منذ انتهاء انتخابات الاعادة علي منصب رئيس الجمهورية وتوالي الانباء عن نتائجها، لم تتوقف الشائعات لحظة واحدة... شائعات شملت كل شيء في الحياة تقريبا، بداية من توقعات بفرض حظر التجول واختفاء السلع الاساسية من الاسواق، وصولا الي هروب المستثمرين وتضرر البنوك... كيف ينظر خبراء العمل المصرفي للنتيجة المتوقعة لانتخابات الرئاسة ؟ و إلي أي مدي يتوقعون تأثر البنوك والاستثمار بصعود التيار الاسلامي للحكم؟ رغم أن كثيرا من العاملين في مجال البنوك يرفضون التعليق علي الأوضاع السياسية، فإن النظرة السريعة لبرامج وخطط عمل البنوك في مصر للمرحلة القادمة حتي بعد صعود الاسلاميين للحكم في انتخابات مجلس الشعب ومع احتمالات وصولهم لكرسي الرئاسة تؤكد عدم خوف البنوك أو قلقها من هوية من يتولي الحكم، وخاصة البنوك الاجنبية، فعلي سبيل المثال لا الحصر سبق واعلن كريدي اجريكول مصر- منذ شهر فقط - عن عزمه الاستمرار في السوق والتوسع في انشطته، وحين سئل فرانسوا إدوارد رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للبنك عن موقفهم من صعود التيار الاسلامي للحكم قال صراحة: "نحن لا نعلق علي السياسة، وما يعنينا هو اداء الاقتصاد، وقد جئنا الي مصر ونحن نستهدف الاستثمار طويل الاجل في السوق المصري في الاوقات الجيدة أو الاوقات السيئة، وهذا هو ما نعتزم الاستمرار فيه. الموقف ذاته تقريبا أكده محمد نصر عابدين نائب رئيس مجلس ادارة بنك الاتحاد الوطني »وهو أحد أكبر البنوك الاماراتية« خلال زيارته الاخيرة الي مصر لاعتماد نتيجة أعمال البنك، الوضع ينطبق ايضا علي عدد كبير من البنوك التي اعلنت مؤخرا عن استمرار خططها التوسعية في السوق المحلي. ومع صمت السياسي لمسئولي الجهاز المصرفي هناك من ناقش الامر بموضوعية وحياد وكانت آراؤهم كالتالي.. د. فائقة الرفاعي نائب محافظ البنك المركزي سابقا، تقول: عمليا وبغض النظر عن الأيدولوجيات والفكر، من المفترض أن يؤدي صعود التيار الاسلامي للحكم الي تشجيع الاستثمار، وأن يقبل المستثمرون علي السوق المحلي بشكل كبير، فالصيرفة الاسلامية قائمة علي الاستثمار المباشر، وتنبذ نظم الاقراض بفائدة ثابتة، و بالتالي المتوقع أن يكون هناك توجه لتشجيع الاستثمار، وأن تدخل البنوك كمشارك في المشروعات العامة والخاصة، وهذا من شأنه أن يجذب المزيد من الاستثمار الاجنبي الجاد، وبصورة عامة فإن التأثير النهائي علي الاقتصاد ككل يتوقف علي السياسات التي سيتم تبنيها في المرحلة القادمة، وتري د. فائقة أن الرئيس القادم حتي يكون موضوعيا لا يمكن ان يسير ضد التيار، وتؤكد انه لا مجال لفرض قيود متشددة لانها ستجد معارضة قوية ورفضا لتطبيقها. محمد أوزالب العضو المنتدب و الرئيس التنفيذي لبنك بلوم مصر يقول: ان انتماء الرئيس للتيار الليبرالي أو التيار الاسلامي ليس له أهمية كبيرة، المهم هو وجود برنامج اقتصادي مقنع، وسوق حر مفتوح، وسياسة اقتصادية مدروسة وواضحة للجميع، مع احترام القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية والقانونية والأمن، هذا هو ما يمكن ان يؤثر علي الاداء الاقتصادي في المستقبل ويعمل علي جذب الاستثمار، وليس هوية الرئيس. سيد القصير رئيس بنك التنمية الصناعية والعمال يقول: نأمل أن يكون النموزج الفرنسي أمام عيوننا لابد أن نقبل بالنتيجة ايا كانت فالرئيس القادم أيا كانت انتماءاته لابد أن يسعي لأن يكون رئيسا لكل المصريين، حتي وان كان من التيار الاسلامي فهو أيضا رئيس لكل المصريين وقد وعد في تعهداته بتشكيل حكومة تضم كل الاطياف وتعبر عن كل المصريين، ما نرجوه من المصريين هو قبول النتائج ليتحقق الاستقرار ويعود الامان، لنبدأ مرحلة العمل، فالاستقرار هو العنصر الاساسي في جذب الاستثمار واستعادة الاقتصاد قوته ونشاطه.