مرحبا بأول رئيس مصري منتخب (أعانكم الله).. أول رئيس جاء بتكليف من الشعب المصري العريق.. العبء ثقيل.. والمهام مقدسة.. خطواتكم محسوبة.. وقراراتكم في الميزان.. لقد سالت دماؤنا ثمنا لحريتنا.. ولن نتنازل عنها ثانيا فقد سقط حاجز الخوف..!! السيد الرئيس.. نريد عدالة اجتماعية.. نتعطش للعدل والمساواة في كل شيء.. في التعيينات.. في سن المعاش.. في الأجور.. في التعليم.. في التأمين الصحي.. في مياه الشرب.. في انارة الطرق.. الخ.. لقد ظل هذا الجيل من الشباب (وقود هذه الثورة العظيمة) طوال سنوات عمره لا يسمع إلا لأكاذيب وتناقضات.. لم يجد آذنا تصغي إليه.. أو هدفا قوميا يلتفون حوله جيل مهمش سلبت إرادته.. جيل فتح عينيه ليجد وطنه قد نهب وخطف وقسمت ثرواته.. ان شبابنا هم ثروتنا البشرية وهم عماد أي تنمية شاملة.. السيد الرئيس.. »رفقا بأبنائنا الشباب« فمسئولية الدولة ان توفر لهم فرص العمل بما يوفر لهم حياة كريمة.. فالبطالة غول يفترس فلذات أكبادنا.. والمؤشرات العالمية تؤكد تدني مستوانا في التنمية البشرية إلي الترتيب (221) طبقا لتقييم الأممالمتحدة ضمن (631) دولة وزادت نسبة البطالة إلي (51٪) في الفئة العمرية (02 53 عاما) بما يعادل (4 ملايين) عاطل منهم (79٪) من حملة المؤهلات المتوسطة والعليا.. وهذا يعدمؤشرا واضحا للفجوة الهائلة بين نوعية التعليم واحتياجات سوق العمل.. لقد تسببت البطالة في زيادة معدلات الجريمة (التطرف الادمان السرقة بالاكراه الخطف والاغتصاب) وانتشار الأمراض الاجتماعية (اليأس الاحباط الحقد اللامبالاة.. الخ).. لقد رفعت الدولة (طوال أكثر من ثلاثة عقود من الفساد) يدها عن توفير فرص العمل لأبنائنا.. وتوقف تعيينهم في الحكومة أو القطاع العام أو الخاص.. وإذا تجرأ أحدهم لعمل مشروع صغير فكأنه دخل (عش الدبابير) فأول ما يصطدم به هو اجراءات بيروقراطية معقدة لاستخراج ترخيص لمشروعه.. ويدور (كعب داير) أمام مكاتب (البطاقة الضريبية السجل التجاري الغرف التجارية مديرية الصحة مديرية التموين مديرية الأمن.. الخ) فإذا قدر الله له واجتاز أول العقبات وبدأ مشروعه فإذا به يفاجأ بهجوم كاسح من لجان (الضرائب التأمينات مباحث الآداب مباحث التموين المصنفات المطافئ الأمن الصناعي البيئة شرطة المرافق الصحة المرور مجلس المدينة النظافة ومرفق المياه الكهرباء... الخ) وكل منهم يتفنن في خلق المشكلات والعراقيل..!!؟؟ فيفشل مشروعه قبل أن يقف علي قدميه.. وربما قبل أن يبدأ.. ويتحول من شاب يريد إقامة مشروع يوفر لنفسه حياة كريمة إلي متهم هارب من العدالة تطارده الديون والمشكلات..!! لذلك سيادة الرئيس.. نطالبكم بمعاونة شبابنا لا الوقوف في طريقهم.. نريد هيئة أو مؤسسة أو مكتبا في كل محافظة لرعاية المشروعات الصغيرة.. ونقدم لهم المشورة والخبرة ويد المعاونة.. وأن تختصر الاجراءات البيروقراطية في طلب واحد وأن تعطي لهم فترة سماح معفاة من الضرائب والتأمينات وخلافه.. أسوة برجال الأعمال وأصحاب المشروعات الكبري (خصوصا من أهل الثقة).. فهم أحق بالرعاية والمساندة.. السيد الرئيس.. لن نمجدكم لأنكم الرئيس.. ولكننا سوف نشيد بإنجازاتكم إذا خدمتم وطنكم وأقمتم المشاريع القومية الكبري.. وعمرتم سيناء وحلايب وشلاتين والنوبة والسلوم.. الخ.. فقد شكل الشعب المصري جمعيته العمومية من (58 مليون) مواطن.. حررتهم ثورة 52 يناير وأصبحوا غير مكبلين أو مكممين أو معصوبي الأعين ولن يتغاضوا عن ظلم أو قهر أو فساد مرة أخري.. وليكن أمامكم مقولة سيدنا أبوبكر الصديق (إن أحسنت فأعينوني.. وان أسأت فقوموني) ونبراس سيدنا عمر بن الخطاب (لو عثرت دابة في شط الفرات.. لسئل عنها عمر يوم القيامة.. لم لم تمهد لها الطريق يا عمر).. نريدكم رئيسا لكل المصريين.. رئيسا لا يقبل حوله شلة منتفعين أو منافقين.. نريد رئيس وزراء صاحب قرار يدير أملاك الدولة ولا يبيعها أو يخصخصها لحاشيته.. نريد عدالة اجتماعية وفرص عمل متكافئة بلا محسوبية. وفقكم الله لما فيه خير مصرنا الغالية.