د. عمرو خالد ان الاساءة للرسول [ هي اساءة لكل مسلم اي اساءة الي خُمس سكان الكرة الارضية ويجب ان يفهم العالم ان خمس الانسانية اسيء اليه وان هذه الاساءة تخص أعز انسان وهو النبي محمد ] . وهذه ليست اساءة للمسلمين فقط ولكنها اساءة للانسانية كلها لان محمدا هو رسول الانسانية علمها الخير والعطاء والحب والرحمة وعلمها التوازن بين متطلبات المادة ومتطلبات الروح، بل علي يديه انتشر العلم منذ اقرأ الي حضارة العلوم والتي كان منها حضارة الاندلس التي تعلمت منها اوروبا ونهضت بسببها لذا فإن فضل محمد علي العالم هو اعظم اضافة عبر حضارة العالم في تاريخ البشرية ولكن الغرب لديه مشكلة كبيرة في فهم المعادلة والتوازن بين حرية التعبير واحترام المقدسات، فالغرب يعتبر حرية التعبير من اعظم القيم الحضارية ونحن كذلك نؤمن بأن حرية التعبير لها نفس القدر والقيمة لكن الغرب لا يعرف القيمة الاهم من حرية التعبير وهي قيمة احترام المقدسات، وإن احد الاسباب الرئيسية لمشكلة اليوم ان الحكومات والساسة في الغرب لم يتحركوا بجدية ولم يظهروا ارادة سياسية لتحقيق احترام المقدسات وقد بذلت في السنوات الماضية جهود كثيرة لتحقيق التعايش العالمي وقطعنا اشواطا لا بأس بها ولكننا نفاجأ كل مرة بقلة منحرفة تريد تدمير التعايش العالمي مستغلة عدم وجود توازن بين حرية التعبير واحترام المقدسات.. وتستخدم هذه الثغرة في الاساءة للمسلمين لذا اصبح لزاما علي الغرب واقصد بالغرب هنا الحكومات وليس الشعوب، والشعوب لم تسئ الينا ولذلك علي الحكومات الغربية ان تأخذ بقوة علي يد القلة المنحرفة التي تسعي لاثارة الفتنة وذلك باصدار قوانين مشددة ليتوازن الغرب بين مفهوم حرية التعبير واحترام المقدسات.. ولكن الاهم من الحديث عن حكومات الغرب هو ان نتحدث عن انفسنا وكيف نواجه هذه القضايا المتكررة حتي نكون مبادرين ولسنا في موقع رد الفعل فانا لا اوافق تماما علي احداث التخريب وقتل الانفس واقتحام السفارات وحرق اعلام الدول وما تم من ذلك في بلادنا لن يخدم قضيتنا وسيسيء الي المسلمين في العالم وسيحقق أهداف أعدائنا وهذا ليس من الاسلام في شيء وليس هذه طريقة رسول الله في التعامل مع اعدائه او من حاولوا تشويه صورته اثناء حياته حيث كان يستخدم الحكمة وقول الحق ومواجهة الحجة بالحجة لمواجهة اعدائه ثم ان الحق قوي وظاهر واضح ولا يحتاج الي تشنج او تخريب لاثباته، الحق يحتاج فقط ان تعلنه بقوة وحكمة وذكاء، وانني ومن خلال تجربة ازمة الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم التي حدثت في الدانمارك عام 6002 وذلك حيث انني قمت باختيار وفد مكون من 04 شابا وفتاة وقمنا بعقد مؤتمر في الدانمارك مع اتحاد شباب الجامعات الدانماركية لتعريفهم برسول الله وقد تأثر الشباب الدانماركي بهذا المؤتمر والحوار الشبابي وبعد ذلك قامت صحيفة دانماركية شهيرة بتخصيص صفحة كاملة بعنوان محمد رجل عظيم.. الحق قوي عندما يعلن بشكل صحيح والحق لا يحتاج الي تخريب لاثباته او الاعلان عنه وانني ادعو الي 4 خطوات عملية فاعلة تتلخص في اولا: انتاج فيلم عالمي يستهدف التعريف بالرسول وبالاسلام، وفي نفس المستوي الفني للافلام الحائزة علي جائزة الاوسكار ويتم انتاج الفيلم وتمويله بواسطة كبار اغنياء العرب . ثانيا :- ان يقوم القانونيون بارسال خطابات عالمية للدول الغربية وامريكا لاصدار قوانين غربية تجرم ازدراء المقدسات والاديان. ثالثا :- قيام جامعة الدول العربية بمخاطبة الاممالمتحدة لاصدار قانون دولي لتجريم ازدراء الاديان. رابعا :- قيام الشباب والفتيات والنشطاء باستخدام الانترنت للتواصل مع شباب العالم الغربي لتعريفه بالرسول . واخيرا اشكر اقباط مصر علي موقفهم المشرف ورفضهم القاطع لهذا الفيلم المسيء واعلانهم بقوة ووضوح عن رفضهم ان يقال هذا عن نبي الاسلام والمسلمين لكي يحترمنا العالم ويفهم قضيتنا ينبغي ان نكون عمليين وحضاريين في ردود افعالنا.