يظن البعض أن نقص الامصال والتطعيمات التي تشهده مكاتب الصحة في محافظات مصر سببه ما حدث في بداية العام الجاري من ادخال شحنة تطعيمات أطفال فاسدة تقدر ب 600 ألف أمبول تطعيم، بقيمة تبلغ نحو 35 مليون جنيه، وتم تداولها في الوحدات الطبية، وكان بهذه الشحنة من التطعيمات فاسدة " عفن داخلي " يظهر آثاره علي الطفل بعد فترة من تناول التطعيم قد تصل إلي 6 أشهر، الأمر الذي دفع وزارة الصحة إلي استبعاد هذه الشحنة الفاسدة مما أحدث نقصا حادا في الامصال والتطعيمات. قد توقعت كما توقع غيري أنه جاري التحقيق في هذه الكارثة ، ولكني فوجئت بأن الوزارة قدمت بلاغا للنائب العام ضد أطباء بحركة "رقابيون ضد الفساد" في هيئة الرقابة الدوائية، تتهمهم فيها بإثارة البلبلة وتكدير الرأي العام، وذلك علي خلفية تصريحات اتهموا فيها قطاع الطب الوقائي في الوزارة، بإدخال شحنة تطعيمات أطفال فاسدة، تقدر ب 600 ألف أمبول تطعيم، بقيمة تبلغ نحو 35 مليون جنيه، وتم تداولها في الوحدات الطبية. ووصفت وزارة الصحة، علي لسان الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي، تلك الاتهامات بالإدعاءات الكاذبة التي تهدف لخلق حالة من البلبلة في المجتمع. وأكد احد اطباء "رقابيون ضد الفساد" انه في يناير الماضي، تم ادخال عينات 13 تشغيلة - التشغيلة بمثابة كمية من الأمصال صنعت في ظروف واحدة في خط إنتاج واحد- من أمصال mmr إلي معامل الهيئة القومية للبحوث والرقابة علي المستحضرات الحيوية، لتحليلها وبيان مطابقتها من عدمه، ثم توريدها لوزارة الصحة لتدخل ضمن برنامجها الموسع للتطعيمات ، و أقرت الهيئة بصلاحيته للاستخدام والتداول عبر الوزارة وتمت مطابقته، والسماح بتداوله في 29 يناير الماضي، وتم السماح بتداول 8 تشغيلات من أصل 13 وزعتها الوزارة علي المحافظات في بداية فبراير الماضي لتبدأ برنامجها الموسع للتطعيمات . لكن المستندات اكدت أن أمصال التطعيمات التي أصابت الأطفال خرج منها بالفعل 8 تشغيلات وبقيت 5 تشغيلات أخري موجودة بمخازن التموين الطبي بالعجوزة وتقدر بحوالي 600 ألف جرعة مصابة بعفن يشبه عفن الخبز . وقام الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية بالوزارة بمخاطبة الجهات الرقابية علي الدواء لسحب عينات من التشغيلات الخمس المتبقية لإعادة تحليلها وجاء ذلك في الخطاب المؤرخ في 28 مارس الماضي وموقع من قنديل والدكتور محمد جنيدي مدير عام الادارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية إلي الدكتور محسن عبدالعليم رئيس الادارة المركزية لشئون الصيدلة لمطالبته بإعادة تحليل العينات للفصل فيها، لأنه من المقرر استخدام تلك العينات ضمن برنامج الوزارة الموسع للتطعيمات. والسؤال المطروح هنا: إذا كانت هذه التطعيمات سليمه فما السبب وراء الازمه الحالية في محافظات مصر التي تعاني من النقص الحاد في التطعيمات؟.. وما هو تعليق الوزارة علي المستندات التي أكدت فساد تلك التطعيمات؟ في أسيوط اختفت أمصال تطعيمات الأطفال بمختلف أنواعها من الوحدات الصحية والطبية، ويعاني أولياء الأمور حالياً معاناة شديدة في الحصول علي مصل التطعيم. وأكد الدكتور ممدوح وشاحي، وكيل وزارة الصحة، أن هناك أزمة تعم مصر، بعد انتهاء تطعيمات شهر أغسطس، وانتظار الكمية المطلوبة لشهر سبتمبر، وأن جرعة كبيرة من التطعيمات ستوزع علي المراكز الصحية لسد العجز بكافة أنحاء المحافظة. وفي قرية "هو" بقنا قام الاهالي بمحاصرة الإدارة الصحية وأعطوا المسئولين مهلة ثلاثة أيام لتوفير الأمصال والتطعيمات في الوحدات الصحية. وأكد الدكتور ممدوح أبوالقاسم وكيل وزارة الصحة بقنا، أن الفترة الأخيرة شهدت عجزاً شديداً في الطعوم، وجري تسجيل جميع الأطفال الذين لم يحصلوا علي التطعيم، مشيراً إلي أن هناك مراحل لعملية التطعيم بعد شهرين، وكذلك ثلاثة شهور وأربعة، إضافة إلي شلل الأطفال، ويعاني الأطفال من تأخير تطعيماتهم عن مواعيدها المحددة، ما يؤثر بالسلب علي صحتهم، وشهدت مكاتب الصحة نقصاً حاداً في التطعيم الرباعي ضد أمراض الدفترياD والتتانوس أو الكزاز T والسعال الديكيP وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي B.