أحمد عاطف بهيج، طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة إهناسيا التجريبية الثانوية لغات ببني سويف، فاز بالمركز الثاني في المؤتمر الثاني للهندسة والعلوم «إنتل» الذي أقيم بمحافظة المنيا، عن مشروع مولد دينامو كهرباء ذاتي يعمل بالطاقة المغناطيسية، حيث أكد أن المولد الجديد يعمل بدون استخدام وقود خارجي ولفترات مستمرة، ويساهم في حل مشكلة الكهرباء في مصر بعد التقدم التكنولوجي الهائل، وخاصة في أماكن لا يصلها الكهرباء، كما أن سعره في متناول الجميع وبأحجام مختلفة، حيث يمكنه توليد كهرباء لمنزل أو مدينة حسب حجمه، والتكلفة تختلف بحسب الحجم والمكان الذي سيستخدم فيه. وأشار بهيج إلي أن الاختراع الجديد يمكن من خلاله بناء مصانع في مناطق بعيدة عن المدن لتوفير الكهرباء لها بأقل تكاليف، حيث كان في الماضي يتم بناء المصانع في المدن بالقرب من الكهرباء، خوفا من زيادة تكاليف توصيلها.؛ وحصل «بهيج» علي المركز الثاني في المسابقة العلمية الدولية التي انعقدت نهاية العام الماضي بجامعة العلوم الإسلامية بماليزيا.؛ ما هي طبيعة الفكرة؟ الفكرة جاءت لي بسبب الانقطاعات المستمرة في الكهرباء خلال الفترات الماضية، وما يصاحب ذلك من مشكلات لا حصر لها في المصانع والشركات والمحال التجارية، وهنا فكرت في كيفية عمل مولد دينامو كهربائي ذاتي يعمل بالطاقة المغناطيسية، كما أنني لجأت إلي الطاقة المغناطيسية لأنها دائمة وغير مستغلة بالشكل الكافي حتي وقتنا هذا لذلك قمت بعمل دراسات متعددة للفكرة وأجريت عدة تجارب وتوصلت إلي أن المشروع سيولد 2000 وات، وتصل الوحدة للمواطن إلي 1500 جنيه.
وكيف اكتشفت أنك تحب الاختراعات؟ ومتي كانت البداية؟ منذ أن كنت في الصف الرابع الابتدائي، كنت أهتم بفك الألعاب وإعادة تركيبها، حتي نمت تلك الموهبة لدي وشجعني والداي علي الالتحاق بمركز التطوير التكنولوجي التابع لمحافظة بني سويف، واكتشفت لاحقا حبي للهندسة خاصة الكهربية والنظرية، وكان أول مشروع بدأت فيه منذ المرحلة الابتدائية، حيث فكرت في اختراع جهاز يجمع مميزات الدراجة والموتسيكل، أي جهاز وسط بين الاثنين، يكون هدفه الحد من الحوادث، ووقتها لم أكن أعرف أن الفكرة ليست جديدة، لم يكن المشروع يحمل من الجودة، ثم بالبحث والدراسة والاستكشاف، عرفت معاني الاختراعات وبدأت فيها.
وما هي المسابقات التي تقدمت إليها والجوائز التي حصلت عليها؟ حصلت علي درع محافظة بني سويف من المحافظ مجدي البتيتي، ثم درع جامعة بني سويف من رئيس الجامعة، ثم درع نقابة المهن التعليمية من النقيب محمد أبو العنين، حتي وصلت نهائي مسابقة «إنتل»، وأصبحت المدير التنفيذي لرابطة المخترعين لرابطة الأفرو أسيويين، وكنت مرشحا لأفضل مخترع عربي تحت سن العشرين سنة من المجموعة العربية.. كما حصلت علي الميدالية البرونزية في معرض الإبداع الإسلامي الخامس بماليزيا بجامعة ماليزيا للعلوم الإسلامية USIM، وجائزة الصقر الذهبي وهي رمز دولة الإمارات العربية المتحدة من شركة النبراس الإماراتية ودولة الإمارات، كما أنني مرشح للقب أفضل مخترع عربي بالعالم 2014 فئة (16-20) سنة من اربس جروب بلندن، كما حصلت علي شهادة تقدير من رابطة مخترعين مصر لجهودي المتميزة بالمؤتمر التمهيدي الأول الذي عقد في ديسمبر من عام 2013.
وهل قمت بتسجيل الاختراع؟ نعم، فلقد قمت بتسجيل براءة عدة اختراعات منها مولد كهرباء ذاتي الحركة رقم الطلب: 821\2014، مولد كهرباء ذاتي رقم الطلب: 95\2014، بطارية التخزين رقم الطلب:1688\2013، جهاز قارئ لغة الاحبال الصوتية رقم الطلب: 1042\2013، المزلقان الإلكتروني رقم الطلب: 1043\2013.
وماذا عن مسابقة ماليزيا؟ تواصلت مع جهات بحثية علمية عن طريق الانترنت، إلي أن جاءت فرصة الاشتراك في معرض ماليزيا، ووقتها لم أكن أملك تكاليف السفر وتواصلت وقتها مع اتحاد طلاب مصر من خلال أمين الاتحاد عبد الله الصاوي والذي تمكن من توصيل طلبي إلي وزير التربية والتعليم آنذاك محمود أبو النصر، وكنت المصري الوحيد الممثل في المسابقة بالعاصمة الماليزية كوالامبور، وتحملت وزارة التربية والتعليم تذاكر الطيران، أما رسوم الفندق والاشتراك في المعرض لعرض مشروعات الاختراعات، فعلي نفقتي الشخصية، وهناك تقدمت بماكيت للمشروع وحصلت علي المركز الثاني وكنت أصغر عربي موجود، وأبدت لجنة التحكيم بالمسابقة إعجابها الشديد بفكرة المشروع رغم صغر سني.
وهل تم تكريمك في مصر بعد الفوز؟ لم يتم تكريمي إلا في دولة الإمارات فقط، بعد أن طلب أحد رجال الأعمال تكريمي وتسليمي جائزة الصقر الذهبي وشاح الإمارات.
كيف تنظم وقتك بين اختراعاتك والمذاكرة؟ أحاول بمساعدة والداي تنسيق الوقت بين المذاكرة والعمل في الاختراع، حيث إنني أرغب في الالتحاق بكلية الهندسة من أجل إتمام حلمي بالعمل في هذا المجال، كما أنني أحاول التواصل مع الجهات المختلفة التي يمكن أن ترعي مثل هذه الأفكار من أجل تطبيقها علي أرض الواقع، كما أنني أتمني أن أحصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه وأن أسافر وأعمل أستاذاً في جامعة كامبريدج أو جامعة أوكسفورد، أما حلمي الأكبر فهو العمل بجد وإخلاص من أجل الحصول علي جائزة نوبل.
وكيف تري أوضاع الباحثين في مصر؟ للأسف الشديد، الاهتمام بالعلم والمعرفة في آخر الأولويات في مصر، فبدلا من تهيئة الأجواء للباحث كي يتمكن من إنجاز عمله بالصورة المطلوبة والتي تحقق النتائج المطلوبة، ولعل هذا هو ما يدفع كثيرا من الباحثون الي محاولة البحث عن فرص أفضل في الخارج في الدول التي تقدر العلم والبحث العلمي ، ثم تبدأ الدولة بعد سنوات وبعد أن يثبت هؤلاء الباحثين أهمية ابحاثهم في البحث عن كيفية الاستفادة منهم، ولعل ما حدث مع د.احمد زويل خير مثال علي ذلك.