الطريق إلي مثلث الرعب بالقليوبية كان معروفا للكافة لكنه كان محفوفا بالمخاطر.. لا احد يقترب من الطريق الا وتكون حياته مهددة.. الناضورجية يعتلون المنازل والاسطح ويحيطون بالقصور.. الابواب السرية تنفتح وتنغلق بالريموت كنترول في ايادي اباطرة المخدرات.. الاشجار الكثيفة تحيط بجانبي الطريق.. اسلحة ثقيلة داخل الاوكار.. وكاميرات مراقبة ترصد ما يسجله الناضورجية.. قصص وحكايات اشبه بالاساطير ملأت افكار الناس وصنعت صورة مرعبة في اذهانهم عن هذا المثلث.. لكننا قررنا ان نقتحم المكان مع عدد من قيادات الشرطة الذين يواصلون تطهير البؤر الاجرامية الكبيرة ويعيدون الثقة للناس داخل وخارج اوكار المتهمين بأن الامن عاد للمكان.. جربنا بأنفسنا في هذه الجولة الميدانية.؛ بعد ساعات من القاء القبض علي ال «الدكش» زعيم اخطر العصابات الاجرامية في مثلث الرعب بالجعافرة المتهم الرئيسي في قتل رجال شرطة مركز الخانكة والهارب من احكام في قضايا الاتجار بالمخدرات والسلاح ومقاومة سلطات.. رافقت «الأخبار» الحملة الأمنية المكبرة التي تشنها وزارة الداخلية علي مثلث الرعب الذي يضم مناطق الجعافرة وكوم السمن والقشيش وبلقس لضبط العناصر الارهابية وتجار المخدرات والسلاح.. أكدت المصادر الأمنية المشاركة في الحملة أن الحملة مستمرة منذ ثلاثة أسابيع حتي الآن لتطهير المنطقة بالكامل وفرض السيطرة الأمنية والإبقاء علي القوات في نقطة شرطة جديدة يتم انشاؤها الآن لإعادة الأمن للمنطقة الأشهر بتجارة الأسلحة والمخدرات علي مستوي الجمهورية.. الحملة يشارك فيها قطاعات الأمن العام والأمن المركزي والإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومباحث وزارة الداخلية بالتنسيق مع مديرية أمن القليوبية.. أكد مصدر أمني أن الحملة حققت نجاحات بنسبة 80٪ بعد أن تمكنت من ضبط أكثر من 56 متهماً بالاتجار في المخدرات والأسلحة أشهرهم عصابة « الدكش» الذي تم القبض عليه أول أمس وتصفية كوريا قاتل رئيس مباحث شبرا الخيمة وأكدت القيادات الأمنية أنها تتابع 12 تاجر مخدرات أبرزهم أمين موسي الهارب بأحكام بالاعدام والمؤبد وأن الحملة مستمرة لحين القبض علي جميع تجار المخدرات بمثلث الرعب.. كما استمرت الجرافات في هدم القصور والڤيلات الخاصة بزعماء العصابات الإجرامية وتسويتها بالأرض والتحفظ علي بعض المنازل والعقارات التي كانت تستخدم كأوكار للاتجار بالمخدرات والسلاح بعد أن كانت أشبه بالقلاع الحصينة المزودة بأبراج المراقبة لاستخدام السلاح للتصدي للأمن عند مهاجمتها والتي اكتشف أن معظمها يضم بابا خلفيا مؤديا لمنطقة الحدائق الكثيفة لتسهيل عملية الهروب عند المداهمات الأمنية.. كما استمرت جهود مديرية أمن القليوبية بالتنسيق مع محافظة أمن القليوبية ومديرتي الزراعة والري بشق طرق طولية وعرضية وسط مئات الأفدنة من مزارع المانجو والبرتقال والجوافة بالاضافة إلي هدم عشرات العشش المقامة تحت الأشجار الكثيفة التي كان تستخدمها العناصر الاجرامية لممارسة أنشتطهم بالاتجار بالمخدرات والسلاح.. لاقت جميع هذه الإجراءات الأمنية والمحلية استحسان أهالي المنطقة الذين كانوا لا يستطيعون الخروج من منازلهم بعد اذان المغرب ومنهم من وقف مع قوات الأمن لقطع الأشجار وشق الطرق.