بدأت محافظة جنوبسيناء سباق تنمية المحافظة في مختلف المجالات بخطوات أسرع مما كانت عليه قبل ذلك بعد الدعم الكبير والمساندة الذي بدأت الدولة توليه لشبه جزيرة سيناء ككل وكذلك دعم القوات المسلحة. هذه الحقيقة يؤكد عليها خالد فودة محافظ جنوبسيناء في لقائه مع وفد »أخبار اليوم« الذي قرر أن يذهب لمتابعة ذلك علي الطبيعة هناك وشارك فيه كل قيادات المحافظة، وقد لمسنا علي الطبيعة مظاهر استعدادات المحافظة مهرجان التسوق السياحي، والذي يقام يوم 27 من الشهر الجاري بمدينة شرم الشيخ، وقد رافقنا اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء وهو يتفقد الأماكن المقترح إقامة الاحتفال بها، كما تابع جميع الاستعدادات اللازمة وبرامج الحفل، حيث ستتم إقامة العديد من الكرنفالات وسط السائحين وعرض للفنون الشعبية، وآخر للتلقائيين والفرق البدوية وماراثون للجري لأهالي شرم الشيخ والسائحين والأطفال وعروض فنية موسيقية وغنائية إضافة لعرض أوبرالي يقام بالمسرح الروماني بالمدينة، كما سيتم استقبال حافل بالورود والهدايا التذكارية للسائحين بمطار شرم الشيخ الدولي. وقد شدد المحافظ علي ضرورة إظهار الاحتفالات بصورة متميزة هذا العام خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها مصر والمنطقة بأكملها لنثبت للعالم أن شرم الشيخ مازالت قبلة السياحة في منطقة الشرق الأوسط. وأبدي أصحاب المحلات والبازارات والكافتريات استعدادهم لهذا اليوم الذي يعتبرونه عيدا للسياحة وسوقا رائجا ينتظرونه كل عام. وفي مجال التربية والتعليم أكد اللواء خالد فودة أن عجلة التنمية في هذه المرحلة الجديدة بالمحافظة قد بدأت الدوران بالفعل وقد بدت ملامحها، وذلك من خلال لقائه مع د. إبراهيم غنيم وزير التعليم والذي أسفر عن تعهد الوزير ببناء 10 مدارس منخفضة التكاليف في الوديان لتقديم خدمة للوديان البعيدة عن المراكز الحضارية، إضافة للانتهاء من بناء المجمع التعليمي بطور سيناء، بالإضافة لقيام القوات المسلحة ببناء 5 مدارس وقيام المحافظة ببناء 5 مدارس أخري، وهذه المدارس ذات نظام الفصل الواحد، كما تمت الموافقة علي إنشاء مدرسة أخري للتمريض بمدينة الطور وشدد المحافظ علي صيانة جميع خزانات المياه بجميع المدارس قبل بداية العام الدراسي الحالي. كما أمر بعودة مراكز التدريب للعمل مرة أخري بداية من الشهر القادم، وأشار إلي أنه تم تخصيص 280 مليون جنيه حصة جنوبسيناء من برنامج التنمية، بالإضافة إلي 128 مليون جنيه من القوات المسلحة علي شكل مشروعات تنموية كحفر الآبار ومحطات تحلية، كما تم طرح 2000 وحدة سكنية بطور سيناء تقوم القوات المسلحة بإقامتها وتوصيل المرافق إليها إضافة لمحطة مياه بقدرة 00001 متر بطور سيناء. أكبر مجمع تعليمي ويؤكد المحافظ أن وزير التعليم قد وافق كذلك علي انشاء اكبر مجمع تعليمي في مدينة الطور بتكلفة 5 ملايين جنيه، وتم تخصيص الارض للمجمع الذي سيكون مجمع مدارس ابتدائي، اعداي، وثانوي وسيساهم في عملية التوطين، كما وافقت القوات المسلحة علي إنشاء أول مدرسة عسكرية في المحافظة بتحويل مدرسة الحرية الثانوية الي مدرسة عسكرية لغرس حب الوطن والانتماء في نفوس الطلاب، وسيتم لأول مرة اقامة كليات علي أرض المحافظة حيث وافق رئيس الوزراء علي اقامة 5 كليات تابعة لجامعة قناة السويس علي ارض المحافظة تشمل كليات التجارة والتربية والسياحة والزراعة ومن المقرر ان تبدأكلية التربية استقبال الطلاب العام الجامعي القادم. مشكلة عجز المدرسين وهنا يتدخل نبيل أسعد مدير مديرية التعليم بجنوبسيناء ويضيف أن مشكلة المحافظة ليست في انشاء مدارس فحسب بل هناك عجز كبير في المدرسين ونقص حاد في كل التخصصات، حيث تحتاج كل مدرسة إلي 7 مدرسين علي الأقل، ومعظم المدارس لا يوجد بها مدرسون للرياضيات أوالعلوم، وهناك أكثر من 280 مدرسا أمضوا بالعمل في المحافظة 10 سنوات وأصبح من حقهم العودة الي محافظاتهم لأن المحافظين السابقين كانوا يضعون شرط البقاء في المحافظة لمدة 10 سنوات قبل الانتقال الي محافظاتهم فكيف تواجه المحافظة هذه المشكلة الخطيرة مع وجود عجز كبير في المدارس؟ لذلك نطالب بضرورة فتح باب التعاقدات فورا لتعيين مدرسين جدد في كل مدارس المحافظة مع تقديم حوافز حقيقية وكبيرة لتشجيع المدرسين علي الاقامة بل والتوطين في جنوبسيناء. كارثة طبية وماذا عن الرعاية الصحية؟ وهل توجد مشاكل في مستشفيات المحافظة؟ يقول اللواء خالد فودة أن الرعاية الصحية ليست مشكلة بل هي قضية حيوية وكارثية في نفس الوقت لأن لدينا نقص حاد في كل التخصصات بكل المستشفيات والوحدات الصحية، فنحن عندنا منشآت رائعة لكن تسكنها الاشباح والخفافيش، ولا توجد بها أية اجهزة، والغريب انه باستثناء مستشفي شرم الشيخ الدولي فإن كل الوحدات الطبية والمستشفيات خارج نطاق الخدمة حتي إن هناك مدنا كاملة لايوجد بها طبيب نساء وولادة فهل هذامعقول؟ لقد بدأت التفاوض مع أطباء لديهم عيادات خاصة للتعاقد مع المستشفيات الحكومية بعض الوقت لإنقاذ الموقف لكن الحل السليم هو ضرورة وجود أطباء مقيمين ومعينين في المستشفيات، وأن نبحث عن تقديم حوافز للأطباء للاقامة في مدن المحافظة والعمل بها، وأن يكون من بين هذه الحوافز منح الطبيب قطعة أرض أوشقة من المحافظة للتوطين بها، لأن البدوي وكل أهالي المحافظة من حقهم الحصول علي خدمة طبية جيدة، وفي سبيل ذلك اتفقنا مع القوات المسلحة علي فتح المستشفي العسكري للمدنيين وسعته 200 سرير، وبدأنا في علاج تلك المشاكل المتراكمة منذ سنوات حيث وافقت القوات المسلحة علي علاج الحالات الصحية الحرجة من أبناء المحافظة بمستشفيات القوات المسلحة، بالإضافة إلي ماتم الاتفاق مع وزير الصحة علي زيادة عدد الأطباء المكلفين للعمل بالمحافظة مع زيادة الحافز المادي وتوفير المعيشة المناسبة لهم، والاستعانة بالأطباء المتخصصين من أساتذة الجامعات.. فضلا علي القوافل الطبية التي تجوب مختلف المدن، ويضيف المحافظ أنه خلال جولاته بالمستشفيات لم أجد سوي محرقة واحدة في المحافظة كلها لحرق النفايات الطبية، وقد وافقت ووزارة الصحة مؤخرا علي امداد جنوبسيناء بمحرقتين. السياحة تعود للانتعاش قلنا للمحافظ: لقد كان هناك ركود شديد في السياحة الواردة الي المحافظة فماذا فعلتم لتجاوز الركود السياحي وتنشيط السياحة من جديد؟ اتخذنا عدة خطوات أبرزها تخفيض سعر الغرفة إلي مابين 40.60 دولار باليوم، لأن نسبة الإشغال كانت قد وصلت إلي 20٪ والآن وصلنا بها إلي 60٪ وأحيانا كثيرة إلي 80٪ وهذا نتيجة ما تم بذله من جهد وماتم إتخاذه من خطوات في الداخل والخارج خاصة في مجال التسويق، وإقامة الفعاليات، وهذا كله جري بالتعاون مع وزارة السياحة والقطاع الخاص، كما وضعنا خططا لاستغلال المحميات الطبيعية التي تمثل نسبة 34٪ من مساحة جنوبسيناء، ونحن لدينا خمس محميات، نعمل علي تنميتها والاستفادة منها، فلدينا في سانت كاترين مدينة سكنية داخل محمية، لذا طلبنا من وزير البيئة إستغلال هذه المساحات في عمل مشاريع سياحية وتنموية، وقد رحب بذلك بشرط ألا تضر هذه المشروعات بالبيئة ويؤكد محافظ جنوبسيناء أن مشكلات القطاع السياحي في جنوبسيناء تتلخص في أربع مشكلات الأولي في شرم الشيخ وهي خاصة بارتفاع نسبة التعديات وظهور بعض المناطق المخالفة في نعمة والمركاتو وانتشار الجمال بصورة غير حضارية وهذه مشكلات متعلقة بالأمن يتم التعامل مع هذه المخالفات بشدة وفي طابا ونويبع تشغيل مطار طابا ويعتبر التسويق الخارجي والداخلي اهم المعوقات لدرجة أن هناك فنادق تم إغلاقها لعدم وجود سياح والبعض الآخر مهدد بالاغلاق لتراكم ديون البنوك أما الطور فتحتاج إلي تنمية حقيقية حيث يوجد 100 كيلو شواطئ من الطور حتي شرم الشيخ وغير مستغلة أيضا مطار وميناء الطور يجب إعادة تشغيلهما. وبالنسبة لمدينة رأس سدر فالمشكلة هناك عدم وجود مطار لتنشيط الرحلات. مياه النيل في سانت كاترين إلي أين وصلتم في مشروع توصيل مياه النيل إلي سانت كاترين؟ المياه وصلت.. وهذا الموضوع مهم جدا وهي اشراقة علي ما تحقق في جنوبسيناء.. هذا المشروع مرصود له 200 مليون دفعت أوروبا منحة 120 مليوناً ومصر 80 مليوناً وله استكمالات أخري حتي يصل الماء إلي الجنوب. يأتي الماء من رأس سدر إلي أبورديس ثم تنقل في أنبوب إلي سانت كاترين. رأيت بعيني ماء النيل وتحمل في أنابيب مياه من سانت كاترين الي المدن الأخري. المرحلة القادمة خلال شهرين أو ثلاثة أي في أول العام سينتهون من الشبك. بمعني آخر أن في يناير القادم تفتح الصنبور في سانت كاترين لينزل ماء النيل النقي منها.