في السنوات الأخيرة أصبحت جلطات المخ مرضا شائعا، وصار الغالبية يدركون ان من يصاب بها سيواجه واحدا من مصيرين، إما الموت المفاجيء أو إعاقة تجعله أسير «كرسي متحرك»، بقية عمره، لكن فريقا طبيا بمستشفي الدمرداش تمكن من ايجاد نهاية سعيدة تتيح للمريض أن يعود لطبيعته دون أن يعاني من الشلل، حيث اعلنت وحدة الاشعة التدخلية نجاح اول عملية جراحية من نوعها في مستشفي جامعي بمصر، تم فيها استخدام «قسطرة المخ» لسحب الجلطة من الوعاء الدموي، وفتح الشريان المصاب واعادة تدفق الدم فيه بنسبة 100٪.. وأوضح د. عمر حسين رئيس قسم الاشعة التشخيصية والتدخلية ان هذه العملية خطيرة وتتجاوز تكلفتها 40 الف جنيه لكن تم تغطية النفقات من ميزانية مستشفيات جامعة عين شمس عن طريق البرنامج الذي ارساه الدكتور محمود المتيني عميد كلية الطب لعلاج الجلطة المخية، واضاف انه تم انشاء الوحدة عام 1975، ثم قامت خلال السنوات الماضية، بعلاج اكثر من 1000 حالة تمدد شرياني وتشوه وريدي في المخ، وتركيب الدعامات اللازمة لها.. ترأس د. مصطفي محمود مدير وحدة الاشعة التدخلية للجهاز العصبي وقدرة المخ بجامعة عين شمس الفريق الطبي الذي نجح في اجراء العملية، واشار إلي انها اعتمدت علي جهاز القسطرة المخية لتشخيص وعلاج النزيف والجلطات الدماغية، وهو ما يؤدي إلي عودة المريض إلي حالته الطبيعية، وتبلغ تكلفته 8 ملايين جنيه، واضاف انه تم تطوير الوحدة ودعمها بأطباء في مختلف التخصصات النادرة، واوضح ان العملية تمت بتركيب جهاز لاستخراج الجلطة، كقطعة واحدة دون تفتيت، وهو ما يؤدي إلي عودة المريض إلي حالته الطبيعية في أقل من ساعة.. وناشد وزارة الصحة ان تتبني وتدعم مشروع علاج جلطات المخ الحادة، وذلك بتوفير قرارات العلاج بأقصي سرعة، لان هذه النوعية من العمليات تحتاج إلي سرعة عاجلة، ولا تحتمل أي تأخير، بدلا من أن تتحمل الدولة تكاليف علاج المريض طوال حياته، وطلب تعميم تجربة جامعة عين شمس علي باقي مستشفيات الجمهورية. مخلص عبدالحي