كثيرا ما أطرح علي نفسي هذا السؤال كلما توغلت وتعمقت في تاريخ المصريين القدماء، وانا لا أحب ولا أحبذ تسميتهم بالفراعنة لأسباب موضوعية وتاريخية يطول شرحها ولا يكفيها هذا المقال. أعيد السؤال مرة أخري عندما استعرض تاريخ المصريين القدماء العظماء وما تركوه وراءهم من علم وهندسة وطب وآثار وعمران أذهل العالم، وما وصلت إليه أحوالنا المتدهورة في العلم والطب والهندسة وما نعجز عنه في البنيان الذي يضاهي بنيان هؤلاء العظماء، ويكفي أن أدلل بأن التماثيل التي تم نحتها لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد المنعم رياض ونجيب محفوظ التي وضعت في بعض الميادين بالقاهرة تعتبر أضحوكة تكشف أننا تخلفنا كثيرا في فن النحت الذي تميز به هؤلاء العظماء، تقزمنا كثيرا ولم يعد لدينا نحاتون ومثالون في حجم ظفر النحات العظيم محمود مختار الذي تفوق في إبداعه علي المثال الفرنسي كوردييه الذي كلفه الخديو إسماعيل باشا بنحت تمثال أبيه إبراهيم باشا الموضوع في ميدان الأوبرا بالعتبة، ومن تبرعات المصريين صنع " نهضة مصر " مضاهيا في إبداعه المثال الفرنسي أوجين جليوم الذي تم تكليفه بتصميم وصب 4 تماثيل لأسود كوبري قصر النيل من البرونز التي تم صبها في باريس ونقلت بحرا إلي الأسكندرية ومنها إلي مكانها الحالي. أعتقد، بل أجزم أن المثال العظيم محمود مختار جيناته مصرية صرفة من جينات المصريين القدماء العظماء، وجذوره مصرية ضاربة في عمق التاريخ، أما من أضحكونا بالتماثيل التي نحتوها في بعض الميادين لا أعتقد أن لهم صلة اتصال بالمصريين القدماء. بعد أن نشرت صحيفة "إكسبريس" الإنجليزية تقريرا يؤكد توصل القدماء المصريين لاستخدام المصابيح الكهربائية في بناء الأهرامات، أعود لطرح السؤال المذهل من جديد : هل نحن أحفاد هؤلاء المصريين القدماء العظماء الذين تتحدث عنهم الصحيفة البريطانية بكل فخر واندهاش ؟ الصحيفة تؤكد في تقريرها أن المصريين القدماء قاموا بالسفر عبر الزمن للحصول علي عدد من الأشياء يأتي في مقدمتها المصباح الضوئي، وأشارت في تقريرها، إلي أن أجهزة المحمول والحواسب المحمولة، فضلا عن الطائرات الهليكوبتر، كانت ضمن الاكتشافات التي حصل عليها المصريون القدماء من خلال السفر عبر الأزمنة المختلفة، وتؤكد الصحيفة أن الأدلة الدامغة علي تلك الأمور، تتواجد داخل معبد دندرة، مشيرة إلي تواجد عدد من الرسوم الخارقة والنقوش الهيروغليفية علي جدران المعبد، والتي لم يكن يمكن بناؤها بدون استعمال ضوء كهربائي، وتواصل الصحيفة سردها للأدلة، مشددة علي أن استعمال المشاعل في الأنفاق المتواجدة تحت الأهرامات، يعد أمرا خياليا، خاصة وأن الغرف الصغيرة ستخنق من يدخلها بشكل كامل في حال استخدام المشاعل لعدم وجود أي منافذ للتهوية. وتكمل الصحيفة تأكيدها لوجود عدد من المسافرين عبر الزمن، الذين جاءوا ليساعدوا المصريين القدماء في توفير تقنيات المستقبل مما سمح لهم ببناء إعجازات معقدة كالأهرامات وأبو الهول. ووجد الباحثون دليلاً علي استخدام مصابيح زيت الزيتون في بعض النقوش الهيروغليفية الأخري. فهل نحن أحفاد القدماء المصريين العظماء فعلا؟، هل نحن أحفاد الذين أجروا عمليات جراحية دقيقة في المخ، والجماجم التي تم العثور عليها في مدافن عمال البناء في الهرم تثبت ذلك، بينما أطباء اليوم حالهم في العمليات الجراحية كما تعلمون؟، من أهم خطاياهم نسيان الفوط والمعدات الجراحية داخل بطن المريض !