عيد ميلاد مجيد، وكل عام واخوتنا الأقباط بخير، ومصر العزيزة تحتضن أبناءها جميعا وهم يتبادلون المحبة، ويبنون معا أجمل الأوطان. أعدي أعداء مصر حاولوا علي مر السنين زرع الشقاق بين أبناء مصر فلم يحصدوا إلا الفشل الكبير. ومع ذلك فمازال بعض المتنطعين يكررون المحاولة، ولا يتعظون من تكرار الفشل، ولا يتعلمون من دروس التاريخ. ويجتاح وباء التعصب المنطقة ويهدد العالم. يتصور المتربصون بمصر أنها فرصتهم. لكن مصر تعلمهم درسا جديدا.. إن البلد الذي علم الدنيا معني التوحيد وزرع في النفوس الطيبة قيمة المحبة والاخاء مازال علي عهده، وسيظل كذلك إلي أبد الابدين. تخوض مصر أشرس المعارك ضد تطرف أراد أن يستوطنها، وضد تعصب أراد أن يفكك وحدتها، وضد تخلف أراد أن يعيدها إلي ظلام العصور الوسطي. تنقذ مصر نفسها من هذا المصير. يتوحد شعبها - كعادته - في وجه الخطر. ينتصر علي خفافيش الظلام. يمضي في طريقه. يحرس مصر التي باركها الله. يناضل علي كل الجبهات.. يبني ويعمر، ويواجه الإرهاب، وينتصر لكل القيم التي توارثها جيلا بعد جيل.. قيم الاخاء والمحبة ووحدة أبناء الوطن الواحد التي لا تنفصل إلي يوم الدين. نعرف أننا نمر بأوقات صعبة، لكننا سنتجاوزها معا - أقباطا ومسلمين - يجمعهم حب هذا الوطن الذي يستحق كل التضحيات. ونعرف أننا نواجه أعتي المؤامرات، ولكن مصر ستظل «المحروسة» بإذن الله وكفاح شعبها. ونعرف اننا أمام مهمة صعبة لاعادة بناء بلد نخر فيه سوس الفساد طويلا، ولكن من علموا الانسانية كيف تبني الحضارات العظيمة قادرون بلا شك علي أداء المهمة. أنظر حولي في المنطقة وهي تشتعل بالحروب الطائفية والمذهبية. أسجد لله شكراً علي نعمة العيش في وطن يتوحد أبناؤه جميعا في محبته، وترتوي رماله بدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عنه برصاصات عدو لم تفرق يوما بين مسلم ومسيحي. أعرف - كما يعرف الجميع - أن وحدتنا الوطنية ستظل هدفا لمؤامرات الأعداء، وستظل أيضا معركتنا الكبري التي لا بديل لنا فيها عن الانتصار.. كما كان الأمر علي مدي التاريخ. كل التهنئة لإخوتنا الأقباط في عيد الميلاد المجيد. وكل المحبة لوطن نبنيه معا، ونعيش فيه معا، ونتقاسم خيراته وننعم بتقدمه وانتصاره. كل عام وأنتم بخير. أما المرضي الذين يدعون أن كل ما قلناه هنا هو من باب «الفواحش».. فدعاؤنا لهم: ربنا يشفيكم.