د. اسامة عبد الستار مازال سوق الدواء المصري يشهد نقصا في مجموعات مهمة من الأدوية ، علي رأسها أنواع مختلفة من الأنسولين أحد أهم أدوية السكر، مثل "مكستارد 40 وحدة، ايموسيلد، الكون"، ومجموعة من أدوية الجلطات مثل "كلكسلان حقن 20 و40 و60 كللهبارين 5000" أزمات الدواء المتتالية دفعت الجهات الثلاث المعنية، وهي وزارة الصحة ونقابة الصيادلة وغرفة الصناعات الدوائية، إلي تشكيل لجنة مشتركة لتلقي الشكاوي الخاصة بنقص أي صنف دوائي بالسوق المصري، للتحرك بسرعة حتي يتم حل المشكلة الخاصة بذلك العقار، في حين اتخذت الصحة مجموعة من الإجراءات الاستثنائية في محاولة لإنهاء تلك الأزمات، مثل سرعة إنهاء تراخيص بعض الأدوية، إلا أنها لم تؤدِ إلي إنهائها بشكل جذري. أكد محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، ان هناك مجموعة مهمة من أدوية الطوارئ، تم رصد انعدامها في الصيدليات خاصة المستخدمة لعلاج الأزمات التنفسية، والتي يجب توافرها في جميع أقسام الطوارئ بالمستشفيات، مثل الاتروفين والادرنالين والايفدرين، موضحا أن نقص تلك الأدوية يهدد حياة المرضي . وعن الأدوية غير المتوافرة قال فؤاد : المركز المصري للحق في الدواء حدد مجموعة من قطرات العين التي تستخدم عقب جراحات العيون، وعددها 6 أنواع منها "فيكوسيل و سيلوتيل"، كذلك مجموعة من أدوية السكر والقلب، في الوقت الذي تستمر فيه أزمة نقص "بنج الأسنان" المصري، التي تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة، بسبب النقص الحاد في بنج الأسنان الذي تنتجه شركة الإسكندرية للصناعات الدوائية، مما أدي إلي زيادة الطلب علي البنج المستورد، وبالتالي نقصه من السوق. واكد الدكتور سامي فراج، مقرر لجنة الصيدليات بالنقابة العامة للصيادلة، أن أزمة نقص الأدوية ارتفعت حدتها في الفترة الأخيرة وأصبحت سيئة للغاية، مؤكداً أن سوق الدواء يعاني من نقص 420 صنفًا، أغلبها من الأدوية التي لا يوجد لها بدائل والأدوية المستوردة . وأشار فراج إلي أن الإدارة المركزية لشئون الصيدلة قامت بإنشاء إدارة خاصة لنواقص الأدوية وطلبت مشاركة النقابة للتحكم في سوق الدواء وضبطه، لافتاً إلي أن لدينا نقصا شديدا في مجموعات كاملة مثل مراهم العين و القطرات فضلاً عن الأدوية المستوردة. وقال : وفي محاولة لاحتواء الأزمة وقعت النقابة مذكرة تفاهم مشترك مع إدارة النواقص بالإدارة المركزية لشئون الصيدلة التابعة لوزارة الصحة، كما أن النقابة مهمتها تحديد الأدوية الناقصة في مختلف المحافظات بصورة واقعية وحقيقية وتقديم مذكرة كل شهر لإدارة النواقص للوقوف علي الأسباب الحقيقية اللازمة وتحديد إذا كانت هناك أزمة حقيقية أم مفتعله ومعرفة معالمها لوضع حلول لها وذلك بصورة واقعية. وأشار إلي أن إدارة النواقص ستقوم بدورها في مخاطبة الشركات لمعرفة أسباب نقص الأدوية لديهم وما إذا كانت الأسباب مادية أم أن هناك مشاكل في التصنيع مؤكدا ان هناك شركات في قطاع الأعمال متعثرة مالياً لا تقدر علي إنتاج الأدوية المكلفة بإنتاجها، ووجود بعض المشاكل مثل إضرابات العمال حيث لا تستطيع تغطية السوق، كما أن هناك احتكارًا لنواقص الأدوية من قبل المخازن والتي ستقوم النقابة بنظرة لها وتحديد حصتها من الأدوية، بالإضافة إلي وجود شركات تقوم بتصدير أدوية إلي الخارج يوجد بها نقص وفي هذه الحالة ستقوم الإدارة بمنعها. وألمح فراج إلي أن هناك شركة تنتج أدوية بكمية تعاقدية، سيتم النظر إليها لمعرفة إذا ما كانت تنتج الأدوية بصورة منتظمة أم لا للقيام بمخاطبة شركات أخري لإسناد إنتاج هذه الأدوية. وشدد د. اسامه عبد الستار رئيس الهيئة العامة للرقابة علي الدواء علي ضرورة إنشاء مجلس أعلي للدواء في مصر، علي أن يتم تشكيله من الكفاءات التي تتمتع بالخبرة في مجال الدواء، وتكون مهمته تطوير سياسات إنتاج الدواء، ودراسة أزمات الدواء، وتوفير المواد الخام اللازمة للصناعة، وإنشاء وحدات صيدلية خاصة للفقراء تتبع وزارة الصحة، بحيث يحصلون منها علي العلاجات الأساسية والتي تعالج الأمراض السائدة كأمراض ضغط الدم، و السكر، والكوليسترول، إلي جانب أدوية القلب، والسرطان وغيرها، علي أن يتم صرفها لهم بأسعار مناسبة، و تتحمل الدولة فارق السعر، فضلا عن التوسع في صناعة المواد الخام اللازمة لإنتاج الدواء حتي لا تقع الشركات والمصانع المصرية، تحت رحمة الاستيراد من الخارج. من جانبه أكد الدكتور محسن عبدالعليم، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة والسكان أن الإدارة طرحت 80 ألف عبوة من أحد أدوية الذبحة الصدرية للتغلب علي نقصه في الأسواق، موضحاً أن هناك 380 ألف عبوة أخري تنتظر الطرح بالسوق المحلي. وأوضح عبدالعليم أنه أعطي تعليمات لشركات الدواء المنتجة بالبدء في تصنيع كميات أخري لتغطية جميع احتياجات السوق المصري لضمان عدم نقص أي أدوية خلال الفترة المقبلة، مشدداً علي عدم تصدير الأدوية إلا بعد التأكد من توافرها بالسوق المحلي وبكميات تغطي فترة زمنية كبيرة. وكشف عن أنه سيتم ضخ 600 ألف عبوة من مراهم العيون في السوق خلال أيام، لتغطية احتياجات السوق المحلي وضمان عدم تكرار الأزمة مستقبلا، مؤكدا ان تلك الجهود تأتي في إطار حرص إدارة الصيدلة بوزارة الصحة علي توفير الدواء الآمن والفعال للمواطنين، لافتاً إلي أنه تم تشكيل إدارة متخصصة تتبع الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بالوزارة، تختص بمراقبة السوق واكتشاف الأدوية الناقصة وتجنب الأزمات قبل وقوعها بفترة كافية.