حولت المآساة التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون من تركيا إلي اليونان الشاب المصري «مصطفي» إلي بطل حقيقي في جزيرة «ليسبوس» اليونانية التي تشهد يوميا تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. بطولة «مصطفي» لم تكن في انقاذ هؤلاء اللاجئين الذين يواجهون الموت في كل مراحل رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، وانما في تغسيل وتكفين ودفن الموتي من هؤلاء اللاجئين، ليلاقوا في موتهم من التكريم ما لم يلاقوه في حياتهم! ويقول مصطفي الذي أصبح معروفا علي نطاق واسع في الجزيرة اليونانية لوكالة «رويترز» أنه أمضي عدة دقائق وهو راكع يبكي أمام قبر طفل مجهول، ويضيف: «قمت بدفن 57 جثة في سبعة أيام، ودفنت في يوم واحد 11 جثة، وهذا أقل ما يمكن عمله لهؤلاء اللاجئين». وخصصت السلطات المحلية في جزيرة ليسبوس رقعة من الأرض في بستان زيتون لدفن المهاجرين واللاجئين الذين غرقوا في البحر أثناء محاولتهم الوصول من تركيا إلي اليونان في طريقهم إلي أوروبا. وتم حفر 64 قبرا في هذه الرقعة معظمهم لمجهولين في تجسيد صارخ لمأساة اللاجئين. وبدلا من التأبين يكتب علي شواهد قبور هؤلاء المجهولين رقم تعريف إلي جانب التاريخ الذي وصلت فيه جثثهم إلي الشاطئ. ويقول سكان محليون ان أسرا بأكملها غرقت في حوادث تحطم قوارب ولم يكن هناك ناجون ليتعرفوا علي الضحايا. ويتذكر السكان العثور علي جثث متحللة أو تقطعت أوصالها نتيجة الاصطدام بالصخور علي الساحل الطويل للجزيرة. وتجاوز عدد الغرقي والمفقودين من المهاجرين واللاجئين بحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 3700 شخص، لكن من المعتقد ان العدد الحقيقي أعلي من ذلك.