عرف المصريون تربية النعام منذ آلاف السنين.. استخدموا ريشها في الكتابة.. وقصروا أكل لحومها علي الكهنة.. وكانت مصر المصدر الأول لريش النعام إلي أوروبا وأمريكا حتي أخذت جنوب أفريقيا مكانها في بداية القرن الماضي .. في السنوات الأخيرة انتشرت مزارع تربية النعام في العديد من المحافظات علي ايدي رجال الاعمال.. ثم انخرط في تلك الصناعة العديد من خريجي كليات الزراعة بعد أن أدركوا الربح الكبير.. فكل النعام فوائد.. فالريش يستخدم في التنجيد الفاخر وأعمال الديكور والاكسسوار.. وجلدها من أغلي أنواع الجلود ويمتاز بالمتانة وشكله الجذاب.. ولحومها من أجود أنواع اللحوم وذات قيمة غذائية عالية. ولأن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن.. فانتشار انفلونزا الطيور أوقفت عمليات التصدير.. وانخفاض معدلات السياحة أحجمت الفنادق عن شراء لحومها.. ولم يتبق في السوق المصري سوي عدد قليل من أصحاب المزارع الذين ينتظرون عودة الأمور إلي طبيعتها.. «الأخبار» عاشت تجربة تربية النعام في إحدي المزارع الخاصة. يقول المهندس السيد محمد عبدة صاحب احدي المزارع علي طريق مصر الاسماعيلية اقوم بشراء بيضة النعام بحوالي 120 جنيها من مزارع امهات ثم اضعها في معمل التفريخ علي درجة حرارة 36٫3 مئوية ونسبة رطوبة 25٪ وعلي زاوية تقليب 45 درجة لمدة ساعتين وتستمر عملية التفريخ 42 يوما علي مرحلتين.. الأولي تكون في المفرخ لمدة 39 يوما الثانية 3 أيام في الهاتشر وهي غرفة خاصة يتم فيها الفقس ويتم وضع البيضة علي جنبها بشكل مستطيل حتي تتم عملية الفقس ويظل الكتكوت في الهاتشر لمدة 3 أيام أخري وذلك لاتمام عملية امتصاصه كيس المح الموجود داخل البيضة بعد ذلك يتم وضع الكتكوت في غرفة درجة حرارتها أقل بدرجة واحدة من حرارة الهاتشر و يتم تغذيته علي علف خاص بمرحلته العمرية . أما عن التغذية فيقول المهندس ابراهيم محمد انها تتم علي ثلاث مراحل.. الأولي من عمر يوم حتي 3 شهور وتعتمد علي عليقة مكونة من 23٪ بروتين و7٪ الياف وتسمي مرحلة البادي.. والثانية من 3 شهور حتي عمر التسويق ومحتواها 19٪ بروتين والطاقة و11٪ الياف وتسمي بالنامي. والثالثة الامهات تحتوي علي 21٪ بروتين و14٪ الياف.. ومعدل استهلاك الاعلاف من عمر يوم حتي عمر التسويق أو وزن 100 كيلو يصل إلي 400 كيلو علف اما الطائر البالغ فمعدل استهلاكه اليومي من 2 إلي 3 كيلو يوميا. وتتكون العليقة من ذرة صفراء وفول صويا ودريس وبرسيم حجازي بالاضافة إلي الاعلاف وذلك بنسب معينة. وأساله: هل الاصناف الموجودة مصرية؟ فيقول.. جميع السلالات الموجودة في مصر افريقية وهي ثلاثة أنواع أحمر وأسمر وأزرق الرقبة فالاحمر شرس الطبع وقليل الانتاج وطعم لحمه غير مستساغ: والأسمر هادئ ومعدل انتاجه مرتفع وهو السائد في مصر والازرق وسط بين النوعين ويضيف المهندس إبراهيم: النعامة تبدأ في انتاج البيض وعمرها 18 شهرا حتي من 15 إلي 20 عاما وهذا يرجع إلي الكفاءة الوراثية والانتاجية للنعامة وطرق التغذية ويصل عمرها إلي 70 سنة حيث تضع الانثي من 50 إلي 60 بيضة في الموسم ونسبة الخصوبة في بيض النعام تصل إلي 75٪ كما تصل نسبة الفقس في البيض المخصب إلي 75٪ ونسبة النافق بعد الفقس30٪ بسبب عدم اكتمال جهاز التنظيم الحراري للطائر الذي لا يكتمل الا بعد مرور شهرين ويصل وزنها إلي 100 كيلو جرام علي عمر 10 شهور وهذا هو الوزن الامثل للتسويق . ونسأله عن مواصفات المزرعة فيقول: ولا الارض يجب ان تكون رملية وبعيدة عن الضوضاء والاصوات العالية لأن النعام طائر