير شرعية فلا توجد لهم إحصائية محددة لأن أغلبهم لا يتصل بأعضاء الجالية. وفاجأني د. محمد خليفة الملقب هنا بعمدة المغتربين قائلاً: هناك جاليتان وليست جالية واحدة للمصريين في هامبورج!! سألته لماذا وما الفرق؟! فقال إن الأولي هي الجالية القديمة التي يرأسها حالياً م. هاني النقراشي وهو ابن النقراشي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، وهو أحد كبار خبراء الطاقة الشمسية في ألمانيا، وقام بزيارة مصر كثيراً لتشجيع المسئولين هناك علي استخدامها باعتبارها منجم وكنز المستقبل لتوليد الطاقة من مصادر طبيعية غير ملوثة، ولولا أنه كان سيخضع في اليوم التالي لوصولنا مباشرة لعملية جراحية في القلب.. لكان معنا الآن علي ضفاف البحيرة التي يعيش بالقرب منها، فهو شخصية مشرفة لمصر في ألمانيا خاصة في هامبورج. وماذا عن الجالية الثانية؟ تكونت في أعقاب ثورة يناير وأسميناها رابطة شباب الثورة، وهي تضم أعداداً تصل إلي مائة عضو معظمهم من الشباب المتحمس لمصر المستقبل وأنا أحد مؤسسي هذه الرابطة. لهذا يسمونك هنا عمدة المغتربين؟ رد ضاحكاً وقال: لا.. هذا اللقب اكتسبته من عضويتي بلجنة شئون الأجانب بولاية هامبورج باعتباري عضواً منتخباً. وماذا تفعل باللجنة؟ أعضاء اللجنة حوالي 06، لكل قارة فيهم ممثلون، إضافة إلي ممثلين أيضاً عن تركيا نظراً لكثافة وجود الأتراك في ألمانيا، والباقي من الألمان الممثلين لمختلف الطوائف والأعراق والأديان، والاتجاهات داخل المجتمع كالنقابات المهنية، والعمالية والاستثمار.. وهكذا. ومهمة تلك اللجنة هي تيسير أحوال الأجانب والمقيمين منهم في ألمانيا والذين يعانون حتي الآن من بعض مشاكل الاندماج، فنعمل علي حلها. وماذا تفعل الجالية للتقريب بين العرب والألمان؟ لنا نشاط كبير في التبادل الطلابي بين الجانبين ونستقدم سنوياً العشرات منهم للتدريب خلال مراحلهم الدراسية علي الأسلوب الألماني في البحث العلمي، كما يحدث العكس. حصلتم علي وسام الاستحقاق الألماني بداية العام الحالي.. كما استقبلتكم المستشارة الألمانية.. لماذا؟ جاء في حيثيات منح الوسام أن ذلك نظراً لجهودي في دعم التواصل والحوار بين الشرق والغرب، والعمل علي بناء علاقات ثقافية وحضارية بين ألمانيا والعالم العربي، بجانب قيامي بالتدريس في جامعة هامبورج لمادة التاريخ بقسم الشرق الأوسط، ومن خلال القسم نقوم بتنظيم بعض البعثات العلمية والثقافية لطلاب الجامعة، والباحثين والأساتذة من وإلي العالم العربي خاصة مصر. أري أطفالك الثلاث مريم »41 سنة« ومني »21 سنة« ومنار »01 سنوات« يتحدثن العربية بطلاقة رغم أنهن ولدن هنا كما علمت، وكذلك أنس »01 سنوات« ابن د. محمود أحمد؟ نعم.. نحن حريصون علي ذلك، فالدكتور محمود هو مدرس اللغة العربية والدين لأولاد وبنات الجالية، كما قمنا بإنشاء كورال غنائي للأطفال العرب في ألمانيا وهو كورال متعدد الجنسيات حيث يغنون بخمس لغات هي العربية والألمانية والانجليزية والفرنسية والاسبانية، وفي العام قبل الماضي زاروا مصر وطافوا بمدنها الجميلة، تصور 07 طفلاً وطفلة في سنوات عمرهم الأولي أغلبهم سافر بدون الأب أو الأم واستمتعوا تماماً بزيارتهم لمصر. وهنا.. يتدخل د. محمود أحمد الحاصل علي الدكتوراة من جامعة هامبورج حول منهج الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير القرآن الكريم قائلاً: لا نغفل هنا عن تدريس اللغة العربية في الجامعة للكبار وفي المدارس العربية للصغار، كما أن هناك إقبالاً كبيراً من الشعب الألماني علي تعلم العربية، ومعظمهم من الباحثين والدبلوماسيين والصحفيين، ودارسي التاريخ واللغة والفن أيضاً. كانت بجانبه فتاة محجبة فقدمها لي علي أنها زوجته نيكول التي تعرف عليها في الجامعة بعد إسلامها فالتحقت بالقسم العربي لدراسة اللغة العربية في الوقت الذي كان يبحث فيه عن زوجة.. وقد كان. تركت الأسرتين علي ضفاف البحيرة ينعمان بدفء شمس سبتمبر.. لأنني كنت علي موعد آخر فحملوني سلاماً إلي النيل العظيم وقد فعلت بمجرد أن قابلته في القاهرة.