العلاقة بين البدوي والإبل وثيقة، تنشأ منذ الصغر وتمتد كلماتقدم في العمر، لتنشأ صداقة تساعدالطرفين علي مواجهة جدب الصحراء الممتدة. لكن العلاقة محكومة بقواعد لايمكن اختراقها. فالأطفال ممنوعون من خوض سباقات الهجن، رغم أنهم يتدربون علي ركوبها منذ سن مبكرة. ويوضح سليمان العياط بنادي الهجن الرياضي أن القبائل العربية ترفض أن يشارك أطفالها في السباقات لأسباب منطقية، حيث ينبغي أن يتراوح وزن الراكب بين 40 و60 كيلو جراما ليتمكن من التحكم في الحيوان، ويوضح أنه يتم تثبيت مقعد فوق الجمل يسمي الشداد يتيح لمن يركبه أن يشعر بالراحة دون أن يسبب ضررا للهجن، خاصة أن مسافة السباق قد تمتد إلي أكثر من 40 كيلو مترا. ويضيف أن الهجانة المصرية حققوا نتائج مذهلة في سباقات دولية ومنها ماراثون مدينة دوز التونسية التي حصلوا علي المركز الأول به لأربعة أعوام متتالية. ويطرح الشيخ محمد ابوعنقة رئيس نادي الفروسية والهجن بوسط سيناء اسباباً أخري لمنع الأطفال، فيؤكد أن كل القبائل تعتز بركوب ابنائها للإبل، لكن عندما يتعلق الأمر بالسباقات يختلف الأمر تماما، فالقبيلة تعتبر أن منع الاطفال نوع من اعتزازها بنفسها وسط بقية القبائل، وتعبير عن شهامتها. ويضيف أن البدوي يدرك أن الابل قد تغدر في بعض الاحيان، وهو ما يتطلب من المشارك في السباق أن يكون علي دراية شديدة وخبرة فائقة في التعامل معها خاصة أن الجمل يشعر براكبه ويعرف ما اذا كان رجلا أو طفلا صغيرا. لايقتصر الأمر علي العرف بل امتد إلي اللوائح، حيث يوضح سليمان الزملوط رئيس الاتحاد المصري ونائب الاتحاد العربي لرياضة الهجن أنه يتم حاليا صياغة قوانين تحظر اشتراك الاطفال في السباقات، وتشترط ألا يقل سن المتسابق عن 16 عاما، مع رفع الوعي لدي القبائل بعدم الزج بأطفالها في المسابقات. العريش- صالح العلاقمي