لم يكن خروج كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي للازمة السورية هينا. بل ربما كان في اطار الاعداد لتدخل دولي لحسم الاوضاع علي الارض السورية.ولكن الرجل من المؤكد انه لم يحتمل ان يكون في ملفه مهمة تدمير دولة وشعب. ولكن بمجئ الاخضر الابراهيمي الدبلوماسي الجزائريالعربي العريق وبمعاونة الدبلوماسي الفلسطيني ناصر القدوه ابن اخت ياسر عرفات قد تتغير الامور بعض الشئ ولكن من المؤكد انها لن تجد الحلول السحرية لدي الاخضر. ومن اول وهلة لتوليه مهمته قذفته كل الاتجاهات بعبارات اليأس وربما الشفقة عليه مما ينتظره. ولكن تاريخه الدبلوماسي ونجاحاته في كثير من القضايا ربما جعله يصر علي الخوض في المعضله. ورأي العالم كله ان مهمته مستحيلة في ظل التدمير المنهجي المنظم للدولة في سوريا.ولكنه يعتقد ان مهمته ليست مستحيلة بل صعبة ومعقدة. والسوريون هم فقط الذين يرون ان هذه المهمة ليست مستحيلة. وقد يكون هذا املا قد تم فتحه امام الاخضر. واما المؤكد انه لم يذهب الي سوريا منذ يومين الا وقد حصن نفسه بالكثير من المعلومات المعلنة وغير المعلنة.ولقاءاته مع المعارضة السورية في القاهرة وكذلك العديد من اهل العقد والحل في مصر وخارجها. وتزامنت زيارته للقاهرة والجامعة العربية بزيارتين مهمتين لمصر في نفس الوقت فالاولي لوليام هيج وزير خارجية بريطانيا والثانية لعبد الباسط سيدا زعيم المعارضة السورية الان. وبلا شك ان لبريطانيا كثير من المفاتيح والايادي في المنطقة وللمعارضة السورية دور علي الارض السورية في الداخل والخارج.واذا كان الابراهيمي سوف يلتقي الاسد الابن خلال ساعات او يكون قد التقاه بالامس. فبلا ادني شك ان هذه الزيارة الاولي سوف تكون استكشافية. وربما تفتح امامه طاقات جديدة للخروج من هذا النفق. وقد تملي عليه ضرورة اللجوء الي اطراف اخري تضع انفها في مهمته رغم انفه ورغم انف امريكا والغرب والجامعة العربية.وهي روسيا وايران والصين.فلن يكون غريبا عليه ان يركب طائرته ويتجه الي هذه العواصم الثلاث .لان هناك مفاتيح مهمة لديهم. واذا كانت هذه الدول وعواصم عربية اخري تطرح اهمية الحل السياسي.فإن الذهنيه العربية والخليجية تفرض نفسها في المقدمة.ورؤية الرئيس التونسي المنصف المرزوقي واخرين يقدمون النموذج اليمني دليلا نموذجيا للخروج من هذا النفق المظلم.وقد يكون بل من المؤكد الان أن المبعوث الاممي لن يتواني في جس النبض خلال تجواله بين المكاتب الرئاسية في سوريا لمعرفة هل يمكن ان يجد هذا النموذج صدي. وهل يمكن له ان يجد ملاذا وخروجا لمفاصل الدولة العلوية الي اي من العواصم الثلاث الداعمة للاسد الابن. وهل في الخروج الان حماية للدولة السورية العريقة بدلا من خضوعها للتدمير المنهجي المتواصل.والصعوبة الكبري التي سوف تواجه الاخضر والشعب السوري قبول التوافق المعيشي من جديد مع جيش حمي النظام ولم يحم الشعب او يقف وراءه؟! وهذه معضلة اخري قد تظهر تحت او فوق طاولات المفاوضات ولكنها في النهاية ستكون مهمة صعبة امام الحاكم المقبل لسورياايا كان.وعموما الابراهيمي لا يملك الان كل المفاتيح لفك طلاسم العقد في سوريا. ولكنه يملك الامل والصبر والحنكة. ولن تكون سوريا نهاية لتاريخه الدبلوماسي بل ربما تكون تتويجا لمرحلة مهمة من تاريخه. و المؤكد ان مهمته المعقدة تحتاج رؤية لحماية شعب وانقاذ دولة. ولا تحتاج نمورا واسودا تنتظر المغانم من سقوط اسد سوريا ونظامه.