خلال الأيام الماضية تواتر الحديث حول لقاء سيجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بأردوغان رئيس تركيا بعد عدة شهور..المعلومة تخمينية بناء علي الموعد المحدد للقمة الإسلامية المقرر عقدها في شهر إبريل القادم في اسطنبول، باعتبار أن الدور علي تركيا لتترأس العام القادم للقمة الإسلامية كعضو ضمن 57 من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، بينهم مصر التي تترأس القمة للعام الحالي حتي شهر إبريل القادم، ووفقا للبروتوكول المتعارف عليه يجب أن يسلم الرئيس السيسي رئاسة القمة لأردوغان..ومن هنا تساءل المحللون:هل سيحدث ذلك؟!. المعلومات المؤكدة حتي الآن أن الرئيس السيسي لن يحضر تلك القمة، وسينيب عنه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وهذا لعدة أسباب علي رأسها أن الأزمة التي افتعلها أردوغان مع الرئيس السيسي ودعمه المتواصل لجماعة الإخوان، ستمنع ذهاب السيسي إلي اسطنبول حفاظاً علي الهيبة والكرامة، لكي لا تتنازل مصر عن حقوقها ممن هاجموها. ولكن في الاتجاه الآخر، هناك أمر يلوح في الأفق القريب بشدة، وهو أن يُنقل مقر القمة من اسطنبول إلي العاصمة السعودية الرياض، وهذا ما يسعي إليه الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين من تقريب لوجهات النظر بين القاهرة وأنقرة، ولم تكن تلك هي المرة الأولي، فقد سبقها اثنتان، ولكن لم تفلحا وقوبلتا بالرفض..ولكن الأمر الآن أصبح علي المحك، والقاهرة تنتظر تشريف الملك سلمان لعقد القمة المصرية السعودية الشهر القادم تكليلاً لاجتماعات سابقة، لتفعيل مجلس التنسيق المصري السعودي، وسيتحدث الملك سلمان مع الرئيس السيسي في عدة أمور، بينها تلك المصالحة المصرية التركية التي قد تطول القطرية، وسيدفع بتنفيذ التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وسينتهي الأمر بالاتفاق علي الصلح المشروط، أو نقل مقر القمة إلي الرياض، وهي الفرضية التي سيرفضها أردوغان متمسكا برعونته، لتبقي احتمالية تأجيل القمة ل«حين ميسرة» أمرا واردا.