هادئ ويتأثر نفسيا بأي شيء بمعني انه لو حدث بجانبه ازعاج ممكن يكتئب نفسيا ويضرب عن الطعام حتي الموت اما الطائر الكبير الذي ينتج البيض عندما يحدث رزع او خبط وازعاج يتأثر نفسيا ويقف عن انتاج البيض وبالتالي يقل الانتاج حتي في عمليات التزاوج إذا لم يكن الجو هادئا يحجم الذكر عن العملية وبالتالي يكون البيض غير مخصب. أما الشرط الثاني فيجب ان يكون مشروع تربية النعام بعيدا عن مزارع الدواجن لتجنب نقل مرض نيوكاسل وإذا كانت هناك مزرعة دجاج قريبة نقوم بتحصين القطيع ضد المرض. يضيف المهندس السيد محمد عبده ان انشاء المزرعة لا يحتاج إلي تجهيزات كبيرة لانها عبارة عن أسوار وملاعب مفتوحة والنعام الصغير الذي يقل عمره عن شهرين يحتاج إلي مبان صغيرة حتي يتأقلم مع الجو وبعد ذلك يترك في الخلاء ليلا ونهارا. يقول: منتجات النعام كثيرة ومتعددة: أولها الجلد فالقطعة الواحدة المسطح 14 قدما تستخدم في صناعة الشنط والاحذية والاكسسوارات الحريمي وأصبح سعرها اليوم 100 جنيه بعد ان كان يتم تصديرها قبل 2005 بسعر 350 دولارا لايطاليا لتوافر المقومات التكنولوجية لصناعة دبغ جلود النعام بها.. كما ان الريش يستخدم في الزينة والديكورات وينتج منه الريشات والمنافض التي تعمل علي ازالة الاتربة لخاصيتها الكهرومغناطيسية التي تعمل علي إزالة الاتربة وينتج الطائر من واحد إلي واحد ونصف كيلو ريش ويباع بسعر 400 جنيه . اما عن اللحوم فالنعامة التي وصلت لمرحلة الذبح يكون وزنها 100 كيلو جرام يباع الكيلو 42 جنيها للقائم و120 جنيها بعد الذبح والسلخ والفخذة الواحدة وزنها 25 كيلو ووزن الكبدة من 1٫5 إلي 1٫75 كيلو والقلب 750 جراما ويتم بيعها بنفس سعر اللحم.. ويؤكد المهندس سيد ان لحم النعام من افضل انواع اللحوم التي يمكن تناولها لمتابعي النظام الغذائي والرجيم لسهولة هضمها وانخفاض دهونها وسعراتها الحرارية وتنافس الاسماك لأحتوائها علي نسبة عالية من الفسفور وينافس لحم الغزال في الجودة والمذاق وينصح به لمرضي القلب والضغط والسكر ولايستغرق طهيه اكثر من 15 دقيقة وأفضل طرق لطهيه الشوي أو البانيه اوشيش طاووك أو كباب حلة أو لحمة باردة. ويضيف المهندس سيد:10٪ من وزن النعامة دهن يستخدم في تصنيع الكريمات وعلاج الروماتيزم وآلام المفاصل.. وهناك محاولات بحثية لاستخدام قرنية العين والعظام والدم بالنعام لاستغلالها في عمليات خاصة بالانسان وعلاج السرطان عن طريق دم النعام . ويقول المهندس السيد ان البيض هو العنصر الاساسي في مزرعة النعام فالكتكوت يباع ب450 جنيها وعمره يومان وب 650 جنيها لمن عمره 60 يوما اما البيضة غير المخصبة فيتم أكلها وتباع ب 25 جنيها ويستخدم قشر بيض النعام في الرسم والنحت عليه وتباع البيضة بعد الرسم والنحت عليها ب 350 جنيها حسب نوع الرسم وانثي النعام تبدأ في وضع البيض عند عمر 18 شهرا وتضع من 10 إلي 15 بيضة في الموسم الأول 50 إلي 60 بيضة بداية من الموسم الثاني. يشير المهندس سيد إلي أن مربي النعام يواجهون مشكلات كثيرة أهمها توقف عملية التصدير ويقول: اللحوم كانت من نصيب دول الخليج والجلد لإيطاليا حتي 2005 وتوقفت بسبب انتشار انفلونزا الطيور واعتمدنا بعد ذلك علي الفنادق السياحية في تسويق اللحوم إلي أن بدأت معدلات السياحة في الانخفاض ولم يعد أمامنا الا بعض محلات الجزارة والمعارف والاصدقاء. من الضروري تفعيل دور الجهات البحثية لاستنباط سلالات عالية في الانتاج وسريعة في النمو افضل من الموجودة حاليا لأن زواج الاقارب في النعام يؤدي إلي ضعف القدرة الانتاجية .