وزيرا خارجية أمريكاوروسيا، كل فى طريق مختلف، بشأن سوريا بينما لا تظهر في الأفق أي بادرة لانتهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات يزداد عدم اليقين بشأن عقد الجولة الثالثة من المحادثات السورية المقررة أن تبدأ غدا في جنيف بسبب الخلافات والعراقيل التي لا تزال تقف في وجه المحادثات. حيث تواجه جهود السلام تحديات كثيرة كالخلاف علي مستقبل الرئيس بشار الأسد، والتوترات بين السعودية وإيران، وخلاف القوي الدولية والإقليمية حول من يمثل المعارضة. حيث تدعم روسيا ومعها إيران وبشار الأسد تيارات معينة بينما تؤيد امريكا ومعها تركيا وقوي أوروبية أخري ودول بالمنطقة فصائل اخري للمعارضة. فقبيل اجتماع وزيري خارجية امريكاوروسيا في زيوريخ، أكد الكرملين وجود خلافات كبيرة بين البلدين بشأن وضع قائمتين منفصلتين احداهما للمعارضة المعتدلة واخري للمنظمات الإرهابية السورية، مشيرا إلي أن الجانبين يحاولان الوصول لحل وسط. وتعترض روسياوإيران علي تشكيلة الوفد الذي سيمثل المعارضة في المفاوضات، وتسعي لضم جماعات أخري قريبة منها للمباحثات. فيما تشدد دول غربية عدة علي رأسها فرنساوامريكا ودول اخري علي رأسها السعودية وتركيا علي أن وفد الهيئة العليا للمعارضة يجب أن يكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة السورية في المفاوضات. وتهدد هذه الهيئة المنبثقة عن مؤتمر الرياض الشهر الماضي، إنها لن تحضر مفاوضات السلام إذا شارك فيها طرف ثالث في إشارة لما تسعي له روسيا بشأن ضم وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل أخري إلي المباحثات. وتحاول موسكو ضم جماعة الأكراد السوريين المعروفة ب«قوي سوريا الديمقراطية» إلي طاولة المفاوضات، وسط رفض تركي لمشاركة الأكراد كممثل للمعارضة السورية، حيث اعلن رئيس الوزراء التركي، إن هؤلاء لا يمكنهم أن يكونوا معارضين حقيقيين. ويسيطر الأكراد علي مناطق كبيرة شمال سوريا وشمالها الشرقي حيث أقاموا منطقة إدارة ذاتية يقولون إنها ينبغي أن تكون نموذجا لتسوية الصراع السوري. وتري المعارضة أن الأكراد يتعاونون مع نظام بشار وهو اتهام ينفيه الأكراد. وقال مسؤول بالمعارضة إن الأكراد يجب أن يحضروا المفاوضات في جانب الحكومة. كما ستسعي المحادثات المرتقبة لتحديد من هي الجماعات الإرهابية في سوريا، وهو ما يمثل أحد المهام الصعبة، في الوقت الذي تصف فيه حكومة بشار، المعارضة المسلحة، التي تسعي لإسقاط الرئيس بشار ب«الإرهابيين». وترفض روسياوإيران محاولات السعودية لتشكيل وفد المعارضة وتري إن هناك عشرة ممن شاركوا في مؤتمر المعارضة في السعودية من عناصر القاعدة التي يعتبرونها واحدة من ثلاث فصائل يجب منعها من الحضور، بجانب جماعة جيش الإسلام وحركة أحرار الشام التي تصنفهم موسكو ودمشق كجماعات إرهابية. وكانت أطراف المعارضة السورية قد توصلت، خلال مؤتمر الرياض إلي اتفاق لتشكيل هيئة عليا للمعارضة السورية مكونة من 32 عضوا، بينهم 9 من الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية و10 من الفصائل المسلحة و5 من هيئة التنسيق الوطني و8 أعضاء مستقلين. ووسط الاتهامات المتزايدة لروسيا والنظام السوري بعرقلة المساعي نحو مفاوضات جدية، اشترطت المعارضة السورية رفع الحصار عن المدن السورية والتي يسكنها مدنيون ووقف قصف المدنيين بالغارات الروسية وإيصال المساعدات لتلك المدن مثل مدينة مضايا والإفراج عن الأسري، بوصفها إجراءات نص عليها مجلس الأمن الدولي في قراره الصادر في ديسمبر الماضي لتأييد عملية السلام ولتهيئة المناخ المناسب للمفاوضات.