بقلم : وفاء الغزالى لم يعد المصريون يحبون ثورتهم.. كل من التقي به من عامة الناس، مجتمع الطبقة الوسطي ومجتمع الطبقة العليا.. الجميع لم يعد متفائلاً ومؤمناً بها.. صحيح هي خلعت مبارك عن عرش مصر وزجت به إلي طره.. كما انها كسرت حاجز الخوف من النظام ومن سلطة أمن الدولة.. ولكنها زرعت مائة سبب للخوف من البلطجية ومن اشياء أخري كثيرة.. ومن بين هذه الاشياء الكثيرة الخوف من الفقر والجوع.. الأسعار في تزايد مستمر حتي ان الكثيرين من ابناء الطبقة الوسطي سقط فجأة إلي طبقة أدني دفعتهم إليها اسعار ملتهبة »ووقف الحال«.كنا نقول ان سبب وقف الحال هي المليونيات والاعتصامات.. مع انه منذ فترة لم تحدث هذه المليونية واصبحت المظاهرات فئوية ولكن مسلسل تدهور الاحوال مازال مستمرا.ولكن هل هذا هو السبب الوحيد لكراهية المصريين لثورتهم؟.. يري البعض ان عدم تحقيق الثورة لمطالبها من عيشة.. حرية.. عدالة اجتماعية هو السبب ولم تظهر حتي اليوم أي بشائر لتحقيق هذه الاحداث. وما يثير المخاوف في المرحلة الراهنة ايضا ان تنشغل القوي السياسية بالخلافات الدائرة بينها عن الهدف الرئيسي، وهو الحفاظ علي مكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير وتحقيق بقية أهدافها. وصولا إلي بناء نظام ديمقراطي حقيقي ينعم بالاستقرار والرخاء. .. ويري آخرون ان الثورة كما اظهرت أنبل اخلاق المصريين هي ايضا ابرزت أسوأ مافيهم بعد ان تقدمت بها الايام.. وهذا هو السبب الرئيسي لعدم تفاؤل المصريين بها. من المسئول عن انقاذ الثورة وعن اعادة فخر المصريين بها.. لن نجد من ينقذ هذه الثورة ويحقق اهدافها سوي المسئولين الذين تولوا الحكم وعلي رأسهم السلطة التنفيذية »رئيس الجمهورية«.. فهل يقدرون علي ذلك؟.. هل سنري الخير.. هل ستعود مصر.. وخاصة بعد اشتعال الاسعار في كل شيء. وأريد أن اذكرهم بما لا يحبون ان يتذكروه وهو ان ثورة 32 يوليو التي بدأت وكان اسمها »الحركة المباركة للضباط الاحرار« ما لبثت ان تجمع حولها الشعب من أقصي البلاد إلي أقصاها فأصبحت ثورة.. ولم يكن ذلك إلا لأنها في شهورها الاولي انحازات لطبقات الشعب الفقيرة.