تحت عنوان " ووولعة " نشرت مجلة " الأثنين والدنيا " علي غلافها صورة لفتاتين من الاوربيات يعتقد انهما من جنود الجيش البريطاني تجولتا في شوارع القاهرة حتي وصلتا لحارة ضيقة بحي شبرا بها مقهي بلدي، جلستا وطلبتا " شيشة " عجمي، ورفضت الفتاة التي تدخنها ان يقوم بالتخديم عليها نادل المقهي - كما يقول محرر المجلة - طلبت منه ان يحضر الشيشة والتمباك و" الولعة " وسوف تقوم هي وزميلتها بمهمة وضع النار علي الأقراص الحجرية، وتستطرد المجلة في موضوعها حول اقبال الاوربيات في مصر علي تدخين الشيشة مثل الرجال، وتقول ان الشيشة ظهرت في الشرق، وانتشرت مع اكتشاف التبغ وانتشار المقاهي، وصاحبت فنجان القهوة بانتظام، كما دخنتها ربات الخدور في المنازل، حتي لم يخل منها جهاز عروسة وخصوصا في بلاد الشام، وهي ليست جهازا بسيطا، فقد يبلغ طولها مترين في الارتفاع، وبها جهاز معقد لتبريد الدخان وتنقيته بواسطة الماء، وتنتهي بخرطوم ملتو يشبه الحية يسحب منه المدخن الأنفاس، وهو أيضا قد يبلغ عدة أمتار في الطول. ويتفنن صناعها في زركشتها وتزيينها برسومات مختلفة. ويزيد من تعقيد الحكاية نوع الدخان وطريقة حرقه وأخيرا الوقت الذي يقضيه المدخنون في سحب أنفاس دخانها في صمت وتأمل. وأية محاولة لتفهم خصائص الشيشة تقابل بحائط من الصمت، والجهل، والآراء التي تثير الغرابة في اختلافها. الاثنين والدنيا - 25 سبتمبر 1944