إذا كانت هناك وسيلة ما لتخفي الإنسان، أتخيل أن أجد تلك الوسيلة، ولمدة ساعتين إن أمكن، لأري ما سيدور خلال حديث الزعيمين: الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان خادم الحرمين الشريفين. أُعلن سابقا أن الملك سلمان سيزور مصر خلال شهر فبراير الجاري، لعقد لقاء قمة مع الرئيس السيسي، تتويجاً لعدة اجتماعات سابقة من أجل تنفيذ مجلس التنسيق المصري السعودي علي أرض الواقع.. ولم يحدد حتي الآن يوم لتلك الزيارة، أو تأكيد سعودي لزيارة الملك إلي مصر.. وتدلل عدة شواهد أن هذه القمة من الممكن أن تؤجل، أو تلك الزيارة تتغير وتتبدل، ولكن هذا اللقاء سيحدث قريباً.. وحينها أتمني حضوره متخفياً، لأشاهد ما سيدور بين الزعيمين.. وحينها سأجزم بأن الحوار بينهما ودي لأبعد الحدود.. وما تحمله طيات الحديث ستكون تفاصيل قوة المنطقة وتماسكها وتعزيز العلاقة بين مصر والسعودية.. بالتأكيد سيتحدث الرئيس والملك في أمر تركيا، والمصالحة بين البلدين، ومحاولات السعودية لتقريب وجهات النظر، كما حدث مع قطر التي تباعدت معها العلاقات الجيدة، ثم تقاربت لكن دونما أن تلتحم.. سيتم الحديث عن اليمن وسوريا وليبيا كأكثر الملفات تطورا علي الساحة العربية.. سيطرح الرئيس ملف القوة العربية المشتركة المعلقة، وسيتحدث الملك عن التحالف الإسلامي العسكري.. وسيتم التأكيد في نهاية لقاء الزعيمين علي سبل توطيد العلاقات الثنائية، والدعم المتبادل بين بلدينا. ما بين مصر والسعودية كثير لا يدركه كله إلا الزعيمان، ومن ثم كبار مسئولي البلدين، والأحاديث الجانبية التي يرددها البعض بأن شائبة ما من الممكن أن تطول علاقة الدولتين، أحاديث واهمة واهية.. من الممكن أن تحدث اختلافات في وجهات النظر، لكن لن تحدث العلاقة السيئة مرة أخري.. ولن يحدث أن تقوي مصر علاقتها مع طرف علي حساب السعودية، أو أن تقوي السعودية علاقتها مع طرف علي حساب مصر حتي وإن كان تركيا أو قطر.