مهما كانت الأسباب، ومهما اختلفت الدوافع، فما يحدث من إعلان 3 صحف لبنانية (السفير،النهار،اللواء)عن تعثرها، وربما عن توقفها، يشكل انهيارا وظاهرة صحفية خطرة، تتجاوز لبنان إلي بلدان أخري...(جريدة اللواء) عن تعثرها فتحت أبواب الاستقالة للعاملين بها، وقامت(جريدة النهار) بتسريح العدد الأكبر من العاملين، وتوقفت عن دفع الرواتب الشهرية، بينما هددت (جريدة السفير) بالتوقف الكامل والاكتفاء بالموقع الألكتروني!!.. ما يحدث يتجاوز الأزمة المالية، وتراجع نسبة الإعلانات، وتوقف مصادر التمويل والدعم...ويتجاوز أيضا نداءات الاستغاثة، ورغبة الصحف في طلب العون، والبحث عن سبل جديدة للتمويل، وهو ما استجاب له بالفعل وزير الإعلام اللبناني (رمزي جريج) من خلال خطة لإنقاذ الصحف من أزمتها، باقتراح الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والصحف اللبنانية.. لكن الأزمة المالية ليست السبب الوحيد، فقد كانت دائما موجودة علي امتداد السنوات، وكان سعي الصحف الدائم في البحث عن مصادر تمويل متنوعة، بما تمتلكه من قوة مهنية، تصون استقرارها واستمرارها.. المؤكد أن تراجع الصحف، جزء من تراجع دورها، حيث تحولت الصحف إلي منابر وأبواق لأحزاب وميليشيات وطوائف، وفقدت الكثير من المصداقية، وفقدت أيضا الكثير من القدرة المهنية علي ملاحقة العصر وتطوير أدواتها... ما يحدث في لبنان، يحدث في الكويت (أزمة تهدد مجلة العربي).. ويحدث في الإمارات (توقف مجلة دبي الثقافية و4 إصدارات أخري لمؤسسة الصدي).. ويحدث في مصر أيضا...المشكلات ممتدة، والمسافة ضخمة بين ماتقدمه الصحف بأنظمتها ونسقها القديم، وماتقدمه المواقع الألكترونية وشبكات الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي،التي أصبحت مصدرا رئيسيا للخبر والمعلومات..