رسالة نيويورك : ثناء يوسف أحيط اجتماع الرئيس اوباما برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بسرية وكان ما تبعه من صمت مدوياً.. واذا كان الرئيس اوباما قد كشر عن أنيابه خلف الأبواب المغلقة فان واشنطن وقفت كما دأبت دائما لتدافع عن اسرائيل وتعارض ما صدر من قرارات لادانة اسرائيل عن مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة وجاء ذلك بعد مرور اقل من 42 ساعة من تحدي رئيس وزراء اسرائيل لواشنطن وللرئيس الامريكي اوباما وهو مازال في غمرة وقمة سعادته لاقرار قانون التأمين الصحي. فبعد الاحتفال بتوقيع قانون التأمين الصحي صباح الثلاثاء وسط حشد من المؤيدين للرئيس اوباما رأي البيت الابيض ان يتم اجتماع المساء مع رئيس وزراء اسرائيل بعيداً عن الاحتفاليات التقليدية وبعيداً عن عدسات المصورين ومتابعة الصحفيين.. وربما كان هذا الإجراء من جانب البيت الأبيض اجراء وقائياً حيث ان نتنياهو الذي صفع نائب الرئيس الامريكي جوبايدن عند زيارته الأخيرة لاسرائيل بالاعلان عن انشاء 0061 وحدة سكنية جديدة في الأراضي الفلسطينية وبمدينة القدسالشرقيةالمحتلة بصفة خاصة حرص مرة اخري علي ان يوجه نفس الصفعة لمضيفه الرئيس أوباما حيث تم الاعلان وقبل دقائق من اجتماع البيت الابيض عن التصريح ببناء 02 وحدة سكنية في قلب حي الشيخ جراح بالقدسالشرقية والاهم من ذلك ان هذه الوحدات الاستيطانية يتم بناؤها بتمويل مليونير يهودي امريكي يدعي اورفين موسكوفتش يعيش في ميامي ويمول اعمال الاستيطان الاسرائيلي بأموال تستقطع من حصة الضرائب الامريكية! واذا كان الرئيس اوباما قد شجب وندد بالاستمرار في بناء المستوطنات الاسرائيلية فان رئيس وزراء اسرائيل الذي حضر الي واشنطن للمشاركة في اجتماع جماعة الايباك او اللوبي الاسرائيلي انتهز الفرصة ليلقي بطعنته القاتلة وليعلن ان القدس هي العاصمة الابدية لاسرائيل وليتحدي واشنطن والرباعية الدولية التي اكدت في بيانها الاخير ان القدسالشرقية ارض محتلة.. واكد نتنياهو انه لن يتراجع عن استمرار البناء في القدس لأن القدس ليست كما قال مستوطنة اسرائيلية.. بل لقد لوح رئيس الوزراء الاسرائيلي بإمكانية تعطيل بدء المفاوضات غير المباشرة او المباشرة مع الجانب الفلسطيني لمدة عام »اذا أيد الأمريكيون المطالب غير المنطقية التي يطالب بها الفلسطينيون بشأن البناء في القدس«. وهذه الاشارة من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي تعني منع وتكبيل ادارة اوباما عن المضي في دفع عملية السلام حيث ان النافذة المتاحة لهذا التحرك لا تزيد حالياً عن عام واحد تبدأ بعدها معركة انتخابات الرئاسة الامريكية.. والأهم من كل ذلك هو ان لهجة الغضب والشجب التي ميزت التصريحات الأمريكية ضد اسرائيل تحولت الي هدوء يتسم بالبرود والاشارة الي ان الادارة الامريكية في انتظار »ايضاحات« من اسرائيل حول عملية بناء المستوطنات.. وهل هناك أوضح من التصريحات التي اطلقها رئيس وزراء اسرائيل أمام اكثر من ثمانية آلاف من مؤيدي اسرائيل.. والتي اكد فيها ان القدس لن تكون من الموضوعات الرئيسية في اي مفاوضات.. وبمجرد لقاء الرئيس اوباما برئيس وزراء اسرائيل أزال احتمالات اي تدهور في العلاقات خاصة ان نتنياهو قضي اليوم السابق لاجتماعه بالرئيس الامريكي في الاجتماع بحلفائه وانصاره في الكونجرس الأمريكي ليطلب مساندتهم في مواجهة نقد الادارة لسياسته ودعوتهم لضرورة الدفع بتوقيع مزيد من العقوبات علي ايران.. ومن المعروف ان اللجوء الي الكونجرس الأمريكي استراتيجية اسرائيلية قديمة اجهضت اي محاولة من جانب اي رئيس أمريكي سابق حاول الضغط علي اسرائيل. ففي الكونجرس منافسة مستمرة لارضاء اسرائيل وقد وقفت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الي جانب نتنياهو لتعلن »اننا في الكونجرس نقف الي جانب اسرائيل وموقفنا تجاه مساندة اسرائيل واحد«.