أتصور أن من أهم أهداف المرحلة الجديدة التي نعيشها بعد ثورة 52 يناير المجيدة هو الاهتمام برعاية المبدعين من شبابنا في شتي المجالات وفي مجال الاعلام تحديداً حيث يعاد الآن صياغة خطابنا الإعلامي الجديد علي أسس سليمة لمواكبة تكنولوجيا العصر وركب التقدم العلمي المذهل في مجال الفضائيات.أقول ما يمليه علي ضميري بعد ما شهدته ولمسته خلال مشاركتي في فعاليات مهرجان الإعلام المرئي والمسموع الذي أقامه طلبة السنة النهائية بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة حيث قدم مجموعة من الشباب المبدعين عدة أفلام في مجال الفيديو وبرامج الراديو تحمل أفكاراً جريئة ورؤية مستقبلية لمواجهة العديد من مشاكلنا الاجتماعية العاجلة وتحديداً بعد ثورة 52 يناير المجيدة التي وضعت مصر علي الطريق الصحيح لإعادة بناء الدولة في ظل مناخ ديمقراطي صحي سليم تتوافر له كل عناصر الحرية والعدالة ولقمة العيش الكريمة. واعترف صراحة بأنني قد سعدت وانبهرت أيضاً ومعي مجموعة من قيادات الإعلام بماسبيرو جئنا لتقييم مشاريع طلبة قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام برئاسة د.عدلي رضا حيث فوجئنا بأعمال علي جانب كبير من الأهمية تدعو إلي الفخار والإعجاب بالفكر السياسي والثقافي عند هؤلاء الشباب من المبدعين الذين ينبغي الاهتمام بهم ورعايتهم بكل الطرق الممكنة من خلال مبني ماسبيرو لإعداد كوادر جديدة من الإعلاميين القادرين علي تطوير منظومة الإعلام المصري المسموع والمرئي وهو ما تسعي إليه كلية الإعلام في كل أقسامها وليس في قسم الإذاعة والتليفزيون فقط فقد حرص د.حسن عماد مكاوي عميد الكلية علي إحداث نقلة علمية كبيرة في كل المناهج الدراسية التي يتم تدريسها لطلبة الأقسام المختلفة وقد ساعده علي ذلك وجود هيئة تدريس علي مستوي فني وعلمي وأكاديمي كبير وهو ما انعكست آثاره الايجابية علي جموع الطلاب من الدارسين في جميع التخصصات العلمية الإعلامية داخل هذا الصرح الشامخ الذي يعد جيلا جديدا من الإعلاميين يقودون مصر الجديدة خلال السنوات المقبلة. ولأن مصر تتغير الآن في جميع المجالات السياسية والعلمية والثقافية والإعلامية فقد علمت أن القيادات التي تتولي الآن قيادة العمل المسموع والمرئي في مبني ماسبيرو العريق قد استجابت لدعوة د.عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام إلي اقامة دورة تدريبية صيفية للطلبة المبدعين والخريجين المتميزين لإكسابهم الخبرة اللازمة للحياة العملية والتي يتطلبها سوق العمل الإعلامي حالياً في عصر السماوات المفتوحة وتقدم علوم الاتصال الذي جعل من العالم كله قرية صغيرة. وإذا كان ماسبيرو يفتح أبوابه لاحتضان ورعاية المبدعين الجدد من شباب الإعلاميين فإنني أدعو إلي ضرورة عرض نماذج من مشاريع الفيديو والراديو التي صنعها هؤلاء النجوم علي الشاشة الصغيرة ومن خلال الشبكات الإذاعية خاصة شبكة الشباب والرياضة المعنية برصد كل المواهب الشابة في جميع مجالات الحياة. ومن ناحية أخري أطالب التليفزيون وقطاعي القنوات المتخصصة والإقليميات بعرض أفلام طلبة قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام والتي تم انتاجها هذا العام وتحمل قدراً كبيراً من الابداع خاصة الأفلام الآتية: »حرير خشن« و»الظل« و»بيكيا« و»سلام جمهوري« و»بين الحياة والموت« و»قاتل منقذ« و»خمس قروش« و»الضحك بالذقون« وكلها أعمال شديدة التميز والاتقان وجديرة بالمشاهدة علي نطاق جماهيري واسع. ان الأمم العريقة تتقدم بسواعد شبابها وعقول علمائها وقوة جنودها وفكر مثقفيها وإعلامييها حملة مشاعل التنوير بناة المستقبل وصناع الحضارات العريقة ومصر كانت وسوف تظل بإذن الله منارة الشرق وواحة الابداع في جميع صوره حتي يرث الله الأرض ومن عليها.