بعد مرور أسبوع كامل علي حلول شهر رمضان الكريم بدأت تتضح بعض معالم الخريطة الدرامية علي الشاشة الصغيرة بقنواتها الأرضية والفضائية فبعض هذه الأعمال شديد التميز والبعض الآخر جيد بينما الجزء الأكبر الآخر بكل اسف دون المستوي ويمثل إهدارا للمال العام رغم ازدحامه بأسماء مجموعة من كبار النجوم والمؤلفين والمخرجين ولكن وعلي الرغم من ذلك لا استطيع كناقد أن أصدر احكاما نهائية عن كل ما وقعت عيناي عليه حتي تكتمل الصورة وحتي اكون اكثر وضوحا اقول وبعين الناقد وخبرته ان الطله الأولي علي الشاشة الدرامية الرمضانية اسفرت عن اختيار مجموعة من الاعمال المتميزة لمتابعتها جيدا نظرا لاهمية القضايا التي تناقشها وتفتح ملفاتها بجرأة شديدة مثل حلقات »فرقة ناجي عطاالله« لعادل امام و»باب الخلق« لمحمود عبدالعزيز و»عرفة البحر« لنور الشريف و»الخواجة عبدالقادر« ليحي الفخراني و »خطوط حمراء« لأحمد السقا و»الهروب« لكريم عبدالعزيز »ونابليون والمحروسة« لليلي علوي ومجموعة كبيرة من النجوم مع المخرج شوقي الماجري و»فرح العمده« لغادة عادل و»ابن النظام« لهاني رمزي و»الامام الغزالي« لمحمد رياض و»قضية معالي الوزيرة« لالهام شاهين و»خرم ابره« لعمرو سعد و»كاريوكا« لوفاء عامر و»زي الورد« ليوسف الشريف« و»شربات لوز« ليسرا و»سيدنا السيد« لجمال سليمان و»ابن موت« لخالد النبوي.. وهناك ايضا مسلسل »الصفعة« الذي اتابعه بشغف كبير فقد كنت احد الذين اتيح لهم فرصة قراءة وتقييم العمل قبل خروجه الي النور من خلال لجنة القراءة العليا بقطاع الانتاج. حيث اختارتني لهذه المهمة المهندسة المحترمة راوية بياض رئيس قطاع الانتاج انذاك وجمعت بيني وبين اللواء عادل شاهين عدة جلسات ممتعة خلال قراءة العمل الذي كتبه بمهاره شديدة تسجل احد أهم معارك المخابرات العامة في صراعها ضد قوي الشر والغدر المتربص دائما بالامن القومي المصري منذ قيام ثورة يوليو المجيدة عام 1952 وكنت والحمد لله أول من اشار في تقريري عن العمل بأهميته وطالبت بسرعة تصويره وتوفير كل ما يحتاجه من امكانات مادية وامكانيات فنية ليخرج علي مستوي فني يليق برجال المخابرات العامة الذين هم بحق اصحاب القامات العالية في الاداء الامني بين كبريات الاجهزة الاستخباراتيه في العالم ولهم سجل مشرف مزدحم بالعمليات الناجحة التي يتم تدريسها في المعاهد الامنية المتخصصة في هذا المجال وهي فخر لكل ابناء هذه الامة. ومن حسن الطالع ان يتم عرض حلقات »الصفعة« ونحن نحتفل هذه الايام بالذكري 57 علي انشاء جهاز المخابرات العامة العريق وان يأتي العمل علي مستوي فني عال في كتابة السيناريو والحوار للمبدع احمد عبدالفتاح والمخرج الكبير مجدي ابوعميرة والاداء الرائع للنجم القدير شريف منير - باروخ - بطل الحدوته التي اتوقع ان تنال نفس النجاح الجماهيري المذهل الذي تحقق لحلقات »رأفت الهجان« و»دموع في عيون وقحه« وغيرها من الاعمال الاخري المبهرة خاصة ان العمل سوف يشهد في حلقاته المقبلة احداثا كثيرة مثيرة توضح كفاءة رجال هذا الجهاز العظيم علي مستوي العالم كله وليس داخل مصر أو منطقتنا العربية فقط. تلك سطور سريعة عن أهم الاعمال الدرامية التي قررت متابعتها علي شاشة التليفزيون خلال الايام المقبلة والتي بسببها لم اتمكن حتي الآن من متابعة هذا الكم الكبير من البرامج التي تندرج تحكت اسم المنوعات ونفس الشيء بالنسبة لحلقات »الست كوم« فمتابعة كل هذه الاعمال تحتاج الي قدرات خارقة علي مدي ساعات الليل والنهار واتصور انني لا أملك ولا غيري ايضا من النقاد يملكون تلك القدرات علي مشاهدة كل هذه الاعمال دفعة واحدة خلال شهر واحد فقط ولا أدري لماذا لا يتم وضع تخطيط جيد علي مستوي كل الجهات المنتجة لتوزيع الانتاج البرامجي والدرامي علي مدار العام بأكمله حتي نرتقي بشاشات العرض وجودة الانتاج وفوق هذا وذاك نحترم أدمية المشاهدين ونقدم لهم الترفيه والتسلية في اطار ثقافي تتوافر له كل عناصر المتعة والفن والفكر. ولا استطيع ان انهي سطوري دون الاشادة بالمستوي المتميز في الاعداد البرامجي لكل ما يعرضه التليفزيون المصري والخاص من برامج دينية تمثل وسطيه الاسلام وسماحته ونشره لمباديء السلام والمحبة بين مختلف الشعوب واصحاب الديانات الأخري وحرصه علي نشر صحيح الدين ونبذه لكل مظاهر العنف والارهاب والتطرف مع تقديم شرح واف للسور والآيات القرآنية والاحاديث النبوية وغيرها من الموضوعات الأخري التي تمثل نموذجا جيدا ومعتدلا للخطاب الديني الذي يقوم علي الدعوة الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.